الصحة: ملتزمون برعاية صحة الأم والطفل عبر دمج المشورة الأسرية وتوسيع خدمات ما قبل الحمل

منذ 3 أيام
الصحة: ملتزمون برعاية صحة الأم والطفل عبر دمج المشورة الأسرية وتوسيع خدمات ما قبل الحمل
  • ينبغي إنشاء غرف للإرشاد الأسري في أكثر من 75% من مرافق الرعاية الصحية الأولية لزيادة فرص اتخاذ القرارات الإنجابية على أسس علمية وإنسانية.

بمناسبة يوم الصحة العالمي شاركت الدكتورة عبلة الألفي نائب وزير الصحة والسكان وتنمية السكان والأسرة في ندوة “بدايات صحية لمستقبل واعد” التي نظمها المعهد العالي للصحة العامة بالإسكندرية. حضر الندوة الدكتورة هبة القاضي عميدة المعهد، والدكتورة نعمة عابد ممثلة منظمة الصحة العالمية في مصر، والدكتور محمد فريد أمين عام النقابة العامة للأطباء، والدكتور سونج سو تشون أستاذ بمعهد الصحة العالمية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، والدكتور عبد المنعم فوزي نقيب أطباء الإسكندرية، بالإضافة إلى نخبة كبيرة من الاستشاريين والمتخصصين في مجالات الصحة العامة وطب الأطفال والنساء والتوليد.

وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن نائب الوزير أكدت في كلمتها أن ما يسمى بـ«الألف يوم الأولى» في حياة الطفل -من بداية الحمل وحتى عيد ميلاده الثاني- تمثل نافذة ذهبية تحدد مستقبل صحته وسلامته النفسية. وأكدت أن نحو 85% من قدرات الطفل العقلية والجسدية تتطور خلال هذه الفترة الحرجة، مشيرة إلى أن بعض الممارسات الصحية الخاطئة خلال هذه الفترة قد يكون لها عواقب وخيمة على الأم والطفل.

وأضاف عبد الغفار أن نائب الوزير أكد على أهمية اتخاذ القرارات المستنيرة بشأن إنجاب الطفل. وتعمل الوزارة على تحسين هذه القضية من خلال دمج الإرشاد الأسري في مرافق الرعاية الصحية الأولية. وسيتم نشر فرق مؤهلة لتزويد الأسر بالمشورة والمعلومات اللازمة. وأشارت إلى أن من أهم الرسائل للأزواج ترك فترة زمنية لا تقل عن ثلاث إلى خمس سنوات بين كل حمل وآخر حتى تتمكن الأم من الاستعداد بشكل صحي للحمل وتوفير الرعاية المثالية للطفل خلال العامين الأولين.

وأشار وكيل الوزارة إلى أن الوزارة قامت بدمج الإرشاد الأسري ضمن إجراءات الإعداد للزواج، وأن شهادة الامتحان لن يتم إصدارها إلا بعد الانتهاء من الجلسات التثقيفية. وتتناول هذه الجلسات مواضيع مهمة حول بناء أسرة صحية وأهمية التغذية السليمة قبل الحمل. وأشارت إلى أن نحو 47% من السيدات في مصر يعانين من نقص الحديد، الأمر الذي قد يكون له آثار سلبية على النمو العقلي المبكر للجنين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن 30% من حالات قصر القامة تعود إلى سوء التغذية لدى الأم أثناء الحمل.

وأشار وكيل الوزارة إلى جهود الوزارة في هذا الصدد، ومن بينها إنشاء غرف للإرشاد الأسري في أكثر من 75% من مرافق الرعاية الصحية الأولية. يتم إدارة هذه الغرف من قبل فرق متعددة التخصصات، بما في ذلك الصيادلة وأطباء الأسنان وأخصائيي العلاج الطبيعي والممرضات. يتم تدريبهم على تقديم جلسات استشارية تحترم الخصوصية والكرامة. وهذا يزيد من فرصة اتخاذ القرارات بشأن ولادة الطفل بناءً على المبادئ العلمية والإنسانية.

وفي سياق متصل، دعا نائب الوزير إلى الحد من عمليات الولادة القيصرية غير المبررة، ووصفها بأنها من أكبر التحديات التي تواجه الصحة العامة في مصر. ووجدت الدراسة أن متوسط معدلات الإصابة لديهم بلغ 72%، وارتفعت إلى ما بين 85% و90% في بعض المرافق الخاصة، مقارنة بـ 54% في مستشفيات وزارة الصحة. وأوضحت أن هذا الإجراء الجراحي يجب أن يرتكز على اعتبارات طبية دقيقة ويستخدم أدوات مثل مخطط الولادة ومعايير روبسون، ولا ينبغي أن يكون خيارًا بسيطًا لأغراض ترفيهية.

وأضاف الألفي أن مكافحة هذه الظاهرة تتطلب وعيا مجتمعيا شاملا وتعاون مختلف الجهات المعنية من القطاع الطبي إلى الإعلام والمجتمع المدني. ومن المتوقع أن يؤدي هذا في نهاية المطاف إلى تحسن مؤشرات الصحة الإنجابية وخفض معدل وفيات الأطفال حديثي الولادة.

وأعلن نائب الوزير أن الدولة أطلقت خطة عاجلة للسكان والتنمية تعتمد على مبادئ الألف يوم الأولى من حياة الطفل. وتركز الخطة على المناطق استناداً إلى مؤشرات سكانية معقدة، وهي محاولة جادة لرسم مسار أكثر استدامة لصحة الأجيال القادمة.

وفي ختام كلمتها أعربت عن فخرها بالدور القيادي لمصر على المستوى الدولي. وقد تم عرض التجربة المصرية في ربط حد الألف يوم بمبدأ المباعدة بين الولادات في الدورة الثامنة والخمسين لمؤتمر الأمم المتحدة للسكان والتنمية، وتم الإشادة بها باعتبارها نموذجاً مبتكراً في التخطيط الصحي.

ودعت كافة الشركاء من المؤسسات الأكاديمية والإعلام والمجتمع المدني والمنظمات الصحية إلى الانضمام لجهود الوزارة لتحويل التوعية إلى عمل وبالتالي ضمان مستقبل مشرق وصحي لأطفال مصر.


شارك