خبراء: إعادة هيكلة شركات القوات المسلحة يسرع عمليات طرحها بالبورصة ويعزز مشاركة القطاع الخاص

شوقي: الاتفاق سيعالج المشاكل الهيكلية لهذه الشركات لتسهيل بيعها للمستثمرين الاستراتيجيين. • باسم أحمد: البورصة تتوقع انتعاشاً بعد تراجع عدد الشركات المدرجة.
ويرى العديد من الخبراء الاقتصاديين ومحللي أسواق المال أن توقيع الحكومة الجديدة اتفاقية مع عدد من شركات الاستشارات المحلية والدولية المتخصصة لإعادة هيكلة الشركات المرتبطة بالقوات المسلحة سيزيد من شفافية هذه الشركات أمام القطاع الخاص. ومن الممكن بيعها لمستثمرين استراتيجيين أو إدراجها في البورصة بعد تأجيل طرحها العام الأولي عدة مرات.
وأعلن مجلس الوزراء الأسبوع الماضي عن توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين الصندوق السيادي المصري للاستثمار والتنمية، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، ومجموعة من الشركات الاستشارية المتخصصة المحلية والدولية. وتتعلق هذه الأمور بإعادة هيكلة وإدارة الاكتتاب العام الأولي لعدد من الشركات المرتبطة بالمنظمة.
وستتيح هذه الاتفاقيات للجهات الحكومية المختصة اتخاذ التدابير والخطوات اللازمة لتنفيذ البرنامج الذي توفره الدولة من خلال عرض عدد من الشركات المملوكة للدولة على المؤسسات الخاصة لإدارتها وتشغيلها في إطار تنفيذ الوثيقة الأساسية لسياسة ملكية الدولة التي اعتمدتها الحكومة.
وتشمل الشركات التي سيتم إعادة هيكلتها شركة النفط الوطنية، وشركة شل للنفط، وشركة سايلو للأغذية، وشركة صافي، والشركة الوطنية للطرق.
قال الخبير الاقتصادي أحمد شوقي، إن إعادة هيكلة الشركات التابعة للقوات المسلحة من شأنها تحسين الشفافية والحوكمة الشركاتية وتسهيل بيعها للمستثمرين الاستراتيجيين في إطار برنامج الطروحات الحكومية.
وكانت الحكومة قد حاولت بيع الوطنية والصافي من خلال صندوق الثروة السيادية في عام 2023، لكن البيع لم يكتمل في ذلك الوقت دون إبداء أي أسباب.
وأضاف شوقي أن إصرار الحكومة على تقديم الدعم للشركات التابعة للقوات المسلحة يدل على أنها تتخذ خطوات جادة نحو مشاركة القطاع الخاص، خاصة بعد أن حققت مشروعات الشركات نجاحاً كبيراً. وأشار إلى أن العرض من شأنه أن يوفر لهذه الشركات حقنة رأسمالية، وبالتالي توسيع أنشطتها القائمة وخلق المزيد من فرص العمل.
وأضاف أن توقيت طرح هذه الشركات للاكتتاب العام الحالي مناسب في ظل استقرار سعر الصرف، الذي أثار جدلاً بين المستثمرين وأدى إلى تأجيل برنامج الطروحات أكثر من مرة.
وقال محمد ماهر، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للأوراق المالية، إن الحكومة بهذه الخطوة تؤكد التزامها بطرح الشركات المرتبطة بالجيش للقطاع الخاص، وهو ما ينعكس إيجاباً على المستثمرين العالميين، خاصة بعد فشل مناقشات عديدة حول عرض الشركات.
ويأمل ماهر أن يتم إدراج شركة أو شركتين عسكريتين على الأقل في البورصة هذا العام. ويشير إلى أن ذلك سيزيد من السيولة الدولارية إذا تم بيع هذه الشركات لمستثمرين استراتيجيين.
قال باسم أحمد، رئيس قطاع الموارد البشرية بشركة نعيم لتداول الأوراق المالية، إن إعادة هيكلة الشركات المرتبطة بالجيش من شأنها تسريع عملية قيدها، خاصة في البورصة التي تنتظر القيد.
وأضاف أحمد أنه يأمل في طرح جزء كبير من الشركات للاكتتاب العام وليس فقط للمستثمرين الاستراتيجيين، خاصة في ظل تراجع عدد الشركات المدرجة. “وسوف يساعد ذلك على تعزيز التداول في البورصة وجذب شريحة جديدة من المتداولين نظراً لتنوع القطاعات التي تعمل فيها الشركات.”
وفي الربع الأول من عام 2023، أطلقت الحكومة برنامجاً لتقديم استثمارات أسهم في ما يصل إلى 40 شركة وبنكاً في 18 قطاعاً. وكما أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في ديسمبر/كانون الأول الماضي، فإن الخطة هي تقديم عروض لعشر شركات على الأقل بحلول عام 2025. وأضاف أن أربع شركات من الشركات المعروضة مملوكة للقوات المسلحة وأن العروض تتراوح بين الاستثمار المباشر والاستثمار في سوق الأوراق المالية.
نجح برنامج الطرح العام الأولي الحكومي في جمع نحو 5.8 مليار دولار منذ إطلاقه وفي المرحلة الثانية، بحسب وثيقة عمل حكومية للأعوام الثلاثة المقبلة.