حوار| مشيرة خطاب: قانون الإجراءات الجنائية بحاجة إلى كتابته من جديد دون إعادة صياغة مجتزأة

منذ 1 شهر
حوار| مشيرة خطاب: قانون الإجراءات الجنائية بحاجة إلى كتابته من جديد دون إعادة صياغة مجتزأة

• إن العالم يتحرك إلى ما هو أبعد من الحبس الاحتياطي ويقدم بدائل مفيدة مثل الخدمة العامة • لقد خطونا خطوات مهمة فيما يتعلق بقانون حقوق الإنسان وما زال أمامنا طريق طويل لنقطعه • قمنا بتطوير دليل نيلسون مانديلا لزيارة السجون، والذي يقدم لمحة عامة عن حقوق السجناء وزوارهم • أصبح من الضروري إصدار قانون لجنة مكافحة التمييز. لقد اقترحنا أن يكون مقر اللجنة كجزء من عملها

قالت رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، السفيرة مشيرة خطاب، إن مصر خطت خطوات مهمة في قانون حقوق الإنسان، لكن الطريق ما زال طويلا وهناك حاجة لخطوات أخرى، من بينها إقرار قوانين مكملة للدستور، مثل كقانون مكافحة التمييز الذي لم يتم سنه.

وشددت خطاب، في حوارها لـ«الشروق»، على أهمية إعادة كتابة قانون الإجراءات الجنائية وليس مجرد إعادة صياغته مجزأة.

واستعرض رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، خلال الحوار، البدائل المقترحة للحبس الاحتياطي التي قدمها المجلس القومي لحقوق الإنسان على طاولة الحوار الوطني، ومن بينها السوار الإلكتروني، الذي يقضي بذهاب تمام إلى مركز الشرطة، أو اشتراط حبس الموقوف احتياطيًا أثناء مزاولة الخدمات العامة. و نص الحوار :

ما هو دور المجلس في المراجعة الشاملة لحقوق الإنسان في المجلس الدولي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف؟

لقد قدم المجلس القومي لحقوق الإنسان تقريره للمراجعة الدورية الشاملة، بعد أن أصبح لدينا دستور يتحدث عن حقوق الإنسان بمنهجية قانونية ممتازة. وهذه خطوة مهمة بالإضافة إلى مراجعة البرلمان لقانون الإجراءات الجزائية، إذ لم يعد القانون قابلاً للتعديل، ولا بد من كتابة قانون جديد تماماً ينفذ الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان والتطورات على أرض الواقع.

لقد قطعنا خطوات مهمة في قانون حقوق الإنسان، ولكن لا يزال أمامنا طريق طويل ونحتاج إلى تعزيزه من خلال عدة خطوات، بما في ذلك اعتماد قوانين مكملة للدستور، مثل قانون مكافحة التمييز، وهو لم يتم إصدار القضية.

وسبق أن ناقش الحوار الوطني الحبس الاحتياطي في جلستين متخصصتين. ما البدائل التي يمكن للمجلس تفعيلها في مصر؟

العالم كله يبتعد عن الحبس الاحتياطي، ومع تطور التكنولوجيا، أصبح لدينا بدائل فعالة ومبتكرة للغاية يمكن تطبيقها، مثل السوار الإلكتروني، أو طلب زيارة “تمام” لمركز الشرطة أو الالتزام كل هذه البدائل للحبس الاحتياطي تعود بالنفع الكبير على الفرد والمجتمع، حيث أن الهدف هو تقليل تكرار الجريمة، والتقليل من تكرار الجريمة من خلال إعادة تأهيل من ارتكبوها. انتهاك القانون. وهنا ستنخفض معدلات الجريمة مع زيادة الأمن والسلام، وسيكون نظام العدالة الجنائية مفيداً للمجتمع.

هناك دول عربية لجأت إلى فتح السجون لبعض الجرائم، وكل هذا يعتمد على طبيعة الجريمة ومرتكبها، متخذة الإجراء معيارا يحمي المتهم والمجتمع من العواقب السلبية.

ما هي رؤية المجلس لتغييرات قانون الإجراءات الجزائية؟

ويرى المجلس القومي لحقوق الإنسان أن مراجعة البرلمان لقانون الإجراءات الجزائية خطوة مهمة، لكننا ما زلنا نرى أنه غير قابل للتغيير التدريجي، حيث تم تغييره تدريجياً مراراً وتكراراً. تحتاج مصر إلى قانون جديد للإجراءات الجنائية يوضح نص الدستور وروحه وفلسفته، بالإضافة إلى التغييرات التي تحدث في مصر. والمجلس حاضر وممثل في لجنة دراسة القانون تحت قبة مجلس النواب.

