أبو الغيط: سيناريو تهجير الفلسطينيين مرفوض قانونيا وأخلاقيا وإنسانيا

يشارك أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية في المنتدى العربي للتنمية المستدامة الذي يعقد في بيروت الاثنين.
وسيجري ذلك بحضور فادي مكي وزير الدولة اللبناني للتنمية الإدارية ممثلاً عن رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون. الدكتورة رولا دشتي، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)؛ والدكتور محمد علي تميم نائب رئيس مجلس الوزراء؛ وزير التخطيط العراقي (رئيس المنتدى العربي للتنمية المستدامة 2025).
من جانبه، قال أبو الغيط إن منطقتنا العربية تمر بمرحلة خطيرة في تاريخها الحديث.
وأشار في كلمته إلى العدوان الإسرائيلي على غزة والذي تجاوز مرحلة الوحشية واللاإنسانية ووصل إلى الجنون المليء بالأوهام التوراتية والخطابات العنصرية البغيضة. الهدف الواضح هو تصفية القضية الفلسطينية وإزالة الفلسطينيين من المنطقة الجغرافية تمهيداً لضم الأرض من دون سكانها.
وأكد أن كل هذا يحدث في ظل صمت عالمي لا يمكن وصفه إلا بالمخجل. ويشارك البعض حتى في تمهيد الطريق لسيناريو الطرد الذي هو غير مقبول قانونيا ومستهجن أخلاقيا وإنسانيا.
قال الأمين العام: “إن القضية الفلسطينية، وإن كانت عزيزة على قلوبنا، إلا أنها ليست مصدر قلقنا الوحيد. فالمنطقة، للأسف، تعاني من الصراعات وعدم الاستقرار، وتواجه تحديات متزايدة ومعقدة، تتراوح من تغير المناخ وندرة المياه إلى الصراعات المسلحة وأزمات اللاجئين بعواقبها الإنسانية والاقتصادية”.
وأضاف: “لا شك أن هذه العوامل جميعها قد أضعفت بشكل كبير قدرة الحكومات على تحقيق التوازن المنشود بين النمو الاقتصادي والحفاظ على الموارد الطبيعية وضمان العدالة الاجتماعية. ومع ذلك، فإننا ندرك وجود إرادة عربية قوية لتحويل التحديات إلى فرص، وترسيخ مبدأ عدم إغفال أحد كأساس لعملنا الجماعي”. وأضاف أبو الغيط: “لقد أحرزنا تقدمًا ملحوظًا نحو التنمية المستدامة. وأطلقت العديد من الدول العربية استراتيجيات وطنية مبتكرة لتعزيز الطاقة المتجددة، وتحسين جودة التعليم، وتمكين المرأة، ودعم الاقتصاد الأخضر. ومع ذلك، لا تزال هناك فجوات، لا سيما في مجالات الحد من الفقر، وضمان الأمن الغذائي، وحماية النظم البيئية الهشة”.
وقال إن منتدى اليوم يذكرنا بأن الحلول الفعالة لا تنشأ إلا من خلال التعاون الإقليمي، ونوه بتعاون جامعة الدول العربية مع منظمات الأمم المتحدة، وخاصة الإسكوا، لتحسين التكامل بين السياسات الوطنية والإطار الإقليمي وتنسيق المواقف العربية في المحافل الدولية. وأكد أن الاستثمار في البنية التحتية المشتركة وتعزيز الابتكار التكنولوجي وتمكين الشباب تشكل ركائز أساسية لاقتصاد عربي قوي، خاصة في ظل مناخ الاضطرابات الاقتصادية وعدم اليقين الذي يواجه الاقتصاد العالمي حالياً.
وأكد أن التنمية المستدامة ليست خيارا بل ضرورة وجودية لشعوبنا. ويجب علينا أن نعمل معًا بروح المسؤولية والتضامن لجعل خطة 2030 حقيقة واقعة، وتعزيز كرامة الشعب العربي وحماية حقوق الأجيال القادمة.
وفي هذا السياق أشار إلى أن الوثيقة الصادرة عن قمة المستقبل 2024 تمثل جهداً مشتركاً لمعالجة التحديات العالمية والمحلية المتعلقة بالتنمية المستدامة وحقوق الإنسان وتغير المناخ والفجوات الاقتصادية. وأوضح أن الوثيقة تهدف من خلال هذا الإطار الشامل إلى تعزيز التعاون الدولي ووضع خارطة طريق للمستقبل تضمن تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأكد أن لدينا فرصة جيدة للبناء على ركائز رؤية 2045 للمنطقة العربية، بما يتوافق مع ما ورد في تلك الوثيقة.