اتجاه نزولي للتضخم.. المركزي يعلن أسباب خفض سعر الفائدة لأول مرة منذ 4 سنوات

قررت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري خلال اجتماعها اليوم الخميس، خفض سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر الفائدة الرئيسي بالبنك المركزي بواقع 2.25% إلى 25.00% و26.00% و25.50% على التوالي.
وقرر البنك المركزي المصري أيضا خفض سعر الإقراض والخصم بمقدار 225 نقطة أساس إلى 25.5%، بحسب بيان للبنك المركزي المصري.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2020، خفض البنك المركزي أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ أربع سنوات ونصف قبل أن ينتقل إلى زيادات أسعار الفائدة اعتبارا من مارس/آذار 2022.
الأسباب العالمية
ونتيجة لعدم اليقين بشأن آفاق النمو الاقتصادي والتضخم، تتبنى البنوك المركزية في بعض الاقتصادات المتقدمة والناشئة نهجا أكثر حذرا فيما يتصل بسياساتها النقدية المستقبلية. في حين ظل النمو الاقتصادي مستقرا إلى حد كبير.
ومن المرجح أن تؤدي التطورات الأخيرة في التجارة العالمية إلى خفض التوقعات بسبب المخاوف بشأن اضطرابات سلسلة التوريد وضعف الطلب العالمي.
وانخفضت أسعار النفط، على وجه الخصوص، بشكل كبير بسبب عوامل العرض وتوقعات انخفاض الطلب العالمي وسط حالة عدم اليقين المستمرة بشأن السياسة التجارية.
وفي الوقت نفسه، تخضع أسعار السلع الزراعية المهمة، وخاصة الحبوب، لتقلبات مرتبطة بالمناخ. ومع ذلك، يظل التضخم معرضا لمخاطر الارتفاع، بما في ذلك تصاعد التوترات الجيوسياسية واستمرار الاضطرابات في التجارة العالمية بسبب تزايد التدابير الحمائية.
الأسباب المحلية
وعلى المستوى المحلي، تشير المؤشرات الأولية للربع الأول من عام 2025 إلى أن النشاط الاقتصادي يتعافى بشكل مستدام للربع الرابع على التوالي. ومن المتوقع أن يتجاوز معدل النمو 4.3% في الربع الرابع من عام 2024.
ويعود نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في الربع الرابع من عام 2024 بشكل رئيسي إلى المساهمات الإيجابية من الصناعات التحويلية غير النفطية والتجارة والسياحة.
ومع ذلك، تشير تقديرات فجوة الناتج إلى أنه على الرغم من استمرار النمو، فإن النشاط الاقتصادي الفعلي سيظل أقل من طاقته القصوى في عام 2024. ومع ذلك، من المتوقع أن يصل النشاط الاقتصادي إلى طاقته القصوى بحلول نهاية السنة المالية 2025/2026. وبناء على ذلك، فإن تقديرات فجوة الناتج الحالية تدعم الاتجاه النزولي المتوقع للتضخم في الأمد القريب، حيث من المتوقع أن تظل الضغوط التضخمية على جانب الطلب محصورة في ظل التشديد الحالي للسياسة النقدية.
وفيما يتعلق بالتضخم السنوي، كان هناك انخفاض كبير في التضخم في الربع الأول من عام 2025، مما يعكس تأثيرًا أساسيًا إيجابيًا، والتأثير التراكمي للتشديد النقدي، وتلاشي تأثير الصدمات السابقة.
وعلى وجه الخصوص، انخفض معدل التضخم السنوي العام والأساسي إلى 13.6% و9.4% على التوالي في مارس/آذار 2025، ليصل إلى أدنى معدل للتضخم الأساسي في ما يقرب من ثلاث سنوات.
ويرجع انخفاض معدل التضخم السنوي العام بشكل رئيسي إلى انخفاض التضخم السنوي في أسعار الغذاء من 45.0% في مارس 2024 إلى 6.6% في مارس 2025.
كما أظهر التضخم السنوي باستثناء الغذاء تباطؤًا نسبيًا في اتجاهه النزولي، حيث انخفض من 25.7% في مارس/آذار 2024 إلى 18.9% في مارس/آذار 2025. ويعكس هذا الاستجابة المتأخرة للصدمات السابقة وتأثير تدابير ضبط الأوضاع المالية.
وعلاوة على ذلك، اقتربت اتجاهات التضخم الشهرية منذ بداية العام تدريجيا من نمطها الطبيعي التاريخي، مما يشير إلى تحسن توقعات التضخم.
وقد أدى الانخفاض الحاد المتوقع في معدل التضخم السنوي الرئيسي بنحو 9 نقاط مئوية في الربع الأول من عام 2025 إلى تشديد كبير في ظروف السياسة النقدية وتوفير مجال واسع لدورة التيسير النقدي.
علاوة على ذلك، من المتوقع أن يستمر التضخم في الانخفاض في عامي 2025 و2026، وإن كان بوتيرة أبطأ مما كان عليه في الربع الأول من عام 2025. ويرجع ذلك إلى تأثير تدابير ضبط الأوضاع المالية التي تم تنفيذها والمخطط لها لعام 2025، فضلاً عن الانخفاض الأبطأ في التضخم غير الغذائي.
ومع ذلك، تظل توقعات التضخم عرضة لمخاطر الارتفاع، حيث قد يتجاوز تأثير تدابير ضبط الأوضاع المالية العامة تأثيرها المتوقع، وهناك حالة من عدم اليقين بشأن تأثير الحرب التجارية المستمرة بين الصين والولايات المتحدة والتصعيد المحتمل للصراعات الجيوسياسية الإقليمية.
وعلى هذه الخلفية، ومع الأخذ في الاعتبار الظروف النقدية الحالية، ترى لجنة السياسة النقدية أن خفض سعر الفائدة الرئيسي للبنك المركزي بنسبة 2.25٪ مناسب من أجل الحفاظ على سياسة نقدية تيسيرية تهدف إلى تعزيز التوقعات ودعم الاتجاه النزولي المتوقع للتضخم.
وستواصل اللجنة إعادة تقييم قراراتها بشأن مدة وكثافة التشديد النقدي من اجتماع إلى آخر، مؤكدة أن هذه القرارات تستند إلى التوقعات والمخاطر القائمة والبيانات الجديدة.
وستواصل اللجنة مراقبة التطورات الاقتصادية والمالية عن كثب وتقييم تأثيرها المحتمل على المؤشرات الاقتصادية. ولن تتردد الحكومة في استخدام كل الأدوات المتاحة لتحقيق هدف استقرار الأسعار من خلال توجيه التضخم نحو هدفه البالغ 7% ± 2 نقطة مئوية في الربع الرابع من العام.