بعد تشريح الجثامين.. تفاصيل مأساوية جديدة عن استشهاد مسعفي غزة

كشفت التقارير الطبية بعد تشريح جثث المسعفين وعمال الإغاثة الذين قتلوا بنيران إسرائيلية في قطاع غزة في مارس/آذار الماضي، عن تفاصيل جديدة.
وذكرت قناة سكاي نيوز أن المسعفين وعمال الإغاثة قتلوا “بطلق ناري في الرأس أو الصدر”، بينما “أصيب آخرون بشظايا أو جروح أخرى”.
وبحسب روايات شهود عيان ومقاطع فيديو وتسجيلات صوتية للهجوم الذي وقع في 23 مارس/آذار، فتحت القوات الإسرائيلية النار على سيارات إسعاف وسيارة إطفاء أرسلتها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني إلى رفح في جنوب قطاع غزة.
واعترفت إسرائيل بتنفيذ الهجوم الذي أسفر عن مقتل 15 رجلاً، بينهم 14 مسعفاً وموظف في الأمم المتحدة قاد سيارته بعد إطلاق النار على الآخرين.
وقام جنود الاحتلال بدفن الجثث في مقبرة جماعية، وسحق ودفن سيارات الإسعاف وسيارات الإطفاء وسيارات الأمم المتحدة.
وقدم الجيش الإسرائيلي تفسيرات مختلفة لسبب إطلاق قواته النار على مركبات الطوارئ. وقالت، دون تقديم أدلة، إن بعض القتلى هم أعضاء في حركة حماس، وأكدت أن الحادث قيد التحقيق.
وأثارت هذه الحادثة المأساوية موجة إدانة واسعة النطاق في جميع أنحاء العالم، ووصفها الخبراء بأنها جريمة حرب.
وأجريت عمليات التشريح في الفترة ما بين الأول والخامس من أبريل/نيسان بعد أن انتشل فريق من عمال الإنقاذ جثث القتلى.
وأجرى التشريح الدكتور أحمد ضاهر، رئيس قسم الطب الشرعي بوزارة الصحة بغزة. وقد قام أرن ستراي بيدرسن، وهو طبيب شرعي في مستشفى جامعة أوسلو في النرويج، والذي كان في غزة في أوائل شهر مارس/آذار لتدريب الأطباء، بمراجعة صور التشريح وطلب من ضاهر إعداد تقرير موجز.
وكشفت تقارير التشريح أن الرجال الأربعة عشر كانوا يرتدون زي الهلال الأحمر أو الدفاع المدني، كلياً أو جزئياً، وقت وفاتهم.
وأظهر مقطع فيديو لجزء من الهجوم، أن قوات الاحتلال بدأت بإطلاق النار صوب المتظاهرين، وخرج عدد من المسعفين بزيهم المميز من سياراتهم. كانت ظهورهم مغطاة بشريط عاكس، وكانت أذرعهم وأرجلهم تتألق بوضوح في أضواء سيارة الإسعاف.
وكشفت تقارير التشريح أن أحد عشر رجلاً أصيبوا بطلقات نارية، أربعة في الرأس وستة على الأقل في الصدر أو الظهر. وقد أصيب معظمهم بأكثر من رصاصة.
وكان أحد الرجال مصابًا بجروح عديدة ناجمة عن الشظايا في صدره وبطنه، في حين وصفت تقارير التشريح إصابات رجلين آخرين بأنها “تتفق مع الشظايا” وربما تكون ناجمة عن انفجار.
وفي حين تظهر تسجيلات الفيديو والصوت لجزء من الهجوم إطلاق نار مستمر، فإنه من غير الواضح ما إذا كان انفجار إضافي قد تسبب في مثل هذه الإصابات.
وتشير التقارير إلى أن العديد من الجثث كانت مفقودة الأطراف أو أجزاء أخرى من الجسم، وذكر أحد التقارير عن رجل ميت أن جسده انقسم إلى نصفين عند الحوض.
وبحسب تقارير التشريح والصور، فإن جميع الجثث كانت متحللة جزئيا أو كليا.
وقال ستراي بيدرسن: “هذا جعل من الصعب التوصل إلى استنتاجات أخرى، مثل ما إذا كان إطلاق النار على الرجال قد تم من مسافة قريبة أو من مسافة أبعد”.
وقال إنه بعد فحص أولي للجثث في أواخر مارس/آذار، كان أحد الضحايا يحمل علامات وكدمات على معصميه، مما يشير إلى أن يديه كانتا مقيدتين. هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد ذلك.
ولم تشير تقارير التشريح إلى ما إذا كان أي من الرجال مقيدًا.
وبدأ ستراي بيدرسن مشاوراته بشأن تشريح الجثث بعد أن طلبت وزارة الصحة في غزة المساعدة من منظمة الإغاثة النرويجية نوروالك، بحسب مسودة تقرير موجز. وقال هو ودير إنهما سيواصلان تحليل النتائج قبل إصدار التقرير النهائي.
وقال الطبيب النرويجي “إنني أقوم بالتحقيق بشكل خاص في الأنماط المحتملة، وما إذا كانوا قد قتلوا جميعًا بنفس الطريقة أو ما إذا كان بعضهم يعاني من جروح إضافية”.
وفي أول بيان له بعد الهجوم، قال الجيش الإسرائيلي إن الرجال “تقدموا بشكل مثير للريبة” دون تشغيل أنوار سياراتهم. لكن بعد نشر الفيديو، الذي أظهر مركبات تحمل علامات واضحة وأضواء وامضة وتوقفها قبل الهجوم، تراجعت عن هذا الادعاء.
وذكر التقرير العسكري الإسرائيلي الأصلي أن تسعة من القتلى كانوا أعضاء في حركتي حماس أو الجهاد الإسلامي. لكن هذا العدد انخفض فيما بعد، وقيل إن ستة فقط منهم كانوا أعضاء في حماس.
وقالت إسرائيل إنها لن تدلي بمزيد من التعليقات حتى اكتمال التحقيقات.