وزير الصحة يستعرض رؤية مصر في تحقيق العدالة الصحية ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي العالمي للصحة

شارك الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، في جلسة رفيعة المستوى بعنوان “العدالة الصحية: أولويات جديدة لتأثير أكبر” ضمن فعاليات أسبوع أبو ظبي للصحة العالمية 2025، الذي أقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة من 15 إلى 17 أبريل.
قدم الدكتور خالد عبد الغفار لمحة عامة عن رؤية مصر والتقدم الذي أحرزته البلاد نحو الرعاية الصحية العادلة والشاملة للجميع. وأكد إيمانه الراسخ بأن هذا حق أساسي من حقوق الإنسان وضمانة لحصول كل شخص في مصر على رعاية صحية عالية الجودة وبأسعار معقولة، بغض النظر عن أصله أو موقعه الجغرافي أو وضعه الاجتماعي والاقتصادي.
وأوضح الدكتور خالد عبد الغفار أن تطوير القطاع الصحي في مصر يرتكز على ثلاث قيم أساسية هي المساواة والاستدامة والكرامة الإنسانية، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 وتماشيا مع أهداف التنمية المستدامة. وأوضح أن العدالة الصحية تعني بناء نظام صحي يوفر لجميع الناس فرصا متساوية وعادلة لتحقيق أقصى إمكاناتهم الصحية.
وأضاف أن هذه الالتزامات ترتكز على خمسة محاور رئيسية، تشمل الإنصاف والعدالة في تقديم الخدمات، ومعالجة المحددات الاجتماعية للصحة، ودمج الصحة في جميع السياسات، واستخدام البيانات والحلول الرقمية في صنع القرار، والمشاركة في الجهود العالمية لتعزيز التقدم المشترك في مجال الصحة.
وأضاف نائب رئيس الوزراء أن مصر التي يبلغ عدد مواطنيها أكثر من 107 ملايين نسمة موزعين على 27 محافظة أدركت أهمية وجود نظام صحي شامل ومرن. وأوضح أن مصر قطعت شوطا كبيرا في هذا الاتجاه منذ عام 1960، عندما تم تطبيق نظام التأمين الصحي على موظفي القطاع العام. وتطور هذا المفهوم إلى نظام التأمين الصحي الشامل الذي تم تقديمه في عام 2018، والذي يوفر تأمينًا صحيًا شاملاً وعادلاً لجميع المصريين. وتم تطبيق النظام في ست محافظات، ويجري العمل حالياً على تحقيق التغطية الكاملة في جميع المحافظات بحلول عام 2030.
أكد الدكتور خالد عبد الغفار أن تطبيق التغطية الصحية الشاملة يمثل خطوة حاسمة نحو نظام صحي عادل: “رؤية 2030 ليست مجرد هدف، بل مسؤولية جماعية. نريد ربط الخدمات الصحية بالمؤشرات الصحية الرئيسية لضمان الاستخدام الأمثل للموارد والوصول العادل إليها”.
أكد الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، على خطة الحكومة المصرية للاستثمار في قطاع الرعاية الصحية الأولية، باعتباره يمثل خط الدفاع الأول للمنظومة الصحية. وفي هذا السياق استعرض مبادرة الحياة الكريمة ومبادرة الرئيس لتطوير الرعاية الصحية الأولية. وأضاف أن الوزارة تولي أهمية كبيرة للتحول الرقمي. تم بالفعل إنشاء أكثر من 2.8 مليون سجل عائلي ضمن نظام التأمين الصحي الشامل لتمكين استمرارية الرعاية واتخاذ القرارات القائمة على البيانات.
وفي مجال الصحة العامة، سلط الدكتور خالد عبد الغفار الضوء على الإنجازات الهامة التي حققتها مصر، ومن بينها إعلان منظمة الصحة العالمية خلو مصر من الملاريا وفيروس سي، والحفاظ على وضع مصر خاليا من شلل الأطفال بفضل برنامج التطعيم الموسع. وأكد أيضا أن معدل التطعيم في البلاد يتجاوز 95 في المائة، وأن اللقاحات الجديدة يتم طرحها وأن أنظمة المراقبة القوية يتم الحفاظ عليها على الرغم من الأزمات التي تواجه المنطقة.
وسلط نائب رئيس مجلس الوزراء الضوء على مبادرة “100 مليون صحة” التي تم من خلالها فحص وعلاج ملايين المواطنين من كافة الأعمار، فضلاً عن الجهود المبذولة لدعم صحة المراهقين والشباب من خلال الفحوصات الطبية المدرسية السنوية وبرامج التطعيم وإنشاء عيادات صديقة للشباب.
وفيما يتعلق بصحة المرأة والطفل يقدم د. خالد عبد الغفار نموذج الرعاية المتكاملة. ساعدت مبادرة صحة الأم والجنين أكثر من مليوني امرأة وساهمت في خفض معدل وفيات الأمهات إلى 41 حالة لكل 100 ألف ولادة. وتغطي مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية لدى الأطفال حديثي الولادة حالياً 19 مرضاً، محققة بذلك نسبة تغطية على مستوى الدولة تصل إلى 97%. كما تساهم المبادرات في مجالات التغذية وتشجيع الرضاعة الطبيعية والأمومة الآمنة في تحسين صحة الأجيال القادمة.
وأضاف أن الطريق نحو العدالة الصحية في مصر يتضمن أيضاً مبادرات أخرى مهمة، منها مبادرة الرئيس لرعاية المسنين، والتي تقدم الدعم الطبي والنفسي الشامل لأكثر من 1.5 مليون مسن في 900 منشأة صحية. وتسعى حملة “قلبك دليل أمانتك” إلى تعزيز الكشف المبكر عن أمراض القلب، وتقدم مبادرة فحص طبي للراغبين في الزواج، وتغطي 100% من أنحاء البلاد، بما في ذلك فحص الأمراض الوراثية والمعدية. كما تشمل برامج مكافحة مرض السكري والسمنة والصحة النفسية، بالإضافة إلى مبادرة “صحتك سعادة” التي تهدف إلى رفع الوعي وتوسيع نطاق خدمات الدعم النفسي.
وعلى المستوى الدولي، قال الدكتور خالد عبد الغفار إن مصر تواصل التزامها كشريك إقليمي وعالمي في مجال الصحة من خلال مبادرات مثل Cancer Care Africa وHealthy Heart of Africa، والتي قامت بفحص ملايين الأشخاص في جميع أنحاء القارة الأفريقية وتدريب الآلاف. وأعرب عن فخر مصر بدعم قرارات جمعية الصحة العالمية بشأن الأمراض النادرة وصحة الرئة المتكاملة. وأضاف أن مصر تشارك بفعالية في الشراكة من أجل استدامة ومرونة النظم الصحية في مختلف الدول وتدعم البنى التحتية الصحية الصديقة للبيئة والمبتكرة، بما في ذلك المستشفيات الخضراء والوحدات الطبية المتنقلة.