مفتي الجمهورية يلتقي رئيس جامعة محمد بن زايد لبحث سبل التعاون المشترك

التقى فضيلة الأستاذ الدكتور نذير عياد، مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لهيئات ومؤسسات الإفتاء في العالم، مع فضيلة الأستاذ الدكتور خليفة الظاهري، رئيس جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، في لقاء مهم شكل محطة مهمة في تعزيز التعاون المشترك بين المؤسستين الدينيتين والعلميتين.
وأشاد مفتي الجمهورية خلال اللقاء بالجهود الدؤوبة التي تبذلها دار الإفتاء المصرية لتجديد الخطاب الديني وترسيخ مفاهيم التعايش والتعددية ومكافحة الفكر المتطرف. كما سلط الضوء على المبادرات الرائدة التي أطلقتها الأمانة العامة لهيئات ومؤسسات الإفتاء على مستوى العالم لدعم إصدار الفتاوى الواعية وتبادل الخبرات بين المفتين على المستويين الإقليمي والدولي.
جاء ذلك خلال مشاركته في المؤتمر الدولي “المواطنة والهوية وقيم التعايش” الذي عقد في عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة أبوظبي، بحضور نخبة من العلماء والمفكرين وقادة المؤسسات الدينية.
وأكد سماحة المفتي أن الفتاوى لم تعد شأناً محلياً فحسب، بل أصبحت ذات بعد إنساني يتطلب مقاربة شمولية تدمج العلوم الدينية مع العلوم الاجتماعية والإنسانية. وأشار إلى أن دار الإفتاء تسعى باستمرار إلى بناء جسور التواصل مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية المرموقة التي تشترك معها في الأهداف المتمثلة في خلق وعي عالمي قائم على السلام والرحمة والعدل.
من جانبه أشاد الدكتور خليفة الظاهري بمشاركة الدكتور نذير عياد في المؤتمر، مؤكداً أن حضوره يمثل قيمة مضافة كبيرة وركيزة أساسية لإنجاح المناقشات حول الهوية والمواطنة والتعايش.
وأشاد بالدور المركزي لدار الإفتاء المصرية باعتبارها المرجع الأهم في الفتاوى في العالم الإسلامي، وتتمتع بمصداقية كبيرة وامتداد مؤسسي عميق.
كما قدم الدكتور الظاهري عرضاً مفصلاً عن جهود جامعة محمد بن زايد في تعزيز البحث العلمي والدراسات التطبيقية المتخصصة في مجالات الفلسفة الإسلامية وعلم الاجتماع الديني ودراسات الحضارة، بالإضافة إلى المشاريع الثقافية والمبادرات العالمية التي تنفذها الجامعة لتعزيز قيم السلام والحوار.
وشهد الاجتماع تقارباً قوياً في رؤى الجانبين، توج بالاتفاق على حزمة من المبادرات والمشاريع الطموحة التي تعكس تطلعات المؤسستين لبناء تعاون مؤسسي عميق ومثمر.
ومن أهم الاتفاقيات التي تم التوصل إليها إعداد مؤتمر دولي مشترك لبحث العلاقة بين الفتاوى والعلوم الاجتماعية والإنسانية. ويهدف هذا المؤتمر إلى المساهمة في ربط التفسيرات الشرعية الإسلامية بالسياقات المعاصرة، وتعزيز التكامل بين المرجعية الدينية والمنظورات العلمية الحديثة.
واتفق الطرفان على عقد ندوة سنوية حول موضوع “فقه التعايش” بمناسبة إنشاء مركز الإمام الليث بن سعد لفقه التعايش. أن يكون منصة فكرية تعالج قضايا التعايش في ضوء الفقه الإسلامي وتجديد أدواته.
وفي إطار التعاون العلمي والتعليمي، تم الاتفاق على إطلاق سلسلة من المشاريع البحثية المشتركة في المجالات التي تتعلق فيها الفتاوى بالقضايا الاجتماعية والإنسانية. كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين دار الإفتاء المصرية وجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية. ومن المتوقع أن يتم التوقيع الرسمي خلال زيارة مقررة للدكتور خليفة الظاهري إلى مقر الدار في القاهرة. وتتضمن المذكرة إطارًا للتعاون البحثي وتبادل الخبرات وتنظيم الفعاليات العلمية المشتركة.
وتم الاتفاق على إعداد برامج تدريبية خاصة لتأهيل المفتين بإشراف خبراء من الجانبين. وتهدف هذه البرامج إلى تحسين مهارات المفتين ومواكبة التحديات الراهنة في مجتمعاتنا وزيادة فعالية الخطاب الفتوي على مستوى العالم.
وأعرب الطرفان عن سعادتهما بهذا اللقاء المثمر الذي يعكس عمق العلاقات بين جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، خاصة في المجالات الدينية والفكرية. كما أعربا عن عزمهما على إرساء تعاون مؤسسي دائم بين دار الإفتاء وجامعة محمد بن زايد لتحقيق أهداف السلام والاستقرار الاجتماعي.
وفي ختام اللقاء أكد الجانبان أن هذه الشراكات ستفتح آفاقاً جديدة للعمل المشترك على المستوى الدولي، وستسهم في تعزيز منظومة الإفتاء ومواصلة تطوير أدواتها لمواكبة التحديات الراهنة وخدمة المجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم.