حضور ضعيف للسيارات الكهربائية في السوق المحلية رغم انتشارها عالميا

الزيتون: مبيعات ضعيفة بسبب توقف استيراد المستعمل أبو المجد: مبيعاتها لا تتجاوز 3% من إجمالي السوق.
وعلى الرغم من الشعبية العالمية التي تحظى بها السيارات الكهربائية، إلا أن هناك مؤشرات قليلة على تباطؤ المبيعات في السوق المحلية. ويأتي ذلك في ظل التوجه نحو استخدام الطاقة النظيفة كبديل للوقود التقليدي لأسباب بيئية، بحسب اثنين من التجار تحدثا لـ«الشروق».
وبحسب تقرير صادر عن شركة الاستشارات برايس ووتر هاوس كوبرز، من المتوقع أن تنمو مبيعات السيارات الكهربائية العالمية بنسبة 14% لتصل إلى 10.4 مليون سيارة بحلول عام 2024. واستحوذت الصين على أكبر حصة من هذه المبيعات بواقع 6.7 مليون سيارة، تليها الولايات المتحدة بواقع 1.2 مليون سيارة.
وعلى النقيض من النمو العالمي لمبيعات السيارات الكهربائية، يؤكد العديد من الخبراء أن نمو المبيعات في السوق المصرية ضعيف رغم الإعفاء الجمركي.
قال منتصر زيتون، عضو رابطة تجار السيارات، إن مبيعات السيارات الكهربائية في مصر كانت مزدهرة قبل ست سنوات فقط. وكان السبب في ذلك هو سماح الحكومة باستيراد السيارات الكهربائية المستعملة، بشرط ألا يزيد عمرها على ثلاث سنوات. ومع ذلك، ومع التراجع عن هذا القرار في عام 2021، تراجعت مبيعات السيارات الكهربائية وباتت تمثل نحو 5% من إجمالي مبيعات السيارات.
في مايو 2021، أصدرت وزيرة التجارة والصناعة السابقة نيفين جامع قرارًا يقضي بالإفراج عن السيارات الكهربائية الحاصلة على تصاريح استيراد خلال سنة الصنع بنفس طريقة الإفراج عن السيارات التقليدية. كما ألغى القرار القرار الوزاري رقم 255 لسنة 2018، الذي كان يسمح باستيراد السيارات الكهربائية المستعملة بشرط ألا يكون قد مضى على تصنيعها أكثر من ثلاث سنوات عند تاريخ الشحن أو الملكية (باستثناء سنة الإنتاج).
وأضاف زيتون أن وقف استيراد السيارات الكهربائية المستعملة أدى إلى تراجع مبيعات السيارات الكهربائية في السوق المحلية، حيث يضطر المستهلكون إلى استيراد الطراز الأحدث، والذي يعتبره الكثيرون باهظ الثمن لمركبة لا تزال جديدة وفي مرحلة التجربة. علاوة على ذلك، ورغم حظر الاستيراد، لم تحقق الحكومة أي تقدم في الإنتاج المحلي لتقديم السيارات الكهربائية بسعر أقل من تلك المستوردة.
تعتزم وزارة القطاع الاقتصادي إطلاق سيارة كهربائية مصنعة بنسبة 50% من مكونات محلية في شركة النصر لصناعة السيارات التي تم إحياؤها مؤخرا. ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج منتصف العام الجاري، بحسب تصريحات وزير القطاع الاقتصادي العام محمد الشيمي.
وأشار زيتون إلى أن تراجع نمو مبيعات السيارات الكهربائية في مصر مرتبط أيضاً بضعف البنية التحتية ونقص محطات الشحن. وأشار إلى أن مصر تعتمد على بروتوكول الشحن الأوروبي، لكن السيارات الأكثر شيوعاً هناك هي تلك المصنوعة في الصين.
وقال عضو جمعية تجار السيارات أسامة أبو المجد إن مبيعات السيارات الكهربائية في السوق المحلية لا تشكل سوى ما بين واحد إلى ثلاثة في المائة من إجمالي المبيعات، وليس أكثر من ذلك.
وبحسب جمعية سوق السيارات (AMIC)، فإن إجمالي مبيعات سيارات الركاب سيصل إلى 81.400 سيارة في عام 2024، بزيادة قدرها 18% عن العام السابق.
وأشار أبو المجد إلى أن القرارات الحكومية، ومن بينها وقف استيراد السيارات المستعملة، أدت إلى تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية. وأوضح أن إطلاق السيارات الكهربائية المنتجة محليا لن يؤدي إلى زيادة المبيعات، حيث يرغب المستهلكون بشكل متزايد في شراء السيارات الكهربائية من الشركات المصنعة العالمية وليس المحلية.