هل لدى المجلس أي طلبات للإفراج عن بعض المعتقلين على ذمة المحاكمة؟

لدينا دائمًا قوائم نقدمها، وقد عملنا مع مجلس العفو الرئاسي منذ إنشائه. ونزودها بقوائم الأسماء التي نرى أهمية الإفراج عنها ومن ثم نراقب مدى استجابة اللجنة لقوائم المجلس ومدى فعاليتها.

هل من المحتمل أن يعفو الرئيس قريباً عن بعض المعتقلين على ذمة المحاكمة؟

ونأمل أن يكون هناك في أكتوبر المقبل قائمة كبيرة لإحياء ذكرى انتصار 6 أكتوبر، تضم عددًا أكبر من النساء المستوفيات للشروط مع مراعاة التباعد الاجتماعي.

وقبل أيام تقرر إطلاق سراح 605 من نزلاء السجون من كبار السن الذين يعانون من مشاكل صحية. وتعكس هذه الخطوة رغبة حقيقية في تحسين إنفاذ حقوق الإنسان للأشخاص الذين يحتاجون إلى الرعاية، وتأتي تنفيذاً لحق دستوري في ذلك، كما يعكس هذا القرار التزام الدولة باستراتيجية شاملة لتحسين أوضاع حقوق الإنسان الفئات الضعيفة والمعرضة للخطر، بما في ذلك كبار السن والنساء والأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا والأشخاص ذوي الإعاقة.

ماذا كتب المجلس عن كل هذه القضايا في تقريره للمراجعة الدورية العامة؟

نحن نؤيد إنشاء آلية للقضاء على كافة أشكال التمييز ويجب الموافقة على المادة 53 من الدستور والتي تتمثل في سن قانون ينظم تشكيل هيئة مكافحة التمييز وصلاحياتها، كما سبق للمجلس أن عرضنا واستضافة هذه اللجنة وإشراكها في أعمال المجلس القومي لحقوق الإنسان توفيراً للتكاليف. وبما أن حقوق الإنسان تتطلب أساساً عدم التمييز، فإننا نتفق أيضاً على ذلك.

ما هي اقتراحات المجلس القومي لحقوق الإنسان حول المواضيع المطروحة على طاولة الحوار الوطني؟

كنا كمجلس وطني أول من طرح فكرة الحوار الوطني وتلقينا تعليمات من الرئيس عبد الفتاح السيسي باقتراح حوار وطني بالسعادة، خاصة أن مصر على أعتاب فرصة تاريخية وفي مجال حقوق الإنسان، ليس هناك وسيلة أفضل من الحوار للاستماع إلى الآراء التي تحدد التقدم. ولهذا سارعنا في بداية عمله إلى تقديم رؤيتنا للحوار الوطني للجرائم المتعلقة بحرية الرأي والتعبير، بدلاً من عقوبة السجن أو الغرامات أو العمل الإجباري مثل: ب. تفرض عقوبة الخدمة العامة بشرط ألا يكون المتهم قد ارتكب جرائم عنف أو تحريض على العنف أو الكراهية. كما تم أخذ آرائنا في بعض القضايا وقد سبق أن عرضناها، ولكن يبقى الأهم تنفيذ هذه الرؤية.

وكثيراً ما تم انتقاد تجاهل المجلس للزيارات الفعلية لمراقبة أوضاع السجون.

منذ تأسيس المجلس الذي بدأ عمله في يناير 2022، قمنا بـ 134 زيارة لمراكز الاحتجاز وأصدرنا دليل زيارة مراكز الاحتجاز. كما قمنا بتطوير دليل تدريبي لزيارة مراكز الاحتجاز وهو دليل نيلسون مانديلا كأحد المعايير الدولية، حيث يعتمد المجلس على منهجية حقوق الإنسان المتوافقة مع المعايير الدولية.

ماذا يقدم دليل نيلسون مانديلا لأسر السجناء وكيف يساعدهم على زيارة ذويهم؟

يحدد هذا الدليل حقوق زيارة أهالي السجناء وحقوق السجناء وهو دليل مرجعي وفي حال وردت شكاوى بهذا الخصوص فقد قمنا برصد الشكاوى مسبقاً وأمرنا بتنفيذ الدليل من قبل إدارة السجن ما لم يتم ذلك. كما أنها تنتهك قواعد السجن لأن السجن له قواعد. وسبق أن أجرينا حواراً واستجابت الجهات المعنية لطلبات المجلس. وسبق أن اكتشفنا عدم وجود أماكن انتظار مناسبة لأهالي المعتقلين، وتقدمنا بطلب لإنشاء أماكن انتظار لحمايتهم من حرارة الشمس، وهو ما استجابت له الوزارة بالفعل.

ما هي خطط المجلس وخاصة زياراته الميدانية للمواقع المنوط به مراقبتها؟

ويواصل المجلس القومي لحقوق الإنسان زياراته للعديد من الأماكن الأخرى، مثل دور رعاية المسنين ومستشفيات الطب النفسي مثل مستشفى العباسية والخانكة، وقد سبق أن قدمنا التقارير والتوصيات.


شارك