محاميو القاهرة والجيزة يحتجون ضد زيادة رسوم الخدمات القضائية.. وتحذيرات من التصعيد

واستمرت الاحتجاجات على درجات مبنى المحكمة نحو نصف ساعة دون أن تؤثر على حسن سير العمل القضائي.
نظمت نقابات المحامين، الأحد، وقفة احتجاجية أمام المحكمة العليا بالقاهرة والجيزة، احتجاجا على زيادة رسوم الخدمات القانونية الآلية للمتقاضين والمحامين. وجاء الاحتجاج استجابة لدعوة النقابة العامة ونقاباتها الفرعية.
استجاب المحامون لدعوة الوقفة الاحتجاجية أمام المحاكم في شمال القاهرة وجنوب القاهرة وجنوب الجيزة. واستمرت الاحتجاجات في المتوسط نحو نصف ساعة دون أن تؤثر على حسن سير عمل المحاكم.
• القاهرة: احتجاجات دون انقطاع في العمل
وفي مجمع محاكم شمال القاهرة، شارك العشرات من المحامين في وقفة احتجاجية على درجات مبنى المحكمة. واستمر عمل القضاء دون انقطاع، وظل المتقاضون والمحامون على اتصال بخزينة المحكمة. ومع ذلك، نشأت مشاكل أمنية في بعض دوائر المحاكم الجنائية مما منع المتهمين من حضور جلسات المحكمة.
وقاد الوقفة الاحتجاجية عمرو محيي الدين، نقيب محامي شمال القاهرة، وأعضاء المجلس طارق بخيت، ومحمد أبو الوفا، وأبو العلا مكي، وولاء علي، ووليد السيد، وهيثم مجدي. وشارك في الوقفة الاحتجاجية أيضا حسام سعيد عضو مجلس النقابة العامة للمحامين، وهشام زيد رئيس نقابة محامي شمال القاهرة الأسبق، ومحمد الهواري عضو المجلس الأسبق.
وقال المحامي الحسيني محمد لـ«الشروق» إن الاحتجاج الوطني للمحامين يأتي في وقت حرج، مضيفاً: «رسوم الوثيقة الواحدة وصلت بالفعل إلى 100 جنيه، وقيمة حافظة الوثائق قد تصل إلى ألف جنيه».
وتوقع أن تلقى احتجاجات المحامين ردا قويا بعد إقرار رسوم هذه الخدمات، وأقر بدور نقابة المحامين في الدعوة للاحتجاج على هذه الخدمات.
وقال المحامي إسماعيل الصاوي لـ«الشروق» إن زيادة رسوم المحاكم ظلم شديد للمواطنين، وتم إقرارها دون مبرر قانوني ومخالفة للدستور. وأضاف أن هذا كان يشكل عبئا على المشتكي والمدعى عليه على حد سواء، مشيرا إلى أن الرسوم التي تم فرضها سابقا كانت معقولة جدا.
وقال المحامي زين العابدين الطهطاوي إنه علم أن المحامين نظموا وقفة احتجاجية على أدراج المحكمة احتجاجا على زيادة الرسوم القضائية دون تعطيل أو عرقلة للخدمات الحكومية. وجاء هذا الاحتجاج بعد الحصول على جميع الموافقات الأمنية والتعبير عن معارضة الزيادة.
وأكد أن زيادة رسوم الخدمات ستشكل عبئاً على المواطنين وستثني المتقاضين عن المطالبة بحقوقهم أمام القضاء.
• الجيزة: تحذيرات من التصعيد
وأمام محكمة جنوب الجيزة الابتدائية، نظم نحو 100 محامي وقفة احتجاجية استمرت نحو 30 دقيقة. واحتج المشاركون على زيادة الرسوم بالهتافات وحملوا لافتات كتب عليها “نقابة محامي جنوب الجيزة تؤيد قرار النقابة العامة بوقف دفع الرسوم لخزانة محاكم الاستئناف”، ولافتات أخرى كتب عليها “لا لزيادة الرسوم القضائية”.
