الخارجية الإيرانية: مواقف أمريكا المتناقضة السبب الرئيسي للحوار معها بشكل غير مباشر

أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الاثنين، أن المواقف الأميركية المتناقضة هي السبب الرئيسي وراء سعي بلاده إلى حوار غير مباشر.
ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عن بقائي قوله خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي اليوم “إن عددا من المسؤولين الأميركيين أبدوا مواقف متناقضة وعليهم أن يحلوا هذه التناقضات بأنفسهم”. وأكد أنه “في المفاوضات غير المباشرة، لا يمكن الدعوة إلى مفاوضات ثم السماح للطرف الآخر بممارسة الضغوط والتهديدات. هذا أمر غير مقبول”.
وأضاف: “في هذه المحادثات، تُعبّر الأطراف المعنية عن توجهاتها السياسية ومواقفها المبدئية. برنامجنا النووي سلمي بحت، كما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لم يعد هناك أي مبرر لنا للانحراف عن نهجنا السلمي. مطلبنا الأهم هو رفع العقوبات الجائرة وغير القانونية. هذا مطلب جاد وأساسي عبّرنا عنه بوضوح في مسقط. وسنسعى لتحقيقه بأقصى درجات الجدية والاحترافية”.
وفيما يتعلق بمكان انعقاد الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة، صرّح بقائي: “ليس المهم مكان انعقاد المفاوضات، المهم أن تبقى شكل وإطار المفاوضات مع الولايات المتحدة غير مباشرة، وبوساطة سلطنة عُمان. حالما نتلقى معلومات رسمية من عُمان بشأن مكان انعقاد المفاوضات، سنعلن قرارنا رسميًا”.
وأكد بقائي أن “المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة ليست مباشرة لأنها غير فعالة ولا مفيدة، وأن المواقف الأميركية المتناقضة هي السبب الرئيسي الذي يدفعنا لإجراء حوار غير مباشر”.
عند سؤاله عما إذا كانت المحادثات قد وصلت إلى مرحلة تسمح بإجرائها بشكل مفاوضات مباشرة، قال المتحدث: “هذا ليس مفيدًا. إن اختيار هذه المفاوضات، وهي ليست أسلوبًا غير تقليدي، يستند إلى تجارب سابقة أثبتت فعاليتها. إذا أردنا مفاوضات فعالة وجادين في المشاركة الدبلوماسية، فعلينا اختيار أسلوب نعتقد أنه فعال. سنواصل العمل بالشكل والأسلوب اللذين اخترناهما”.
وفيما يتعلق بأسباب صمت الدول الأوروبية خلال مفاوضات إيران، قال بقائي: “توجيهات إيران للمفاوضات واضحة وثابتة. وبالطبع، وحسب مسار عملية التفاوض، ستؤخذ مواقف كل طرف في الاعتبار عند الضرورة. أما مسألة صمت الأوروبيين في وسائل الإعلام، فيجب على الأوروبيين أنفسهم الرد عليها. ومع ذلك، لم يتوصل الطرفان حتى الآن إلى أي تفاهم”.
وفيما يتعلق بزيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إلى إيران، قال بقائي: “تم التوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن هذه الزيارة، لكن ممثلنا في فيينا يدرس التفاصيل حاليا بالتنسيق مع مكتب المدير العام، وأتوقع أن تتم الزيارة هذا الأسبوع”.
وفيما يتعلق باتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين إيران وروسيا، التي أقرها مجلس الدوما الروسي، صرّح بقائي: “كان استكمال إجراءات إقرارها وتنفيذها من أولويات وزارة الخارجية. وقد صاغت وزارة الخارجية مشروع القانون ورفعته إلى مجلس الحكم. وقد بدأت العملية، ونأمل أن يُرفع إلى مجلس النواب للموافقة النهائية عليه، ثم إلى مجلس صيانة الدستور قريبًا”.
فيما يتعلق بالمقترح الإيراني المقدم لألمانيا بتشكيل لجنة تحقيق في دور صدام حسين في حيازة الأسلحة الكيميائية، قال بقائي: “هذه القضية مدرجة على جدول أعمال وزارة الخارجية الدائم، على الصعيدين الثنائي والدولي، ويجب ألا ننساها. يجب تسليط الضوء على الجرائم المرتكبة في الحرب المفروضة، وكذلك على جميع الأطراف المتورطة في حصول نظام صدام على هذه الأسلحة. وقد طُرح موضوع تشكيل لجنة تحقيق للتحقيق في دور ومدى تعاون الشركات الخاصة والقطاع العام مع الحكومة الألمانية آنذاك في توفير المواد اللازمة لإنتاج الأسلحة الكيميائية”.
وأضاف: “صرحتُ الأسبوع الماضي بأننا نُقدّر ونحترم العلاقات الودية والاحترام المتبادل. ألمانيا أحد شركائنا التجاريين، ونحن ملتزمون بالحفاظ على هذه العلاقات وتعزيزها. نأسف لما حدث خلال هذه الفترة، نتيجةً للسلوك المتطرف للطرف الآخر، من أحداث غير سارة في علاقاتنا، لا سيما انقطاع الاتصالات بين الشعبين وإغلاق المراكز في ألمانيا”.
وفيما يتعلق بترشيح وزير الخارجية الألماني رئيسًا للجمعية العامة للأمم المتحدة، قال بقائي: “سمعنا هذا الخبر، وكان مفاجئًا. من يرغب بالترشح لهذا المنصب يجب أن يتمتع بخبرة مثبتة في العلاقات الدولية”.