الجامعة المصرية الصينية تطلق المنتدى الصيني الدولي للطب التقليدي

منذ 8 ساعات
الجامعة المصرية الصينية تطلق المنتدى الصيني الدولي للطب التقليدي

رئيس مجلس أمناء الجامعة المصرية الصينية: المنتدى الطبي خطوة مهمة لتعزيز التعاون بين الدول العربية والصين.

وزير مفوض صيني: مصر والصين على قناعة بأهمية توسيع التعاون في المجالات الطبية والعلمية.

الممثل التجاري الصيني في مصر: الاستثمارات في السوق الطبي والدوائي المصري تخلق المزيد من فرص العمل لخريجي الجامعات

نظمت الجامعة المصرية الصينية المنتدى العربي الصيني الدولي للطب التقليدي تحت رعاية وإشراف الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي وبمشاركة جامعة صن يات صن وجامعة شنشي.

وفي كلمتها الافتتاحية في المنتدى، قالت الدكتورة كريمة عبد الكريم، رئيس مجلس أمناء الجامعة المصرية الصينية، إن استضافة المنتدى الثاني للطب الصيني التقليدي يأتي استكمالاً للنجاح الذي حققه المنتدى الأول، ويمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون العلمي بين الدول العربية والصين في مجال الطب التقليدي من خلال تبادل نتائج البحوث ومشاركة الخبرات ودعم الابتكار العلمي.

وأشارت إلى أن تنظيم هذا المنتدى يعكس اهتمام الدولة المصرية بتطوير منظومتها الصحية وتحسين سبل الوقاية والعلاج وفتح آفاق جديدة للتعاون مع مختلف دول العالم وخاصة الصين التي تجمع بين التراث العلاجي التقليدي والتقنيات الطبية الحديثة.

وأعربت عبد الكريم عن أملها في أن يسهم هذا التعاون في تحقيق ابتكارات علاجية فعالة، خاصة في مجالات علم المناعة والطب الباطني وغيرها من التخصصات الطبية الحيوية.

وأكدت أن المنتدى يوفر منصة فعّالة للتعاون بين العلماء والباحثين من الجانبين، ويرسي مبدأ التكامل بين المجالات الطبية المختلفة، وبالتالي توسيع ثروة المعرفة الطبية وتعزيز التعاون الدولي في مجال الرعاية الصحية.

من جانبه، أكد لو تشون شنغ، الوزير المفوض لجمهورية الصين الشعبية ومدير مكتب التعليم والعلوم بالسفارة الصينية بالقاهرة، أن توقيت انعقاد المنتدى حاسم في ظل التحديات المعقدة التي يواجهها العالم اليوم، والتي تمتد جذورها إلى الماضي. وأكد أن العديد من الأمراض التي تعاني منها المجتمعات يمكن معالجتها من خلال تكثيف الاستشارات الطبية والعلمية بين دول العالم.

وأشار شنغ إلى أن العالم يتميز حاليا بالتوترات بين القوى الدولية الكبرى، وخاصة الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين. ولكن مثل هذه المنتديات تؤكد أن الشعوب قادرة على البقاء متحدة والسعي إلى مصير مشترك رغم كل الاختلافات في مجالات حياتها.

قال الوزير: “أود أن أنقل إليكم الرسالة الصادقة بضرورة تكثيف التبادل والتعاون العلمي من خلال هذا المنتدى الأكاديمي، مما سيسهم في دعم الجهود الإنسانية المشتركة، ويقودنا إلى مجتمع دولي متكامل يتميز بشراكات في المعرفة والخبرة، وعلاقات ثقة وتعاون متينة بين الشعوب”.

وأكد شنغ أن مصر والصين تؤمنان بأهمية توسيع التعاون في المجالات الطبية والعلمية وتدعمان كل المبادرات التي تساهم في بناء بيئة دولية قائمة على الحوار والتكامل وتبادل الخبرات لصالح البشرية جمعاء.

من جانبها، أكدت الدكتورة رشا الخولي رئيس الجامعة المصرية الصينية أن الجامعة تمتلك رؤية رائدة في مصر والشرق الأوسط والعالم العربي، وتعمل على صياغة التميز الأكاديمي والعلمي المبني على التراث الثقافي الغني لمصر والصين. وفي هذا الإطار تسعى الجامعة باستمرار إلى تطوير برامجها التعليمية من خلال الشراكات الأكاديمية مع الجامعات الأجنبية، وتولي أهمية كبيرة للشراكات مع الجامعات الصينية في كافة التخصصات. وهذا صحيح بشكل خاص نظرًا لأن الجامعة وصلت إلى 12 ألف طالب في إحدى عشرة كلية خلال ثماني سنوات فقط.

وأضافت أن الجامعة ركزت دائمًا على برامج الطب التقليدي وأن هذا المؤتمر هو الثاني من نوعه الذي يناقش تقنيات العلاج والتدريب للحالات التي قد لا يتحسن حالها بالطب الغربي.