قال هاني دردير، المحامي بالنقض والنقيب السابق لنقابة محامي أكتوبر، إن الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها نقابة محامي جنوب الجيزة جاءت احتجاجا على الرسوم التي تم فرضها دون مبرر أو سند قانوني. وأوضح أن هناك نصاً قانونياً ينص على أنه “لا يجوز فرض أي رسوم إلا بموجب القانون”.
وأضاف أن هذه الرسوم تشكل عبئاً على المواطنين تجاه المحامين “وأنها مبالغ فيها”، مشيراً إلى أن نقابة المحامين تواصلت مع المجلس الأعلى للقضاء ووزير العدل ومحاكم الاستئناف لطلب إلغاء الرسوم. لكن المحامين فوجئوا برفض التراجع عن الزيادة غير القانونية، ما دفع نقابة المحامين إلى تكثيف معارضتها لهذه القرارات بمختلف الأشكال، بما في ذلك الاحتجاجات.
أعلن دردير عن مقاطعة وطنية لخزينة المحاكم من 15 إلى 17 أبريل. ويأتي هذا التصعيد التدريجي من النقابة، التي ترد بإلغاء الرسوم وطرح الأمر على الرأي العام والجهات المعنية والقيادة السياسية، للتراجع عن هذه القرارات التي وصفها بـ”الظالمة”.
وأشار إلى أن النقابة يمكنها إيقاف العمل إذا لم تستجب الجهات المعنية، “وهو ما يصب في مصلحة العميل لتصحيح الوضع الخاطئ”، على حد قوله، مضيفاً: “لا نستطيع أن نقول للعميل أحضر ألف جنيه رسوماً و10 آلاف جنيه رسوماً”.
في غضون ذلك، دعا عاصم العريبي، المرشح لمنصب نقيب محامي جنوب الجيزة، إلى التراجع عن زيادة الرسوم، قائلا إنها غير قانونية وتضر بمنظومة العدالة. وأشار إلى أن حق التقاضي حق أساسي نص عليه الدستور، ومن واجب الدولة أن تخلق الإطار اللازم لذلك.
وتابع: “أصبحت الإجراءات القانونية مكلفة، وقد يتردد المواطنون في اللجوء إلى القضاء بسبب صعوبة سداد رسومهم. وهذا قد يجعل الحق في المحاكمة محرومًا منه للجميع، باستثناء من يستطيعون تحمل تكلفته. وهذا يُشكل انتهاكًا للحق الدستوري والقانوني، ويحرم المواطنين من هذا الحق”.
وأوضح أن احتجاج المحامين كان عملية سلمية وطالبوا بإلغاء هذه الزيادات بشكل كامل وإعادة الرسوم إلى مستواها السابق. هذه هي الخطوة الأولى. إذا لم يتم الوفاء بهذا الشرط، فسيتم تصعيد الإجراء إلى خطوات أخرى.
وأكد أن احتجاج المحامين ليس من أجل منفعة شخصية، بل من أجل مصلحة جميع المواطنين، حيث أنهم سيتحملون العبء الأكبر من هذه الزيادة. وأشار أيضاً إلى أن المحامين هم خط الدفاع الشرعي عن أنفسهم وعن نزاهة النظام القضائي والإجرائي.
• دعوة النقابة للاحتجاج
عقد اجتماع مشترك بين أعضاء مجلس النقابة العامة للمحامين ورؤساء الفروع احتجاجا على قرار مجلس رؤساء محاكم الاستئناف بفرض رسوم جديدة على الخدمات الآلية.
أعلنت نقابة المحامين رفضها القاطع لكافة القرارات الخاصة بزيادة رسوم وبدلات الخدمات للمحاكم وخاصة محاكم الاستئناف باعتبارها تتعارض مع الشرعية الدستورية.
وتضمنت القرارات، كخطوة أولى في هذا الصدد، تعليق التعاملات مع كافة خزائن المحاكم على كافة المستويات في كافة أنحاء البلاد، على أن يتم تحديد موعد لاحق لبدء هذه العملية.