مرمى نيران صواريخ المقاومة.. كيف توالت الخسائر على مطار بن جوريون بعد طوفان الأقصى؟

منذ 3 أيام
مرمى نيران صواريخ المقاومة.. كيف توالت الخسائر على مطار بن جوريون بعد طوفان الأقصى؟

لقد لعب مطار بن غوريون، الذي سمي على اسم مؤسس دولة الاحتلال، دورا هاما على مدى عقود من الزمن بالنسبة للمستوطنين الذين يستخدمونه للتدفق إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة ونهب أراضيها. وهذا ما جعلها عرضة لهجمات المقاومة. وكان المطار قد تعرض لعمليات اختطاف وهجمات صاروخية من قبل قوات المقاومة الفلسطينية واليمنية في سبعينيات القرن الماضي، وأصبح مكانا غير آمن للمستوطنين.

وتسرد صحيفة الشروق أهم المعلومات عن هجمات المقاومة الصاروخية على مطار بن غوريون خلال ثلاث حروب مختلفة، والتي أسفرت، بحسب رويترز وسي إن إن وهآرتس، عن خسائر فادحة في المطار.

بن جوريون، الذي سمي على اسم مؤسس الاحتلال

خلال الحكم الاستعماري البريطاني لفلسطين في ثلاثينيات القرن العشرين، تمت إعادة تسمية المطار إلى مطار اللد. في عام 1948، سيطرت العصابات الصهيونية على المطار، الذي أعيد تسميته إلى مطار بن غوريون في عام 1973 تكريماً لديفيد بن غوريون، مؤسس دولة الاحتلال، الذي توفي بنزيف في المخ بعد شهر واحد من حرب أكتوبر.

وكان بن جوريون أول من جمع العصابات الصهيونية تحت قيادة واحدة وقادها في طرد الفلسطينيين من غرب فلسطين. وشملت هذه الممارسات التطهير العرقي، وتسميم الآبار ببكتيريا الزحار، والتهجير القسري لأعداد كبيرة من الفلسطينيين. بعد انتهاء حرب عام 1948، تولى بن غوريون قيادة إسرائيل كرئيس للوزراء ووزير للدفاع.

وفي عهد بن غوريون، جرت مجازر شهيرة بأوامره المباشرة. وكان أشهر هذه المجازر مجزرة قباء في الضفة الغربية، والتي راح ضحيتها أكثر من 60 فلسطينياً. في عام 1955، قُتل ما يقرب من 100 فلسطيني في مذبحة في قطاع غزة أمر بها بن جوريون رداً على هجمات الفدائيين.

وبسبب موقعها، كانت محط أنظار الفدائيين.

ويقع المطار في مدينة اللد وسط الأراضي المحتلة، بعيدا عن مناطق القتال، إلا أن المستوطنين هناك أصبحوا هدفا للخاطفين. بدأت حركة أيلول الأسود هجماتها باختطاف طائرة ركاب إسرائيلية في مايو/أيار 1972، مما أسفر عن مقتل أحد الركاب. وبعد بضعة أسابيع، شنت ثلاثة من مقاتلي الجيش الأحمر الياباني هجوماً أسفر عن مقتل أكثر من 30 مستوطناً في المطار. تم إطلاق سراح منفذ الهجوم الياباني في ثمانينيات القرن الماضي ضمن صفقة تبادل أسرى مع الجبهة الشعبية الفلسطينية.

بوابة الاستيطان

وتوقفت موجة عمليات الاختطاف عندما عززت سلطات الاحتلال إجراءات الأمن في المطار وتم بناء مبنى جديد لاستيعاب عدد أكبر من اليهود الإثيوبيين والسوفييت.

– ضمن نطاق صواريخ المقاومة

وظل مطار بن غوريون آمناً حتى حرب غزة عام 2014، عندما دخل سلاح جديد، وهو المقدم 75، إلى ساحة المقاومة. وكان هذا أول صاروخ يصل إلى مطار بن جوريون. ويأتي ذلك بعد يوم واحد من الذكرى السابعة والستين للسيطرة الإسرائيلية على المطار. سقطت أربعة صواريخ من طراز “مقدم” على المطار ما أدى إلى توقف حركة الملاحة الجوية. وشكل ذلك نقطة تحول في هجمات المقاومة الصاروخية.

انتهت حرب غزة عام 2014، لكن الهجوم على مطار بن غوريون لم ينته. وفي عام 2021، تجددت الهجمات الصاروخية في إطار حملة المقاومة الانتقامية بعد أحداث الشيخ جراح. خلال هذه الفترة، أعلنت عدة شركات طيران دولية إلغاء رحلاتها إلى مطار بن غوريون. من جانبها، قامت السلطات الإسرائيلية بتحويل الطائرات من مطار بن غوريون إلى مطار رامون، الذي تم إنشاؤه في عام 2019 كبديل لمطار بن غوريون في حال وقوع هجوم تفجيري. إلا أن الطائرات استقبلت في مطار رامون بصواريخ عياش بعيدة المدى مجهزة خصيصا للاستخدام في هذه المنطقة.

تعرض مطار بن غوريون لموجة غير مسبوقة من الصواريخ من جبهات متعددة خلال عملية الجرف الصامد. ولم تقتصر الاعتداءات على حركات المقاومة الفلسطينية؛ كما تم استهداف المقاومة اليمنية والعراقية. وانخفض عدد زوار المطار بنسبة 78% في الشهر الثالث من الحرب، كما انخفض عدد الطائرات بنسبة 68%. ومع ذلك، في ديسمبر/كانون الأول 2023، زار المطار نحو سبع طائرات، في حين أعلنت معظم شركات الطيران التي تتعامل مع الدولة المحتلة أنها ستعلق رحلاتها إلى المطار.

بن غوريون والحوثيون

واستخدمت جماعة الحوثي المطار كوسيلة ضغط على دولة الاحتلال بعد انسحاب إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار. وتعرض مطار بن غوريون لـ19 قصفًا متتاليًا بصواريخ باليستية أطلقها الحوثيون، كان آخرها صاروخ فلسطين 2 الأسرع من الصوت. وأدى ذلك إلى تعليق حركة الملاحة الجوية في المطار.


شارك