الجارديان: يجب علينا تخيُّل العالم ما بعد الولايات المتحدة

القضايا التي يتعامل معها الرئيس الأميركي اليوم، بما في ذلك الرسوم الجمركية والنزاعات الدولية الناجمة عنها مع الولايات المتحدة، فضلاً عن المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران والتدخلات الأميركية في الخارج، هي موضوع نقاش في الصحافة الدولية. وفي مراجعة الصحف الصادرة يوم الاثنين، نناقش أهم هذه المقالات.
نبدأ جولتنا بمقال للكاتبة نسرين مالك في صحيفة الغارديان البريطانية بعنوان “علينا أن نتخيل العالم بعد الولايات المتحدة، على الرغم من صعوباته”.
وتبني الكاتبة مقالها على فكرة “الازدواجية في تصور الولايات المتحدة: باعتبارها دولة تنتهك القانون الدولي عن علم وباعتبارها الدولة الوحيدة القادرة على الحفاظ على القانون والنظام”.
ويقول المؤلف: “إن هذا التناقض لا يزال قائما ويصبح مثيرا للقلق بشكل متزايد مع اقترابنا من اليوم المائة من الولاية الثانية لدونالد ترامب”، مشيرا إلى أن “هذه الثنائية، المحفوفة بالمخاطر دائما، لم يعد من الممكن أن تستمر”.
ويسلط المؤلف الضوء على نوع من التوقعات المتناقضة من جانب الولايات المتحدة. ويطلب منها التدخل على المستوى الدولي، لكنها في الوقت نفسه تتعرض لانتقادات بسبب فشلها في الالتزام بالمعايير الأخلاقية في بعض الحالات.
وأوضحت أن المؤسسات الأميركية التقليدية مثل الجامعات ومكاتب المحاماة ووسائل الإعلام بدأت تتخلى عن انتقاداتها للسلطة الأميركية وتقبل بدلا من ذلك تصرفات الرئيس الحالي.
ويعتقد مالك أن المناقشات تركز حاليا على كيفية تمكن الدول الأوروبية وبقية دول العالم من الانفصال عن النفوذ الأميركي، وخاصة في مجالات مثل مساعدات التنمية والمساعدات العسكرية. وتضيف أن هذه المناقشات تبدو وكأنها محاولات لفهم واقع جديد يصعب قبوله أكثر منها محاولات عملية للانفصال عن الهيمنة الأميركية.
ويسلط هذا التقرير الضوء على التحدي الذي تواجهه البلدان في تصور عالم ما بعد الولايات المتحدة، حيث كانت الولايات المتحدة هي التي شكلت النظام العالمي الذي نعيش فيه اليوم. وتقول: “إذا أصبحت الولايات المتحدة لاعباً متقلباً، فإن بنية النظام المالي العالمي سوف تهتز”.
وتعتقد أن “هناك خوفاً من قبول فكرة عالم ما بعد أميركا”، مشيرة إلى أن “عالماً لا توجد فيه أي سلطة عليا على الإطلاق هو أكثر إثارة للخوف من عالم توجد فيه سلطة معيبة بشدة”، مما يثير المخاوف بشأن الفوضى العالمية أو غياب سلطة مركزية.
وفي ختام مقالها، تدعو الكاتبة إلى التفكير في بناء نظام عالمي جديد يشارك فيه الجميع ويكون لكل دولة دور ومسؤولية ضمن النظام الدولي الجديد.
الولايات المتحدة ضد الجميع: الهيمنة أم الدمار؟
انتقل إلى مقال بعنوان “الولايات المتحدة ضد الجميع: الهيمنة أم الدمار؟” في صحيفة بكين ريفيو الصينية بقلم ليانغ شياو.
يبدأ الكاتب مقالته بالقول إن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “أغرقت الولايات المتحدة والعالم أجمع في فوضى غير متوقعة”.
ويسلط الضوء على عواقب سياسة ترامب المتمثلة في فرض هذه الرسوم الجمركية. وتشمل الأمثلة انخفاض أسعار الأسهم، وارتفاع تكاليف المعيشة بالنسبة للأسر الأميركية، والاحتجاجات العامة المتزايدة ضد هذه السياسات.
