المشاط: تسهيلات شراء السلع الاستراتيجية سجلت 2.2 مليار دولار خلال عام 2024

وأكدت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي: أن الوزارة مستمرة في التفاوض والتنسيق مع شركاء التنمية لتوفير التمويل اللازم للقطاع الخاص بشروط تفضيلية. وبلغ التمويل التنموي الميسر من شركاء التنمية المتعددين والثنائيين نحو 4.2 مليار دولار في عام 2024 (مقارنة بـ 2.9 مليار دولار في عام 2023)، متجاوزًا التمويل الحكومي المتاح البالغ 3.2 مليار دولار في عام 2024. وأضاف أن التسهيلات لشراء السلع الاستراتيجية بلغت نحو 2.2 مليار دولار في عام 2024.
جاء ذلك خلال عرض الدكتورة رانيا المشاط، رئيس مجلس النواب، المحاور الرئيسية لأهداف الموازنة الجديدة 2025/2026، أمام مجلس النواب، برئاسة الدكتور حنفي الجبالي، وبحضور عدد من أعضاء المجلس.
وأكدت المشاط أن هذه الأموال تعكس جاذبية القطاع الخاص المصري ونجاح الإصلاحات الهيكلية التي نفذتها الدولة لزيادة استثمارات القطاع الخاص. ومن ناحية أخرى، بلغت الأموال المخصصة لدعم الميزانية وتوريد السلع الاستراتيجية في عام 2024 نحو 4 مليارات دولار.
وأشارت إلى الجهود المتواصلة التي تبذلها الوزارة لتعبئة التمويل الأخضر والمستدام من خلال المنصة الوطنية لبرنامج “نوفي”، وهو نموذج ونهج إقليمي للتمويل منخفض الفائدة لمعالجة قضايا تغير المناخ (التخفيف والتكيف). ومن خلال الجهود المبذولة مع شركاء التنمية على مدى العامين الماضيين منذ إطلاق البرنامج، نجح البرنامج في تعبئة 3.9 مليار دولار أمريكي من تمويل التنمية منخفض الفائدة من القطاع الخاص لمشاريع الطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح) لزيادة قدرة الطاقة المتجددة بنحو 4.2 جيجاواط.
وأضافت أن التمويل الميسر المقدم للقطاع الخاص من قبل شركاء التنمية المتعددين والثنائيين خلال الفترة 2020-2024 بلغ أكثر من 14.5 مليار دولار.
وأكدت التزام الدولة بتحقيق التكامل بين التخطيط التنموي والتخطيط المالي بهدف تحديد التدفقات التمويلية اللازمة. وسيمكن هذا الدولة من تطوير رؤية حول احتياجات التنمية ذات الأولوية، وإيجاد بدائل أكثر فعالية لتمويل البرامج والمشاريع لتحقيق الأهداف المحددة، وتحسين كفاءة استخدام موارد الدولة.
وأشارت إلى أن الحكومة أطلقت بالتعاون مع الأمم المتحدة “استراتيجية التمويل الوطنية المتكاملة لمصر” في مارس 2025. وتهدف الاستراتيجية إلى تعزيز التنمية المستدامة بما يتماشى مع رؤية مصر 2030. وأوضحت أن الاستراتيجية تهدف إلى سد الفجوة التمويلية في سبعة قطاعات رئيسية – الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية والمياه والصرف الصحي والنقل وتغير المناخ وتمكين المرأة – والتي حددتها الحكومة كأولويات وطنية. وتتضمن الاستراتيجية أيضًا خارطة طريق عملية للتمويل المستدام والمبتكر من خلال مجموعة من التدابير لسد فجوة التمويل، بما في ذلك توسيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتعزيز النظام المصرفي الأخضر، وتكثيف أدوات التمويل لدعم القطاعات ذات الأولوية. وبالإضافة إلى ذلك، سيتم إنشاء آلية حوكمة وتنسيق لضمان التنفيذ الفعال للتوصيات الواردة في الاستراتيجية بالتنسيق مع مجموعات العمل الوزارية القائمة المعنية بتمويل التنمية والتمويل المستدام.
وتابعت المشاط أن من أهم ركائز أهداف الخطة للعام المالي المقبل مواصلة الجهود لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال من خلال عمل المجموعة الوزارية لريادة الأعمال. تهدف هذه المجموعة إلى تعزيز أداء الشركات الناشئة والنظام البيئي الريادي من أجل تحقيق نمو اقتصادي مستدام ومتسارع يعتمد على القدرة التنافسية والمعرفة. وتسعى الحكومة أيضًا إلى مراجعة وإعادة هيكلة سياستها المتعلقة بالمساعدات الاجتماعية. ويهدف هذا المشروع إلى ضمان الحماية الاجتماعية للفئات ذات الدخل المنخفض وتوسيع نطاق القطاع ليشمل جميع الأشخاص المؤهلين.
وأشارت إلى أن الخطة تركز على توسيع شبكة الأمان الاجتماعي وتدرس عدة خيارات بشكل متوازن. ويتضمن ذلك توسيع نطاق تغطية برامج الحماية الاجتماعية لتشمل الفئات الأكثر ضعفاً، مع التركيز على النساء المعيلات للأسرة وفي المناطق الريفية في صعيد مصر؛ دعم استدامة برامج الحماية الاجتماعية على غرار برامج التكافل والكرامة، مع توسيع برامج التحويلات النقدية المشروطة وزيادة المخصصات والدعم لكل مستفيد/أسرة؛ وتوسيع نطاق تغطية الضمان الاجتماعي من خلال تشجيع العمال على المشاركة في أنظمة الضمان الاجتماعي، وتوفير الحماية ضد مخاطر الشيخوخة والبطالة والإعاقة وغيرها. وبالإضافة إلى ذلك، سيتم تعظيم فوائد تمويل التنمية منخفض الفائدة من شركاء التنمية في مصر والدعم من المؤسسات المتعددة الأطراف في هذا السياق، وتوسيع نطاق تقديم برامج مستهدفة جغرافيا للمناطق الأكثر احتياجاً والمناطق النائية.
وأضافت أن الركائز الأساسية للخطة تشمل الالتزام المستمر بإدارة الإنفاق العام، وتنفيذ ميزانيات البرامج والأداء من منظور مالي وتخطيطي، وتطبيق معايير التكلفة والفائدة لتعظيم فوائد المشاريع المنفذة. وأضافت أن الخطة تستهدف التشغيل وستوفر نحو 900 ألف فرصة عمل جديدة سنويا، ما يخفض معدل البطالة إلى 6.5% من إجمالي السكان العاملين. وسيتم تحقيق ذلك من خلال تعزيز توسع الشركات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وتعزيز العلاقات الشبكية في المشاريع الكبرى، ومواصلة كبح التضخم، وخاصة اتجاهه النزولي الأخير. ومن شأن ذلك أن يساعد على خفض أسعار الفائدة وبالتالي تحفيز الاستثمار، فضلاً عن خفض تكاليف المعيشة والمزايا الاجتماعية المنصوص عليها في الموازنة العامة للحكومة. وأوضحت أن ذلك سيتم تحقيقه من خلال مواصلة توجيه الموارد إلى الاقتصاد الإنتاجي الحقيقي ومواصلة الحكومة جهودها للسيطرة على الأسواق وتوسيع منافذ بيع السلع بأسعار مخفضة.