ترسيم حدود سوريا ولبنان وعودة اللاجئين يتصدران مناقشات الشرع ونواف سلام

منذ 2 أيام
ترسيم حدود سوريا ولبنان وعودة اللاجئين يتصدران مناقشات الشرع ونواف سلام

بحث الرئيس السوري أحمد الشرع ورئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، اليوم الاثنين، ترسيم الحدود البرية والبحرية بين البلدين وعودة اللاجئين ومصير المفقودين والمعتقلين، بحسب بيان للحكومة اللبنانية.

وقال رئيس الوزراء اللبناني إن زيارته إلى سوريا فتحت “فصلا جديدا في العلاقات بين البلدين مبنيا على الاحترام المتبادل واستعادة الثقة وحسن الجوار واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”. واتفق البلدان على تشكيل لجنة وزارية تضم ممثلين عن وزارات الخارجية والدفاع والداخلية والعدل لمعالجة “جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك”، بحسب البيان.

استقبل الشرع اليوم الاثنين في قصر الشعب بدمشق رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام على رأس وفد ضم وزراء الدفاع والداخلية والخارجية. وبحسب موقع “الشرق الأوسط” الإخباري، فإن هذه الزيارة هي الأولى له منذ تشكيل الحكومة اللبنانية في فبراير/شباط الماضي.

“مراقبة الحدود”

وقال مكتب رئيس الوزراء اللبناني إن سلام تحدث مع الشرع والمسؤولين السوريين حول “ضبط الحدود والمعابر ومنع التهريب، وفي نهاية المطاف ترسيم الحدود البرية والبحرية”، في إشارة إلى “الاجتماع في جدة” حيث التقى وزيرا دفاع البلدين برعاية السعودية.

وأشارت الحكومة اللبنانية إلى أن “الجانبين أكدا على تعزيز التنسيق الأمني للحفاظ على استقرار البلدين”.

وتوجد على طول الحدود الممتدة بين لبنان وسوريا والتي يبلغ طولها 330 كيلومترا معابر حدودية غير شرعية، تُستخدم غالبا لتهريب الأشخاص والبضائع والأسلحة. واندلعت التوترات في منطقة الحدود خلال الشهر الماضي، مما أسفر عن سقوط ضحايا من الجانبين.

أعلن الجيش اللبناني أن مناطق لبنانية تعرضت لقصف ونيران من الأراضي السورية خلال الأيام الأخيرة في إطار العملية العسكرية التي تنفذها القوات السورية. تصاعدت حدة الوضع الأمني في المنطقة خلال الأيام الأخيرة.

وفي مارس/آذار من العام الماضي، وقع وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة ووزير الدفاع اللبناني ميشال منسى اتفاقية في اجتماع في المملكة العربية السعودية أكدا فيها على “الأهمية الاستراتيجية لترسيم الحدود بين البلدين، وإنشاء لجان قانونية ومتخصصة في عدد من المجالات، وتفعيل آليات التنسيق بين الجانبين لمواجهة التحديات الأمنية والعسكرية، وخاصة تلك التي قد تنشأ على حدودهما”.

عودة اللاجئين

وأضاف مكتب رئيس الوزراء اللبناني أنه “تم البحث في كيفية تسهيل العودة الآمنة والكريمة للاجئين إلى ديارهم بدعم من الأمم المتحدة والدول الصديقة”.

وأوضحت أن الوفد اللبناني “ناقش مصير المواطنين اللبنانيين المفقودين والمعتقلين في سوريا وطلب أيضاً مساعدة السلطات السورية في عدة قضايا قانونية وتسليم المطلوبين للقضاء اللبناني، وخاصة في ما يتصل بتفجيرات مسجدي التقوى والسلام وبعض الجرائم المزعومة ضد نظام الأسد”. وأشارت إلى أنه تم التطرق أيضاً إلى قضية المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية.

في عام 2013، وقع انفجاران في مسجدي التقوى والسلام في مدينة طرابلس اللبنانية. قُتل 49 شخصًا وأصيب نحو 800 آخرين. وفي إطار هذه القضية، صدرت في لبنان مذكرات توقيف غيابية بحق عدد من القادة الأمنيين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وبحسب تقديرات رسمية، يعيش في لبنان نحو 1.5 مليون لاجئ سوري، من بينهم 755,426 شخصاً مسجلين لدى الأمم المتحدة فروا خلال سنوات الصراع السوري.

قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إن آلاف اللاجئين السوريين من لبنان والدول المجاورة عادوا إلى بلادهم. مجالات التعاون، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام.

وقالت الحكومة اللبنانية إن زيارة سلام إلى سوريا تناولت قضايا اقتصادية، مشيرة إلى أن المحادثات تركزت على التعاون في مختلف المجالات وفتح طرق التجارة والترانزيت واستيراد النفط والغاز ومراعاة الطيران المدني.

وتابعت: “تناولت المحادثات أيضاً الاتفاقيات بين البلدين والتي يجب إعادة النظر فيها، ومن بينها المجلس الأعلى اللبناني السوري”.

وأعلنت الحكومة اللبنانية موافقتها على تشكيل لجنة وزارية تضم ممثلين عن وزارات الخارجية والدفاع والداخلية والعدل لدراسة كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك. ومن المقرر أن تقوم وزارات الاقتصاد والأشغال العامة والنقل والشؤون الاجتماعية والطاقة بإجراء تحقيقات إضافية.

وأكد مجلس الوزراء اللبناني على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا ورفع العقوبات عنها. وهذا من شأنه أن يسمح للاقتصاد السوري بالازدهار ويمهد الطريق للاستثمار وإعادة الإعمار. وسوف يستفيد لبنان أيضاً من هذا، وخاصة في ما يتصل بالجهود الرامية إلى إعادة اللاجئين، وتسهيل الصادرات البرية اللبنانية، واستيراد الطاقة.

وأشارت الحكومة اللبنانية إلى أن الزيارة “بدأت بلقاء موسع بين الوفدين السوري واللبناني، أعقبه غداء ولقاء خاص بين الرئيسين الشرع وسلام استمر أكثر من نصف ساعة”.

وأضافت أن دعوة وجهت إلى سلام الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني لزيارة لبنان.


شارك