تصاعد الاحتجاجات الإسرائيلية.. هل تعصف حرب غزة بحكومة نتنياهو؟

منذ 6 ساعات
تصاعد الاحتجاجات الإسرائيلية.. هل تعصف حرب غزة بحكومة نتنياهو؟

تصاعدت حالة الاستياء بين السكان والجيش داخل دولة الاحتلال بسبب إصرار حكومة بنيامين نتنياهو على تصعيد الحرب ضد غزة. وبحسب التقارير الإسرائيلية فإن الانقسام داخل إسرائيل يتعمق يوما بعد يوم. تتزايد الدعوات لوقف الحرب على قطاع غزة والإفراج عن الأسرى لدى المقاومة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ولم تقتصر الاحتجاجات على عائلات السجناء والمدنيين، بل امتدت إلى العسكريين. ويضع هذا الأمر الحكومة ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو تحت ضغوط متزايدة من شأنها أن تعرض استمرار الحرب وحتى مستقبله السياسي للخطر.

الاحتجاجات الإسرائيلية

ونظرا لهذا الانقسام المتسارع، والذي يمتد من الجنود والضباط إلى المؤسسة السياسية، فإن الأسئلة تثار بشكل متزايد حول مصير حكومة بنيامين نتنياهو. ويحذر القادة العسكريون السابقون من أن الانقسامات الداخلية أصبحت تشكل الخطر الأعظم.

ويقول الباحث في الشؤون الإسرائيلية الدكتور خالد سعيد إن تصاعد الاحتجاجات في إسرائيل يزيد الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. لكن هذا لا يعني أن الاحتجاجات سيكون لها تأثير واضح ومباشر على سياسات نتنياهو الحالية.

الاحتجاجات الإسرائيلية

وأضاف الباحث لايجي برس أن نتنياهو لديه من الدهاء والدبلوماسية والحكمة السياسية ما يمكنه من استغلال هذه الاحتجاجات لصالحه، رغم اتساع نطاق الاحتجاجات. بدأت هذه الحملة بعريضة وقعها 970 طيارا إسرائيليا نشطا وغير نشط، تلتها توقيعات من 200 طبيب وأعضاء في الموساد وأجهزة أمنية أخرى.

وأوضح الباحث أن هذه التحركات لا تمثل بالضرورة تغييراً فعلياً في السياسات العامة. لكنه أشار إلى أن هذه الاحتجاجات قد تدفع عددا من المواطنين الإسرائيليين إلى النزول إلى الشوارع. ومن شأن ذلك أن يعزز موقف عائلات الأسرى الإسرائيليين ويزيد من فعاليتهم في ممارسة الضغط الشعبي.

الاحتجاجات الإسرائيلية

وأضاف الخبير السياسي الإسرائيلي أن إسرائيل نقلت رسالة جديدة إلى حماس عبر وسطاء. وهذا جزء من مبادرة محتملة يمكن لحماس أن تستجيب لها، بشرط أن ترتكز المبادرة على مبادئ المقاومة الفلسطينية وليس على الشروط الإسرائيلية فقط.

وأوضح سعيد أنه رغم ضغط هذه الاحتجاجات، إلا أن الظروف الداخلية الصعبة، مثل نقص الذخيرة، وتقليص عدد العاملين في الجيش، وانعدام التنسيق بين الحكومتين الأميركية والإسرائيلية بشأن إمدادات الأسلحة، كان لها التأثير الأكبر على قرار الحكومة. وأشار أيضاً إلى الإرهاق البدني والنفسي الذي يعاني منه الجنود نتيجة القتال المستمر على عدة جبهات سواء في قطاع غزة أو لبنان أو سوريا أو الضفة الغربية. وأوضح أن هذه العوامل كان لها الأثر الأكبر على قرار نتنياهو واستمرار الحرب.

الاحتجاجات الإسرائيلية

ويرى الباحث في شؤون الصراع الإسرائيلي ناصر حجازي أن تصاعد الاحتجاجات في الشوارع الإسرائيلية أمر طبيعي ومتوقع. ويشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية تختلق باستمرار الذرائع لمواصلة الحرب في قطاع غزة، في الوقت الذي تعثر فيه اتفاق تبادل الأسرى الذي كان على وشك التوقيع.

وأضاف حجازي أن الرأي العام الإسرائيلي يدرك جيدا أن هذه الذرائع لا تؤدي إلا إلى إطالة أمد الحرب وتأخير محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الأمر الذي قد يعرض مستقبله السياسي للخطر.

وأوضح حجازي أن هذه المحاكمة لن تقتصر على قضايا الفساد، بل ستتناول أيضا أحداث السابع من أكتوبر 2023. وأشار إلى أن حكومة نتنياهو ستعاني من نفس مصير ما بعد حرب 1973، عندما تم فصل عدد من كبار المسؤولين العسكريين في وزارة الدفاع والأجهزة الأمنية. وهذا هو نفس المصير الذي ينتظر نتنياهو عندما تنتهي الحرب.

الاحتجاجات الإسرائيلية

وأضاف حجازي أن الاحتجاجات متوقعة، لكنها لن يكون لها تأثير كبير على قرار استمرار الحرب. وأوضح أن الشارع الإسرائيلي متطرف ويميني بطبيعته ويقترب من فكرة تدمير قطاع غزة وطرد سكانه، خاصة في ظل التصريحات الغريبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن ترحيل سكان غزة إلى دول أخرى.

وأوضح حجازي أن الاحتجاجات مدعومة من قبل القوى المعارضة للحرب بسبب وجود أسرى إسرائيليين في قطاع غزة. وأشار إلى أنه رغم تراجع اليسار في إسرائيل وحزب العمل، فإن الضغوط التي تمارس عليه قد تؤدي إلى وقف مؤقت لإطلاق النار، بما في ذلك تبادل الأسرى.

وأضاف أن حماس تدرك جيدا أن تبادل الأسرى قد يصبح مستحيلا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي لإنهاء الحرب.


شارك