وتابعت: “عُقد المؤتمر الأول بالتعاون مع جامعة شنغهاي جياوتونغ، ويُعقد اليوم المؤتمر العربي الصيني للطب التقليدي بالتعاون مع جامعة شينتشي للطب الصيني التقليدي. ونأمل أن يطرح المؤتمر مناهج جديدة لتطوير الطب التقليدي في مختلف المجالات الطبية”.

من جانبه أكد عميد كلية العلاج الطبيعي الدكتور سامي عبد الناصر على أهمية دمج الطب التقليدي والحديث، مشيراً إلى أن المنتدى سيناقش نحو 24 موضوعاً يجمع بين النهجين، بهدف تطوير رؤية شاملة تسهم في تطوير القطاع الصحي على مستوى العالم.

وأضاف أن العالم يواجه اليوم تحديات عديدة ناجمة عن الأزمات السابقة. ويمكن حل العديد من هذه المشاكل من خلال تكثيف المشاورات والتعاون بين البلدان في مختلف أنحاء العالم، بما يتجاوز الصراعات السياسية والاقتصادية الدائرة حالياً على المستوى الدولي، وخاصة الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.

وقال سامي إن هذا المنتدى يمثل فرصة لتعزيز التبادل الأكاديمي والتعاون العلمي بين البلدين، مؤكدا أن “الصداقة في كافة مجالات الحياة والمصير المشترك” يجب أن تتغلب على الخلافات الجيوسياسية.

واختتم كلمته قائلاً: “رسالتي لهذا المنتدى الأكاديمي هي الدعوة إلى تكثيف المساعدات الإنسانية والسعي إلى التكامل والتعاون لبناء مجتمع عالمي مشترك قائم على تبادل الخبرات العلمية والطبية وتعزيز العلاقات بين الشعوب”.

وأكد الدكتور علاء بلبع، رئيس لجنة قطاع العلاج الطبيعي بالمجلس الأعلى للجامعات، أن الهدف الرئيسي للملتقى العلمي هو تعزيز التبادل الثقافي والعلمي. وأشار إلى أن تزايد أعداد الخريجين في مجال العلاج الطبيعي جعل من الضروري إنشاء كليات جديدة لمواكبة هذا النمو.

وقال “كنا نمتلك كلية واحدة فقط، لكن الآن لدينا حوالي 50 كلية للعلاج الطبيعي و20 كلية أخرى قيد الإنشاء”.

وأكد بلبع على أهمية تطوير تخصصات جديدة في هذا القطاع، وخاصة الطب الصيني التقليدي. وأشار إلى وجود شراكات بين الجامعات المصرية والصينية تهدف إلى استخدام الأساليب الحديثة لعلاج الأمراض المستعصية في إطار التعاون الأكاديمي والعلمي.

وأوضح أن الطب الصيني لا يزال خاصا داخل الصين لأن الصين تحتفظ بأسرار ممارسته لطلابها فقط وتقتصر على تدريس الأساليب العامة للطلاب الأجانب دون الكشف الكامل عن الأسباب والخلفية النظرية.

وأكد بلبع أن دراسة الطب الصيني في مصر يجب أن تشمل أيضًا الجوانب التطبيقية والتفسيرية المتعمقة. وأشار إلى أن تبادل الخبرات والمعرفة هو حجر الأساس لأي تطور علمي حقيقي. وأضاف أن “أهم شيء في العلم هو أنه لا يتوقف عند حدود بلد واحد”.

من جانبه، أكد ليون فينج الممثل التجاري الصيني في مصر، أن منتدى الطب الصيني التقليدي اليوم هو نتاج تخطيط مشترك بدأ في مارس 2024 في إطار التعاون المتنامي بين مصر والصين في مجالات التعليم والبحث العلمي. وأكد أن المنتدى يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز هذا التعاون، وشكر الجامعات الشريكة في الصين وهونج كونج على دعمها ومشاركتها الفعالة.

وأشار فنغ إلى أن الجامعة المصرية الصينية كان لها حضور قوي في العديد من المحافل الأكاديمية العربية الصينية منذ عام 2017، وأكد على دوره الشخصي في قيادة عدد من الجامعات الصينية للمشاركة في تنفيذ المشاريع التعليمية المشتركة. وشمل ذلك تنظيم دورات تدريبية وبرامج صيفية استفاد منها أكثر من 100 طالب مصري حصلوا على منح دراسية للدراسة في الصين خلال العطلة الصيفية.

وأضاف أنه إلى جانب اهتمام شركات الأدوية الصينية بالاستثمار في السوق المصرية، هناك أيضاً استثمارات متزايدة في مستشفى الجامعة المصرية الصينية. ويهدف المشروع إلى فتح فرص العمل أمام خريجي الجامعات وتعزيز الابتكار والأهمية العملية.

واختتم تصريحاته قائلاً: “نأمل في مستقبل مشرق للجامعة المصرية الصينية، ونعتقد أن المستقبل سيحمل المزيد من النجاحات على طريق التعاون العلمي والتكنولوجي بين بلدينا”.


شارك