وزير الري: تأمين احتياجات الشرب والغذاء يجب أن تكون أولوية كل السياسات المرتبطة بالمياه

• يعد نقص هطول الأمطار أحد أكبر التحديات المائية في مصر. • استثمرت مصر أكثر من 10 مليارات دولار في مشاريع مائية مختلفة. • ضرورة الالتزام بقواعد القانون الدولي عند التعامل مع أحواض الأنهار الدولية. • أهمية العلاقة بين الماء والغذاء والطاقة والنظم البيئية
قال وزير الموارد المائية والري الدكتور هاني سويلم إن مصر تواجه العديد من التحديات، وعلى رأسها قلة الأمطار السنوية التي لا تتجاوز 18 مليمتراً. علاوة على ذلك، فإن مصر دولة صحراوية وتعتمد بشكل شبه كامل على نهر النيل لتلبية احتياجاتها من المياه. يضاف إلى ذلك تحدي تغير المناخ الذي يؤثر على مصر على المستويين المحلي والدولي.
وأضاف السويلم، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للاجتماع التحضيري الأول للمنتدى العالمي الحادي عشر للمياه في السعودية اليوم الاثنين، أن منطقة الشرق الأوسط تعد من أكثر مناطق العالم جفافاً، حيث تتزايد معدلات التصحر وندرة المياه.
وأشار أيضاً إلى أن العالم يواجه تحدياً متزايداً لضمان الأمن المائي. من المتوقع أن يتجاوز الطلب العالمي على المياه العذبة 40% بحلول عام 2030، مما يترك 1.60 مليار شخص دون إمكانية الوصول إلى مصادر مياه الشرب الآمنة. ودعا إلى تكثيف الجهود الدولية لضمان تلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية مثل مياه الشرب والغذاء والصرف الصحي، مؤكدا أن تأمين هذه الاحتياجات يجب أن يكون أولوية في جميع الإجراءات المتعلقة بالمياه.
وأكد وزير الري أن الإدارة الفعالة للموارد المائية تتطلب تحقيق التوازن بين الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. ودعا إلى رفع الوعي العام وتشجيع استخدام تقنيات الري الحديثة والعمل بشكل فعال مع المزارعين والمجتمعات المحلية لضمان الاستخدام الرشيد للمياه وتحقيق عوائد اقتصادية أعلى لكل وحدة مياه.
وسلط الضوء على الفجوة التمويلية الكبيرة في قطاع المياه والصرف الصحي، حيث تمثل المياه أقل من 2% من الإنفاق العام العالمي. ودعا إلى إصلاح آليات التمويل الدولية، مشيرا إلى أن مصر استثمرت أكثر من 10 مليارات دولار في مشاريع مائية مختلفة خلال السنوات الأخيرة.
وأشار إلى أن أكثر من 60% من أحواض الأنهار الدولية وموارد المياه الجوفية المشتركة تفتقر إلى أطر تعاون واضحة. وهذا يجعل المنطقة عرضة للتحرك من جانب واحد ويؤكد على ضرورة التزام الدول بقواعد القانون الدولي، بما في ذلك الإخطار المسبق والتشاور وتبادل المعلومات، مع الحفاظ على الحقوق والالتزامات العادلة لجميع الدول وعدم الإضرار بمصالح المياه أو حقوق دول المصب.
وشدد السويلم على خطورة تنفيذ المشاريع غير التوافقية التي تتجاهل التأثيرات العابرة للحدود. وأكد على أهمية عمل منظمات أحواض الأنهار على أساس توافقي في آليات صنع القرار من أجل تحقيق المساواة على المدى الطويل والتعاون المستدام بين البلدان. وشدد أيضا على الحاجة الملحة لإصلاح منظمات أحواض الأنهار لضمان إطار قانوني واضح لعملها مع الاستفادة من النماذج الرائدة في هذا المجال، مثل منظمة تنمية نهر السنغال في غرب أفريقيا ولجنة زامكوم في حوض نهر زامبيزي.
وأكد أيضًا على أهمية تطبيق مفهوم ربط المياه والغذاء والطاقة والنظم البيئية وتعزيز تبادل المعرفة والتدريب على الحلول القائمة على الطبيعة. وأشار إلى أن مصر تنتهج نهج “الحلول الطبيعية” في مشاريع تطوير البنية التحتية للمياه.
وأكد الدكتور السويلم على أهمية الابتكار والبحث العلمي والثقة بالتقنيات الحديثة، بشرط توفير التقنيات التي تلبي احتياجات المجتمع بكفاءة وسهولة. وأشار إلى أن أغلب الابتكارات الناجحة تعتمد على فهم عميق للمشاكل وتوفير حلول عملية باستخدام الموارد المتاحة. ويتضمن ذلك تسخير الموارد الطبيعية المتاحة في المنطقة العربية والشرق الأوسط، مثل الشمس والرمال والملوحة، لإيجاد حلول مبتكرة ومتكاملة لمشاكل المياه.
يتم تنظيم المنتدى العالمي للمياه من قبل مجلس المياه العالمي بالشراكة مع البلدان المضيفة. من المقرر أن يقام المنتدى العالمي الحادي عشر للمياه في مارس 2027 في المملكة العربية السعودية تحت شعار “العمل من أجل مستقبل أفضل”. ويجمع المؤتمر القطاعين العام والخاص والمنظمات الدولية والمحلية والخبراء والمسؤولين وكل المهتمين بقضايا المياه على المستوى المحلي والدولي.