توقعات بقرار خفض تدريجي للفائدة.. كيف ينعكس ذلك على أداء البورصة؟

في ظل توقعات بحرب تجارية عالمية وارتفاع أسعار الوقود في مصر، تراقب الأسواق المالية عن كثب قرار البنك المركزي المصري بشأن أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب غدا الخميس.
يرى خبراء أسواق المال، الذين أجرى ايجي برس مقابلات معهم، أن خفض سعر الفائدة المحتمل من جانب البنك المركزي، سيكون له تأثير إيجابي على سوق الأسهم، ولو بشكل طفيف.
وينتظر مجتمع الأعمال قرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة غدا الخميس في اجتماعه الثاني في 2025، وسط تكهنات متزايدة حول خفض الفائدة.
في اجتماعه الأخير في فبراير/شباط، أبقى البنك المركزي أسعار الفائدة دون تغيير للشهر السابع على التوالي، لتصل إلى مستويات قياسية بلغت 27.25% للودائع و28.25% للقروض.
قام البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة آخر مرة منذ أربع سنوات، في نوفمبر/تشرين الثاني 2020. واعتبارًا من مارس/آذار 2022، رفع أسعار الفائدة مرة أخرى لمعالجة الضغوط التضخمية الناتجة عن تحرير سعر الصرف.
وانخفض معدل التضخم في مصر بشكل حاد في فبراير/شباط، ليصل إلى 12.8%، قبل أن يرتفع مرة أخرى إلى 13.6% على أساس سنوي في مارس/آذار.
ويستفيد سوق الأوراق المالية من هذا، ولكن بحذر.
وقالت خبيرة أسواق المال حنان رمسيس إن خفض أسعار الفائدة سيكون له تأثير إيجابي على سوق الأسهم المصرية، إذ سيقلل من تكاليف التمويل، وهو ما يفيد الشركات التي تعتمد على الاستدانة، وخاصة شركات العقارات والأغذية والمشروبات.
وأكدت أن خفض أسعار الفائدة من شأنه أن يفتح المجال أمام إمكانية تحويل الاستثمارات من شهادات البنوك إلى أدوات أخرى مثل سوق الأسهم. لكن هذا يتطلب خفض أسعار الفائدة بشكل قوي ومستمر لضمان تدفق فعلي للسيولة من البنوك إلى الأسواق.
وتوقع رمسيس أن يقوم البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة تدريجيا، على أن يبدأ بخفض بنسبة 1% في الاجتماع المقبل. ومع ذلك، كانت تتوقع في السابق خفضًا يصل إلى 2% في المرة الواحدة، مع إمكانية خفض إجمالي بنسبة 8% على مدار العام.
ما مدى تأثر القطاع المصرفي بسوق الأسهم؟
وفيما يتعلق بتأثير القرار على القطاع المصرفي، قال رمسيس: “في حين أن خفض أسعار الفائدة يؤثر سلبًا على عوائد الودائع، إلا أنه يحفز الإقراض، مما يعزز بدوره نمو القطاع المصرفي. ونتيجة لذلك، يستفيد القطاع المصرفي من ارتفاع أو انخفاض أسعار الفائدة”.
وأوضحت أن ارتفاع أسعار الوقود ساهم في تعديل التوقعات نحو خفض محدود، حيث كان له تأثير سلبي على معدلات التضخم. إن خفض أسعار الفائدة بشكل كبير قد يؤدي أيضاً إلى تدفق “الأموال الساخنة” إلى الخارج، وهو ما يفرض ضغوطاً على سعر الصرف واحتياطيات النقد الأجنبي، وهو ما لا تستهدفه الحكومة حالياً.
وبررت تصريحها قائلةً: “إن خفض أسعار الفائدة يعني انخفاض عائد سندات الدين. وقد يؤدي هذا إلى عزوف المستثمرين الأجانب عن الاستثمار في الدين الحكومي. وهو أمر تسعى الحكومة إلى تجنبه حفاظًا على استقرار السوق المالية”.
البورصة المصرية.. أداء مستقر رغم تقلبات أسعار الفائدة
قالت رشا محسوب، خبيرة أسواق المال، إن سوق الأسهم المصرية لن تتأثر بشكل كبير بتغييرات أسعار الفائدة. وأشارت إلى أنه إذا شهد عملاء البنوك انخفاضاً كبيراً في العائدات بنهاية العام الجاري، فقد يستثمرون في الذهب أو يشترون الدولار لأن هذه الأصول مستقرة القيمة وتقدم عوائد آمنة نسبياً.
وأوضح محسوب أن البنك المركزي المصري من جانبه سيأخذ في الاعتبار أهمية الحفاظ على الاحتياطيات الدولارية خاصة بعد الأزمة الاقتصادية الأخيرة، وهو ما قد يقلل من احتمالات خفض أسعار الفائدة بشكل كبير خلال الفترة المقبلة.
وأضاف محسوب أن تعزيز الاستثمار في البورصة لا يتوقف فقط على تحركات أسعار الفائدة، بل يتطلب قرارات أكثر جذرية، أبرزها إلغاء الضرائب في السوق المحلية، خاصة أن الأسواق العالمية والمجاورة لا تفرض ضرائب على تداول الأوراق المالية، ما يجعل بيئة الاستثمار في مصر أقل تنافسية.
وفيما يتعلق بتطورات السوق أشاد محسوب بجودة الشركات المدرجة في البورصة المصرية، مشيراً إلى أن غالبية الشركات سجلت معدلات نمو إيجابية خلال العام الماضي وفي الربع الأول من العام الجاري، وهو ما انعكس على توزيعات الأرباح على المساهمين وأثبت وجود شركات قوية وواعدة في السوق المحلية.
اقرأ أيضاً:
بعد تعهد قطر باستثمارات ضخمة في مصر.. خبراء يضعون خطة لجذب الاستثمارات من منطقة الخليج
أرباح الذهب تتجاوز 220 جنيهًا مصريًا للجرام في شهر واحد ما هي الأسباب؟
هل يتأثر برنامج الطرح العام الأولي الحكومي لعام 2025 في ظل اضطرابات السوق العالمية؟