وسط اضطرابات الأسواق العالمية.. هل يتأثر برنامج الطروحات الحكومية في 2025؟

منذ 3 أيام
وسط اضطرابات الأسواق العالمية.. هل يتأثر برنامج الطروحات الحكومية في 2025؟

وبينما أعلنت مصر عن تنفيذ برنامج الطرح العام الأولي هذا العام، هناك مخاوف متزايدة من أنه قد يكون من الصعب استكمال البرنامج في ظل انهيار أسواق الأسهم العالمية وإعادة تقييم الجدارة الائتمانية لمصر.

وقال خبراء في أسواق المال لموقع ايجي برس، إن استكمال برنامج الطروحات الحكومية لن يتأثر بشكل كبير بالأحداث العالمية، خاصة في ظل تأثيرها قصير المدى مقارنة بأزمة كورونا والحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وتعتزم الحكومة إدراج الشركات التالية في البورصة هذا العام وعلى مدى العامين المقبلين: الوطنية، وشل أوت، وسيلو فود، وصافي، والشركة الوطنية للطرق، وهي جميعها تابعة للجيش. ويأتي ذلك عقب بيان لمجلس الوزراء المصري الأربعاء الماضي.

وأعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في ديسمبر/كانون الأول الماضي أن بلاده ستقدم عروضا لعشر شركات على الأقل بحلول عام 2025، بما في ذلك أربع شركات مملوكة للجيش.

وبالإضافة إلى هذه الشركات، تعتزم الحكومة طرح أسهم في شركات مدرجة في برنامج الطروحات الحكومية، وهي محطة رياح جبل الزيت، وشركة الأمل الشريف للبلاستيك، وشركة مصر للصناعات الدوائية، وشركة صيد للأدوية.

ويتزامن ذلك مع انهيار أسواق الأسهم العالمية الأسبوع الماضي، بسبب حالة عدم اليقين المحيطة بتصعيد حرب الرسوم الجمركية الأميركية ضد 185 دولة، والتي أطلقها دونالد ترامب.

تأثير فوري

قالت رانيا الجندي، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء والتشريع، إن التراجعات العالمية التي شهدتها أغلب أسواق الأسهم العالمية الأسبوع الماضي، على الأرجح هي تأثير مؤقت لتصريحات ترامب.

وأكدت أن الأزمة الحالية ليست خطيرة بقدر أزمة كوفيد-19 والحرب الروسية الأوكرانية. ولذلك، فمن غير المرجح أن تؤثر الأحداث الجارية على استكمال برنامج الطرح العام الأولي للحكومة.

وأضافت أننا نتحدث منذ سنوات عن زيادة عدد الشركات المملوكة للدولة في إطار برنامج المناقصات، لكن وتيرة طرح المناقصات كانت بطيئة. ومع ذلك، فإن جميع العروض الحكومية، مثل تلك التي يقدمها بنك يونايتد وبنك خليفة، تشير إلى أن الترتيب الجيد لا يعتمد على التوقيت.

وأوضحت: «على العكس، فإن الطرح عالي الجودة يمكن أن يجذب المستثمرين باعتباره استثماراً آمناً، مثل الذهب»، مؤكدة أن هذا سيحدث عندما تقوم شركات قوية مثل «صافي» و«شل أوت» وغيرها بطرح، كما رأينا مع نسب التغطية العالية في طرح «يونايتد بنك».

وعن الوضع الراهن، قالت: “إن تراجعات الأسواق العالمية تعكس حالة من التوتر الناتج عن قرارات سياسية واقتصادية، وكان أبرزها الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب السابقة على عدد كبير من الدول، والتي لم تتأثر بها إلا 10% فقط”.

وأكدت أن تأثير هذه البيانات على السوق المصرية سيكون قصير المدى، خاصة أن الترابط بيننا وبين الدول الأخرى من حيث الصادرات والواردات لا يمثل سوى نسبة ضئيلة مقارنة بالتجارة الدولية. وبالتالي، لن يكون هناك أي تأثير على ميزان المدفوعات أو على الشركات المدرجة. ويرتبط التأثير بالتالي بالأخبار السلبية المنشورة دوليا، والتي تسببت في انهيار أسواق الأسهم العالمية، بما في ذلك السوق المحلية.

