فيلم مدنية.. أصوات من السودان بمعهد جوتة في برنامج أيام السينما السودانية

عُرض فيلم “مدنية” ضمن برنامج “أيام السينما السودانية” الذي أعده وقدمه معهد جوته القاهرة بمقره بالدقي تحت عنوان “عام ضائع آخر”. وحضر الندوة جمهور غفير من المهتمين بالشأن السوداني.
ينص بيان مهمة المعهد لهذا البرنامج على ما يلي: “عامان من الحرب، وجنرالان، وبلد مُدمّر يضم 12 مليون لاجئ، وجفافًا، وفيضانات، وعنفًا قائمًا على النوع الاجتماعي، وعشرات الآلاف من القتلى. من منظور حقوق الإنسان، يُظهر السودان جميع سمات الأزمات والحروب الحالية. يُواجه معهد جوته السودان العنف والصمت بالحوار. لذلك، سيتم عرض أفلام وثائقية تُذكّر بآمال ثورة 2019، وتُرافق الناس في نضالهم من أجل حياة أفضل، وتُواكب تطورات الواقع. تتخلل الذكريات والهويات الثقافية وأشكال التبادل عمل برنامج معهد جوته السودان العابر للحدود الوطنية”.
وكان من ضمن هذا البرنامج فيلم “مدنية” من تأليف وإخراج محمد صبحي، وهو أول عمل يعرض في أيام السينما السودانية. يتتبع فيلم “مدنية” رحلة جانجو وإسراء ومؤمن، وهم ثلاثة شباب سودانيين شاركوا في ثورة 2019 وقاوموا بقوتهم ومهاراتهم الشخصية. لقد سلكوا مسارات مختلفة وانتموا إلى مجتمعات مختلفة، ولكن على الرغم من اختلافاتهم فقد توحدوا بهدف مشترك: مدنيا – حكومة مدنية.
تدور أحداث الفيلم حول ثلاثة شباب سودانيين يكافحون من أجل تغيير حياتهم الشخصية في الوقت الذي تشهد فيه السودان الاضطرابات الكبرى التي أحدثتها ثورة ديسمبر.
تم تصوير الفيلم الوثائقي، ومدته 75 دقيقة، قبل اندلاع الحرب الحالية، ويركز على أحلام وآمال الثورة، والتي يمكن تلخيصها بمصطلح “المدنية”، ومن هنا جاء عنوان الفيلم. ويعتمد جزء كبير من الموسيقى التصويرية للفيلم على هتافات المتظاهرين “المدنيون، المدنيون”. وحتى النهاية، اتسم الفيلم بالتفاؤل وأمل الأبطال في مستقبل أفضل للسودان، يتحرر فيه المواطنون من قيود حكم غير مرغوب فيه. ولذلك، تم إنشاء الصورة البصرية للفيلم بالتوازي للتعبير عن هذه الحالة من خلال لقطات نهارية أرشيفية وألوان وأغاني.
قال محمد صبحي لصحيفة الشروق بعد العرض: “عرض فيلم كهذا في هذا الوقت مهم لنا كسودانيين، حتى لا ننسى أن لدينا وطنًا اسمه السودان، وأن لدينا أحلامًا لا تزال قائمة. علاوة على ذلك، نشعر كسودانيين بأننا منسيون في الإعلام، العربي والدولي على حد سواء. لذلك، من المهم عرض فيلم عن الثورة ووضعنا قبل الحرب”. ولهذا السبب قررت التوقف عن التصوير قبل الحرب، على الرغم من وجود إمكانية للاستمرار. لكنني أدركت مدى أهمية إظهار كيف كنا قبل الحرب. ومن المهم أن يشاهد العالم الفيلم ويتعلم عن قضيتنا.
في الأيام القادمة، سيعرض المعهد أيضًا الأفلام التالية: “الأصوات المنسية”، وهو فيلم وثائقي لمجموعة بانا للسلام والتنمية وKURVE Wustrow eV، بالإضافة إلى مجموعة من الأفلام القصيرة من معهد الفيلم السوداني. كما سيقام معرض للكتاب يضم مجموعة من الإصدارات الأدبية السودانية في مقر معهد جوته بالدقي.