نائب جديد للرئيس عباس وإصلاحات واسعة في السلطة الفلسطينية.. هل يوجد انتقال سلس للسلطة؟

وينتظر المجلس المركزي الفلسطيني استحداث منصب نائب الرئيس محمود عباس في دورة استثنائية من المقرر أن تعقد بعد عشرة أيام. وهذا يمهد الطريق لسلسلة من الإصلاحات والتغييرات التي تعد الأكثر شمولاً منذ إنشاء السلطة الفلسطينية، والتي بدأها عباس في الأسابيع الأخيرة. نتيجة للضغوط التي يتعرض لها قطاع غزة نتيجة تعقيدات الحرب.
وذكرت صحيفة الشرق الأوسط أن نحو 180 عضوا في المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية تلقوا دعوات لحضور اجتماع في رام الله يومي 23 و24 أبريل/نيسان الجاري. والهدف هو استحداث منصب نائب الرئيس في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وفي القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة في مارس/آذار الماضي، أعلن عباس عن نيته إجراء تغييرات في السلطة الفلسطينية. ومن خلال القيام بذلك، يبدو أنه يريد الالتفاف على خطة القوة المحتلة الإسرائيلية لاستبعاد السلطة الفلسطينية من كل المشاريع المتعلقة بفترة ما بعد حرب غزة، وربما حلها في الضفة الغربية.
وفي كلمته المقتضبة، أكد الرئيس الفلسطيني أنه سيعين نائباً لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين، وسيجري التغييرات اللازمة على ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية، وسيعيد هيكلة القيادة في الدولة، وسيبث روحاً جديدة في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح وسلطات الدولة. كما أعلن عفواً عاماً عن كل المفصولين من الحركة واتخذ الإجراءات التنظيمية اللازمة لذلك.
ظلت قضية تعيين نائب للرئيس الفلسطيني موضع نقاش لسنوات، منذ تولي حماس السلطة في المجلس التشريعي الفلسطيني وتقدم عباس في السن.
وينص القانون الأساسي للسلطة الفلسطينية على أنه إذا شغر منصب الرئيس لأي سبب كالوفاة أو فقدان الأهلية القانونية، يتولى رئيس المجلس التشريعي منصب الرئيس لمدة 60 يوماً، وفي نهايتها يتم إجراء انتخابات رئاسية عامة.
وقالت صحيفة الشرق الأوسط إن تعيين عباس (90 عاما) نائبا للرئيس هو الإشارة الأوضح إلى أن السلطة بدأت تتغير بالفعل. ومن المتوقع أن يتمتع نائب الرئيس بصلاحيات واسعة وأن يعمل كرئيس بحكم الأمر الواقع، كما سيرأس جهازا أمنيا جديدا وحكومة جديدة نسبيا.
وأقال الرئيس عباس جميع وزراءه العام الماضي وشكل حكومة جديدة برئاسة رئيس الوزراء محمد مصطفى.
وفي الأسابيع الأخيرة، قاد عاصفة من عمليات الإقالة التي طالت جميع رؤساء الأجهزة الأمنية تقريبا. وتم تعيين رؤساء جدد للوكالات الأكثر أهمية، وكان معظمهم هذه المرة من الحرس الشخصي للرئيس.
وتضمنت التعيينات الجديدة قرارات بتعيين اللواء إياد الأقرع مديراً عاماً لجهاز الأمن الوقائي، واللواء نضال شاهين قائداً لجهاز الاستخبارات العسكرية، واللواء العبد إبراهيم خليل قائداً لقوات الأمن الوطني، واللواء أنور رجب مفوضاً لهيئة التوجيه السياسي والوطني، واللواء أكرم ثوابتة قائداً لجهاز الدفاع المدني. وقبيل هذه التعيينات، أُعلن عن ترقية العميد علام السقا إلى رتبة لواء وتعيينه مديراً عاماً للشرطة الفلسطينية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قام عباس بطرد مئات الضباط برتبة عميد وأحالهم إلى التقاعد بموجب مرسوم رئاسي.
وينص القرار على أن الهدف هو إعادة هيكلة الموارد البشرية لقوات الأمن الفلسطينية بما يتوافق مع خطط تطوير الأجهزة الأمنية وعملها.