وأضافت أن التأثير كان فوريا وظهر في ثلاث جلسات متتالية الأسبوع الماضي. وبعد ذلك، وفي مواجهة خطاب ترامب المتقلب المستمر بشأن التعريفات الجمركية، بدأت الأسواق في استعادة توازنها، وارتفعت المؤشرات مرة أخرى.

وفيما يتعلق بتصنيف مصر الائتماني وتغيره من “إيجابي” إلى “مستقر”، قال الجندي: “لم يعد لهذا التصنيف نفس الأثر السابق. وهناك شكوك الآن حول منهجية وكالات التصنيف الدولية هذه، لا سيما في ظل فشلها في التنبؤ بالأزمات في الوقت المناسب”.

ولذلك هناك جهود تبذل في الدول العربية لإنشاء مؤسسات خاصة بها. ولذلك فإن تقريرها لم يعد مؤثراً كما اعتدنا في بداية العقدين الماضيين، باستثناء بعض صناديق الثروة السيادية التي قد تأخذ هذا التقرير بعين الاعتبار. وبحسب أحد أعضاء الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء والتشريع فإن ذلك يعود إلى وجود ظروف خاصة للاستثمار.

خفضت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني نظرتها المستقبلية لمصر من “إيجابية” إلى “مستقرة” بسبب زيادة الضغوط التمويلية المحلية والخارجية، لكنها أبقت على التصنيف عند “B”.

لا يوجد تأثير من تغيير عرض التصنيف

قال معتز عشماوي، العضو المنتدب لشركة عرب أون لاين لتداول الأوراق المالية، إننا لسنا بمنأى عن تطورات الأسواق العالمية، وأي تغيرات على المستوى الدولي ستؤثر على الاقتصاد المحلي بشكل أو بآخر، ولكن ذلك لن يكون له تأثير كبير على السوق المحلية.

وأكد أن برنامج الطرح العام الأولي الحكومي سيستمر، لكن في حال تصاعد الحرب التجارية، فإن عدد الشركات المتضررة قد ينخفض على مدى فترة من الزمن.

وأوضح قائلاً: “إذا توقعنا أن يتجاوز الاكتتاب في طرح معين 50 ضعفًا، فيمكننا الاكتتاب بـ 20 ضعفًا فقط، أو بدلًا من هامش ربح 20%، نرفعه إلى 30% لتعويض زيادة المخاطر. فعندما يتخذ المستثمر الأجنبي قرارًا استثماريًا، فإنه يأخذ في الاعتبار عدة عوامل، مثل صعوبة تحويل الأرباح إلى الخارج، وجمع الدولارات، والإجراءات القانونية، وغيرها من المسائل”.

وأشار إلى أن النتيجة الخاصة بـ«معامل التأثير» يتم استخراجها بناءً على البيانات السابقة. على سبيل المثال، إذا وصل معامل التأثير إلى 30%، فيجب على المستثمر تحديد هامش ربح أولي لا يقل عن 30% لتعويض هذه المخاطر. لو تم عرض شركة مثل بتروجت بخصم 10% فقط فلن يكون ذلك كافيا لجذب المستثمرين. وعلى النقيض من ذلك، قد يُنظر إلى العرض الذي يتضمن خصمًا بنسبة 50%، على سبيل المثال، باعتباره وسيلة جذابة لجمع رأس المال.

وأكد أن المستثمرين يجب أن يركزوا على عوامل أساسية مثل طبيعة الطرح ومدى توافر فرص استثمارية حقيقية، بغض النظر عن تقلبات السوق أو التغييرات البسيطة في التصنيف.

وعن تأثير تخفيض التصنيف الائتماني الأخير، أوضح معتز أن تأثيره على سوق الأسهم محدود، لأن التصنيف يتكون من شقين: التصنيف نفسه والنظرة المستقبلية. قال: “خفّضنا النظرة المستقبلية من “إيجابية” إلى “مستقرة”، في حين لم يتغيّر التصنيف الائتماني. هذا لا يُشكّل خطرًا كبيرًا، وتأثيره أوضح على السندات وأذون الخزانة، وليس الأسهم”.

اقرأ أيضاً:

مدحت يوسف: سعر أسطوانة البوتاجاز لا يزال أقل من قيمتها الحقيقية البالغة 550 جنيها.

ما هي القطاعات المحلية الأفضل للاستثمار في ظل تقلبات الأسواق العالمية؟

يتراجع سعر الذهب عالميا إلى ما دون 3000 دولار للأوقية.


شارك