بعد تعهد قطر بضخ استثمارات ضخمة بمصر.. خبراء يوضحون خارطة الطريق لجذب الاستثمارات الخليجية

منذ 2 أيام
بعد تعهد قطر بضخ استثمارات ضخمة بمصر.. خبراء يوضحون خارطة الطريق لجذب الاستثمارات الخليجية

قدم خبراء اقتصاديون، في لقاء مع ايجي برس، خارطة طريق للحكومة لجذب الاستثمارات من دول الخليج. ويتضمن ذلك تقديم حزم وحوافز استثمارية تساهم في تحقيق هذا الهدف وتحقيق طموحات الحكومة. وفي الوقت نفسه، يتم تقديم ضمانات قوية لضمان قدرة المستثمرين على تحقيق الأرباح في السوق المصرية مقارنة بالأسواق المنافسة.

وتعهدت قطر باستثمار 7.5 مليار دولار في السوق المصرية خلال الفترة المقبلة، خلال جولة الرئيس الخليجية التي شملت قطر والكويت، لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري.

فهم تطلعات دول الخليج

قال الخبير الاقتصادي وائل النحاس إنه في ظل الأزمات العالمية الحالية فمن السابق لأوانه الحديث عن جذب الاستثمارات.

وأوضح أنه من المهم أولاً فهم عقلية وطموحات دول الخليج قبل محاولة جذب الاستثمارات منها، خاصة في ظل حالة عدم اليقين التي تسيطر حالياً على الأسواق العالمية وتدفع العديد من المستثمرين إلى سحب استثماراتهم خوفاً من الخسائر.

وأضاف النحاس: “عندما نتحدث عن دول مثل قطر والكويت، نرى أنها، رغم صغر مساحتها، تتمتع بطموحات استثمارية هائلة. إلا أن ضيق المساحة يُشكّل عائقًا، ولذلك يجب علينا صياغة خطابنا التفاوضي بما يُلبي احتياجاتها”.

على سبيل المثال، إذا أرادوا بناء مشاريع على الساحل، فيمكننا أن نجعل تلك المناطق متاحة لهم، بشرط أن تكون رؤيتنا موجهة من وجهة نظرهم وليس مبنية فقط على أولوياتنا.

وأضاف النحاس أن الدول الصغيرة ذات الاحتياطيات الكبيرة أصبحت أكثر عرضة للتقلبات الحادة في السوق لأن استثماراتها تعتمد على الشركات الصناعية الكبرى التي تصدر إلى الولايات المتحدة وتستورد منها. ونتيجة لذلك، أثرت السياسات الضريبية الجديدة، مثل تلك التي قدمها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، سلباً على ربحية وقيمة أسهم هذه الشركات.

وأكد النحاس أن قطاع الطاقة يجب أن يكون محوراً رئيسياً للمفاوضات مع المستثمرين الخليجيين، خاصة أنهم من كبار منتجي النفط والغاز. ومن ثم فإن تأمين الاستثمارات والشراكات في هذا القطاع أمر بالغ الأهمية لضمان تلبية احتياجاتنا في أوقات عدم الاستقرار.

مقترحات الحكومة

وأكد النحاس أهمية استكمال برنامج الطرح العام الأولي للحكومة، لكنه حذر من البيع الكامل لأصول الدولة، لأن ذلك يعني خسارة مصدر مهم من مصادر النقد الأجنبي المتولدة من صادرات هذه الشركات.

وقال إن “البيع عن طريق الشراكة هو الحل الأمثل” لأنه يسمح للدولة بالحصول على جزء من العائدات مع الاحتفاظ بحصة من الإدارة والأرباح. ودعا إلى إدخال سياسات تهدف إلى تعظيم الموارد والإيرادات بدلا من الاعتماد فقط على التخلص من الأصول.

ضمانات الربحية والسياسات المستقرة

وأكد الخبير الاقتصادي رشاد عبده أن الحوافز وحدها لا تكفي لجذب المستثمرين، خاصة مع جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي الحالية في دول الخليج بهدف جذب استثمارات جديدة.

وأكد أهمية توفير ضمانات قوية تضمن ربحية المستثمرين في السوق المصرية مقارنة بالأسواق المنافسة.

وأكد عبده أنه لا ينبغي التمييز ضد أي مستثمر، بل ينبغي تقديم حزمة حوافز متساوية لجميع المستثمرين، بشرط أن تكون لدينا الوسائل الفعلية لجعل ذلك ممكنا.

وأشار إلى أنه في حين نمنح امتيازات مثل “الرخصة الذهبية” لبعض المستثمرين، فإن هذه الامتيازات يجب أن تكون متاحة لجميع المستثمرين دون تمييز.

وأشار رشاد عبده إلى أن المستثمرين يبحثون دائماً عن السوق الذي يضمن أعلى عائد على الاستثمار، ولذلك فإن الأسواق ذات الربحية العالية هي الأكثر جاذبية. وأكد أن المشاريع الخاصة -على عكس المشاريع العامة التي تأخذ في الاعتبار الجوانب الاجتماعية- تهتم فقط بتحقيق الربح، وبالتالي فإن وجود ضمانات قوية في السوق يزيد من فرص جذب الاستثمار.

وشدد عبده على ضرورة وجود سياسات اقتصادية متسقة ومستقرة، قائلا: “يجب على البرلمان أن يوفر الضمانات القانونية والاستقرار التشريعي بدلا من الحوافز المؤقتة حتى لا تتغير السياسات من فترة لأخرى وتؤثر سلبا على المستثمرين الذين دخلوا السوق في فترات سابقة”.

وأضاف أن الحوافز الأكثر فعالية للمستثمرين تتمثل في توفير البنية التحتية المريحة – مثل توفير الأراضي الصناعية مع المرافق وبأسعار جيدة – والقضاء على الفساد والبيروقراطية. وتساءل: “إذا منحنا الرخصة الذهبية لبعض المستثمرين، فلماذا لا نوسع هذا الامتياز ليشمل الجميع؟”

وأكد أهمية البعد السياسي والإنساني في دعم الجانب الاقتصادي، مستشهداً بنتائج زيارة الرئيس السيسي إلى قطر والتي أسفرت عن استثمارات بقيمة 7.5 مليار دولار.

كما ساهمت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر في تعزيز التعاون الاستثماري بين البلدين. واختتم قائلاً: “إن هذه الأبعاد السياسية والإنسانية تساهم بشكل مباشر في خدمة الاقتصاد الوطني”.

اقرأ أيضاً:

أرباح الذهب تتجاوز 220 جنيهًا مصريًا للجرام في شهر واحد ما هي الأسباب؟

هل يتأثر برنامج الطرح العام الأولي الحكومي لعام 2025 في ظل اضطرابات السوق العالمية؟

ما هي القطاعات المحلية الأفضل للاستثمار في ظل تقلبات الأسواق العالمية؟


شارك