ويعتقد شياو أن “أداء ترامب كرئيس في ولايته الأولى والحالية يظهر أنه لم يعد يشعر بالحاجة إلى تحويل نفسه من رجل أعمال ناجح إلى سياسي مخضرم، لأنه يحكم بنفس النهج…”
ويزعم المؤلف أن “الحرب التجارية مع الصين أدت إلى فقدان 245 ألف وظيفة في الولايات المتحدة خلال فترة ولاية ترامب الأولى”.
ويوضح أن ترامب يعتمد على نهج تفاوضي قائم على الضغط، وبالتالي يتبنى نهجاً عملياً في السياسة، ويحذر من أن هذا النهج قد يؤدي إلى أضرار اقتصادية بالغة، كما حدث في الماضي مع الرئيس الأميركي هربرت هوفر خلال فترة الكساد الأعظم.
ويقول إن “إدارة ترامب تبدو غير مدركة للحدود التي تفرضها العقلية الريادية في الحكومة”.
ويشير الكاتب إلى الفرق بين عقلية رجال الأعمال والسياسيين، ويؤكد أن السياسة تتطلب الحكمة والحسابات الدقيقة التي لا تعتمد فقط على المبادئ التجارية أو الشخصية الريادية.
لدى ترامب فرصة للتوصل إلى اتفاق مع إيران
ونختتم جولتنا بصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية ومقال بعنوان “ترامب لديه فرصة للتوصل إلى اتفاق مع إيران” للكاتبين جون كيري وتوماس إس. كابلان.
ويرى المؤلفون أن الرئيس ترامب لديه فرصة فريدة لإبرام اتفاق مع إيران من شأنه أن يمنع حيازة الأسلحة النووية ويعالج مشاكل الأمن الإقليمي. ويدعون إلى اتباع نهج دبلوماسي لحل القضية النووية مع إيران.
ويشيرون إلى أن الولايات المتحدة وإيران فقط هما على طاولة المفاوضات اليوم. وعلى النقيض من الاتفاق النووي مع إيران عام 2015، الذي وقعته الدول الأوروبية بالإضافة إلى روسيا والصين، فإن هذه ليست الدول الوحيدة المعنية بالسياسة النووية الإيرانية.
ويقولون: “إن التحالف الذي حدد الفرص والتحديات التي واجهتها المفاوضات في عام 2015 لم يعد موجودا… والعقوبات النووية المتعددة الأطراف التي فرضها العالم لجلب إيران إلى طاولة المفاوضات انتهت منذ زمن طويل ولن تعود”.
ويرسم المؤلفان صورة للوضع الحالي في إيران “قد تحفز إيران على النظر إلى مصالحها بشكل مختلف”، مضيفين أن “المشروع الإمبراطوري المزعوم لطهران في حالة يرثى لها”.
ويعتقدون أن الجمهورية الإسلامية في موقف تفاوضي ضعيف لأنها قريبة من امتلاك القنبلة النووية. ويطالبون بأن يذهب الاتفاق الجديد إلى أبعد مما سمح به في المفاوضات السابقة.
ويعلنون أن “حماس وحزب الله ضعفا بشكل كامل. لقد تم تدمير دولتهما العميلة (المشروع الإيراني) – سوريا بشار الأسد -” وأن “المجال الجوي الإيراني أصبح بلا دفاع ضد إسرائيل”.
ويطالبون باتفاق يفرض قيودا صارمة على البرامج النووية والصاروخية الإيرانية وينهي الدعم للجماعات المسلحة الإقليمية.
ويقترحون رفع العقوبات الاقتصادية، ومنح الاعتراف الدبلوماسي لإيران، والسعي إلى التوصل إلى معاهدة ملزمة قانونا بموافقة مجلس الشيوخ الأميركي.
ويحذر المؤلفون إيران من أن الخيارات العسكرية لا تزال متاحة حتى لو فشلت الدبلوماسية.