بطرق احتيالية.. النيابة الإدارية تحيل مسئول في قسم الصوتيات والمرئيات بأكاديمية الفنون للمحاكمة التأديبية

باشرت النيابة العامة الإدارية إجراءات تأديبية ضد رئيس قسم السمعي البصري في أحد المعاهد التابعة لأكاديمية الفنون بوزارة الثقافة وضد أحد الباحثين في المعهد.
ويأتي ذلك على خلفية لجوء المتهم الأول إلى أساليب احتيالية لطلب واستلام مبالغ مالية – بالعملة الأجنبية – وهدايا عينية من باحثة مقيمة بالخارج مقابل إتمام إجراءات تسجيل أطروحتها للماجستير، رغم أن ذلك كان خارج نطاق عمله الأساسي ومجال عمله. ولتحقيق هذه الغاية، قام بإدخال مسمى وظيفي خاطئ على بطاقة هويته، كما ارتكب عدداً من المخالفات الأخرى. وقد وقع المتهم الثاني منفرداً على استمارة هوية المتهم الأول، مؤكداً بذلك أنه اطلع عليها وختمها بخاتم شعار الجمهورية، رغم أن البيانات المسجلة فيها غير دقيقة.
تلقت النيابة الإدارية للثقافة بلاغاً من رئيس أكاديمية الفنون بشأن شكوى ضد المتهم الأول مقدمة من باحث مقيم بالخارج ويواصل دراساته العليا (ماجستير) بالمعهد المذكور. وتزعم هذه الشكوى أنه استخدم أساليب احتيالية للحصول على أموال منها عن طريق إرسال تحويلات مالية لها من الخارج عبر شركة تحويل أموال أجنبية وعن طريق طلب وقبول واستلام هدايا عينية مقابل إكمال إجراءات تسجيلها الأكاديمي، مستغلاً بذلك لقبه المهني.
وخلال التحقيقات التي أجرتها ماجي أبو السعود، مدير النيابة العامة، بإشراف المستشار القانوني طلعت رشاد، مدير النيابة العامة، استمعت النيابة إلى شهادة الممثلة القانونية للمدعية، واطلعت على جميع التحويلات المالية التي أرسلتها إلى المتهم الأول عبر إحدى شركات تحويل الأموال الأجنبية. وتبين أن هناك تحويلات مالية بالعملة الأجنبية قام بها المشتكي نيابة عن المتهم وبعض أفراد أسرته. كما اطلعت النيابة العامة على عدد من الوثائق المتعلقة بموضوع الشكوى، والمحادثات النصية بين المشتكي والمتهم الأول، ونصوص جميع المحادثات الصوتية بينهما.
وتبين من التحقيقات أن المتهم الأول التقى بالمدعية عند تقديمها أوراق التحاقها بالدراسات العليا بالمعهد، ورغم قلة خبرته المهنية عرض عليها مساعدتها في استكمال الإجراءات الإدارية للتسجيل ودفع الرسوم الدراسية المقررة، وذلك بإرسال حوالات مالية لها – بالعملة المحلية والأجنبية – نيابة عنه عبر إحدى شركات تحويل الأموال. استغل كونها مهاجرة تعيش في الخارج، واحتال عليها دون إبداء أي سبب، ليدفع لها مبالغ مالية تفوق الرسوم الدراسية المطلوبة للتسجيل. بالإضافة إلى ذلك، طالب وحصل على مبالغ إضافية من المال – بالعملة الأجنبية – لإتمام الإجراءات المتعلقة بشهادتها الأكاديمية. وكان قد أقنعهم في وقت سابق بدفع هذه المبالغ إلى مكتب أبحاث خاص كان تحت إشراف أحد أعضاء هيئة التدريس في المعهد. وفي المقابل حصلت على خدمات بحثية تتعلق بإعداد رسالة الماجستير وجمع المواد البحثية العلمية. كما طلب وحصل على هدايا عينية متظاهرا بتقديمها لبعض موظفي المعهد مقابل القيام بالإجراءات. كما خدعها لإقناع أحد أعضاء هيئة التدريس في المعهد بالإشراف على أبحاثها من أجل الاستمرار في تلقي الأموال منها. كما ثبت أنه طالب بمبالغ إضافية من المال. – بالعملات الأجنبية – وتوريدها كمساعدات شخصية.
وخاطبت النيابة العامة إدارة الأحوال المدنية بوزارة الداخلية، وطلبت الاطلاع على النموذج الأصلي لإصدار بطاقة هوية المتهم الأول. وتلقت النيابة العامة رداً من إدارة البحث الجنائي بالقطاع، متضمناً النموذج الأصلي لبطاقة هوية المتهم الأول، والموضح عليه وظيفة “رئيس قسم الصوتيات والمرئيات بالمعهد”. وكان المتهم الثاني قد صدق على بياناته منفرداً، وأعلن دقة بياناته، ووضع ختم شعار الجمهورية للمعهد. وقد أدى ذلك إلى إصدار بطاقة هوية للمتهم الأول بهذا المسمى الوظيفي خلافاً للحقيقة، رغم أنه يعمل فنياً بقسم الصوتيات والمرئيات بالمعهد.
وقال المحامي محمد سمير، المتحدث باسم النيابة الإدارية، إنه بعد عرض نتائج التحقيقات على الدائرة الثانية للقضاء التأديبي بالقاهرة، اعتمد المحامي فوزي شحاتة، رئيس الدائرة، تقرير الاتهام الذي أعده المحامي حسام الطاهر، وأحال المتهمين إلى الإجراءات التأديبية.