المشاط: احتمالية خفض مستهدفات معدل نمو الاقتصاد للعام المالي المقبل

وأشارت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي إلى إمكانية مراجعة معدل النمو المستهدف في الخطة والبالغ 4.5% وخفضه في حال تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية والإقليمية وتأثيرها على منطقة الشرق الأوسط، وذلك بناء على تقديرات لشدة الآثار السلبية المحتملة. وأوضحت أن تأثير الأحداث العالمية يتطلب منا تطبيق نهج تخطيطي مرن، الأمر الذي يتطلب المتابعة والمراجعة المستمرة لأهداف الخطة بناء على التطورات المتسارعة.
جاء ذلك خلال استعراض الدكتورة رانيا المشاط، أهداف وملامح مشروع خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي 2025/2026 في إطار الخطة متوسطة المدى (2025/2026 – 2028/2029) أمام الجمعية العامة لمجلس النواب برئاسة الدكتور حنفي الجبالي، وبحضور أعضاء المجلس.
وأشارت المشاط إلى فترة العمل على وثيقة التخطيط للعام المالي الجديد، والتي شهد خلالها العالم مزيداً من الاضطرابات والتوترات الجيوسياسية على خلفية استمرار تأثير الحرب الروسية الأوكرانية، والاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، وتصاعد الصراعات الإقليمية في الشرق الأوسط، وزيادة التهديدات البحرية في منطقة البحر الأحمر، فضلاً عن السياسة الأميركية الجديدة بشأن الرسوم الجمركية.
وأوضحت أن وثيقة الخطة تراعي نهجا متوازنا ومعتدلاً يعزز من مرونة الاقتصاد المصري وقدرته على التعامل مع الأزمات العالمية واستغلال الفرص المحتملة للتغلب على حجمها. وفي الوقت نفسه، تعمل الشركة بحزم على مواجهة التحديات الداخلية من خلال التركيز على الاستراتيجيات والبرامج التي تعالج هذه التحديات وتسرع النمو الشامل والمستدام.
وأوضحت أن مشروع خطة التنمية للعام المالي المقبل يجسد التوجه الجديد لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي بعد الدمج وهو تمويل التنمية. ويضمن هذا النهج التناسق والترابط بين خطط واستراتيجيات التنمية على المستويين الوطني والقطاعي، ويعظم الاستفادة من مصادر التمويل المختلفة، سواء من الخزانة العامة أو من تدفقات التمويل التنموي منخفض الفائدة من شركاء التنمية في الأطر الثنائية والمتعددة الأطراف، بما يخدم خطط الدولة وبرامجها وتوجهاتها التنموية.
وأشارت إلى أنه في إطار الجهود الرامية إلى ترشيد وإدارة الإنفاق العام، يواصل مشروع الخطة مراعاة الالتزام بالسقف المحدد للاستثمار العام، باعتباره حجر الأساس لتحقيق الاستقرار الاقتصادي الكلي وتعبئة مصادر التمويل الأخرى، سواء من خلال جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، أو بناء شراكات استثمارية عربية وإقليمية مهمة، أو تعزيز الجهود الحكومية لإيجاد مساحة لمشاركة القطاع الخاص في جهود التنمية.
وأضافت أن إعداد مشروع الخطة يأتي في إطار منظور تنموي شامل يرتكز على ركائز أساسية، تبدأ بأهداف ومبادرات رؤية مصر 2030، وبشكل متكامل مع برنامج عمل الحكومة (2024/2025-2026/2027) والاستراتيجيات والخطط المكانية والقطاعية، وفي إطار التنفيذ الفعال لجهود تحفيز دور القطاع الخاص في التنمية المستدامة، تنفيذاً لوثيقة الاستراتيجية الخاصة بملكية الدولة.
يشير إلى إدخال أدوات التخطيط المتقدمة التي طورتها الوزارة لتعزيز كفاءة الاستثمار العام، ورصد التمويل الدولي والاستثمار العام، ورصد وتقييم الأداء، والتنسيق والتعاون مع الوزارات والهيئات ذات الصلة لتحسين جودة خطط التنمية من خلال تزويد جميع الهيئات الداعمة بدليل وضع الخطط الذي يحدد معايير اختيار المشاريع، ومعايير إجراء وتقييم دراسات فعالية التكلفة، ومعايير تقييم الاستثمار العام لكل هيئة داعمة، فضلاً عن آليات تحويل التركيز من جودة المشروع إلى جودة السياسات. بالإضافة إلى ذلك، تقوم الوزارة بتوفير المعلومات المكانية لدعم عملية التخطيط من خلال نظام البنية التحتية للمعلومات المكانية.
وأكدت المشاط أن هذا النهج التنموي الشامل لإعداد الخطة يسهل المشاركة الفعالة لكل وزارة في القيام بمسؤولياتها والمهام الموكلة إليها سواء في إعداد الخطة أو تنفيذها أو متابعتها. وأصبح لزاما على كل وزارة أن تحدد دورها المنوط بها حتى يتماشى مع رؤية مصر 2030 وبرنامج عمل الحكومة والاستراتيجيات القطاعية والمكانية ذات الصلة. وبالإضافة إلى ذلك، من الضروري تحليل الوضع الحالي لمشاريع خطة الاستثمار واستهداف الاستثمارات العامة نحو المشاريع ذات الأولوية التي تدعم التنمية المستدامة، وفقاً لرؤية محددة لهذه الأولويات والسياسات والإجراءات المرتبطة بها. وبالإضافة إلى ذلك، من الضروري دراسة ومتابعة مهام الرئيس والمشاريع الوطنية والبروتوكولات التي يتم تنفيذها حالياً في كل الوزارات. وبالإضافة إلى ذلك، فمن الضروري تحليل آليات التنفيذ التي تعتمد عليها كل وزارة لتحقيق أهدافها التنموية. ويتطلب ذلك تحديد فجوات مؤشرات الأداء لكل آلية عمل وتوفير مجموعة من أدوات التخطيط القابلة للقياس لمساعدة كل وزارة على تقييم الأداء وتحسين جودة عملية التخطيط.