الحكومة والذهب والشهادات والعقارات.. الرابحون والخاسرون من قرار المركزي بخفض سعر الفائدة

منذ 1 يوم
الحكومة والذهب والشهادات والعقارات.. الرابحون والخاسرون من قرار المركزي بخفض سعر الفائدة

خفض البنك المركزي المصري، اليوم الخميس، أسعار الفائدة على الودائع والقروض بنسبة 2.25% لأول مرة منذ أربع سنوات ونصف، ليصل سعر الفائدة على الودائع والقروض إلى 25% و26% على التوالي.

إن خفض أسعار الفائدة – مثل أي قرار اقتصادي – له آثار إيجابية على بعض الأطراف المشاركة في القرار، ولكن له أيضًا آثار سلبية على الآخرين.

ويسلط ايجي برس الضوء على أكبر الرابحين والخاسرين من قرار البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة.

الفائز

المقترضين، وخاصة المستثمرين:

ومن المتوقع أن يؤدي قرار البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة إلى انخفاض أسعار الفائدة على القروض للأفراد والشركات على حد سواء. وهذا يجعل الأمر أقل تكلفة بالنسبة للأفراد للحصول على قروض لمشاريع الاستثمار. وهذا يجعل من الأرخص أيضًا للأفراد الحصول على قروض لشراء أشياء مختلفة بأسعار فائدة أقل.

وينتظر المستثمرون منذ فترة طويلة قرار البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة. ومنذ عودته إلى سعر الصرف المرن في مارس/آذار 2022، رفعته بنسبة 19% للسيطرة على التضخم، الذي تفاقم بسبب قوة الدولار وارتفاع أسعار النفط.

إن الحفاظ على أسعار الفائدة المرتفعة قد يثني المستثمرين عن الاستثمار في مشاريع جديدة بسبب ارتفاع تكاليف التمويل المصرفي وصعوبة نقل تكلفة الاقتراض المرتفعة إلى أسعار المنتجات، خاصة في ظل الأسعار وتكاليف الإنتاج المرتفعة بالفعل وانخفاض القدرة الشرائية.

– البنوك (في حالة إلغاء الشهادة)

تعد البنوك من بين أكبر المستفيدين من خفض أسعار الفائدة، وخاصة عندما يتم إلغاء أو خفض أسعار الفائدة على سندات الادخار ذات العائد المرتفع التي تصدرها للعملاء، مما يساعد على خفض تكاليف الفائدة التي تدفعها.

ومن المرجح أن تزيد طلبات القروض في أعقاب خفض أسعار الفائدة، مما سيؤدي إلى زيادة قيمة المبالغ المقترضة وبالتالي ارتفاع العوائد للبنوك. ويعوض هذا عن أسعار الفائدة المرتفعة التي كان يتعين على البنوك دفعها في السابق مقابل أحجام القروض الأصغر.

وتنتظر البنوك العاملة في السوق قرار البنك الأهلي المصري وبنك مصر، أكبر بنكين في البلاد، بشأن استمرار أو تعليق إصدار سندات الادخار بعائد 23.5% و27% على التوالي. وسوف يتضح هذا القرار خلال الأسبوع المقبل.

سمسار البورصة

هناك علاقة عكسية بين أسعار الفائدة واستثمارات الأوراق المالية في سوق الأوراق المالية. كلما انخفضت أسعار الفائدة على الودائع المصرفية، زاد الطلب على الاستثمارات في سوق الأوراق المالية لتحقيق عوائد أعلى من عوائد المودعين في البنوك.

وأعلنت الحكومة مؤخرا أنها ستطلق برنامجا لطرح عام برعاية الدولة في البورصة هذا العام. يهدف البرنامج إلى طرح أسهم عشر شركات من قطاعات مختلفة. ويهدف هذا إلى تحفيز التداول في البورصة وجلب رؤوس أموال جديدة إلى السوق المالية.

– تجار الذهب والعقارات

ومن المتوقع أن يواصل قطاعا الذهب والعقارات الاستفادة من الأموال التي قد تتدفق خارج البنوك عقب انتهاء أجل شهادات الادخار ذات العائد 27% التي أصدرها بنك مصر والبنك الأهلي المصري في إطار تحرير سعر الصرف.

وفي نهاية هذه الشهادة، من المتوقع أن يتم سحب جزء من هذه الأموال واستثمارها في قطاعات أخرى، بما في ذلك العقارات والذهب.

ويتوقع محللون عقاريون بعض التعافي في القطاع العقاري خلال العام الجاري، مدفوعاً بانخفاض أسعار الفائدة وزيادة المشاريع العقارية، وخاصة تلك التي يتم تنفيذها بالشراكة مع الحكومة. وبالإضافة إلى ذلك، هناك التطوير الجاري لبعض المدن الجديدة، وعلى وجه الخصوص العاصمة الإدارية الجديدة.

-الحكومة

وتتأثر العائدات على أذون الخزانة والسندات التي تصدرها الحكومة لتغطية عجز الموازنة إلى حد كبير بتقلبات أسعار الفائدة التي يفرضها البنك المركزي. ولذلك، فمن المتوقع أن ينعكس انخفاض أسعار الفائدة على انخفاض أسعار سندات وأذون الخزانة.

وتساعد العوائد المنخفضة على هذه الأدوات على خفض تكلفة الدين على الحكومة، مما ينعكس إيجاباً على مستوى عجز الموازنة والدين العام.

العاطلين عن العمل

وبما أنه من المتوقع أن ترتفع أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة نتيجة خفض أسعار الإقراض، فإن المستثمرين سيركزون بشكل متزايد على القيام باستثمارات جديدة، سواء في مشاريع جديدة أو في توسعة المشاريع القائمة. ومع مرور الوقت، سيساعد هذا على خلق فرص عمل جديدة، وخفض معدل البطالة، وتقليل عدد العاطلين عن العمل.

الخاسر

إدراج

ويعد المدخرون من بين الأكثر تأثرا بخفض أسعار الفائدة من جانب البنك المركزي، خاصة مع إمكانية إصدار شهادات عالية العائد، سواء بعائد 27% لمدة عام أو بعائد سنوي 21% لمدة ثلاث سنوات.

-المستثمرون في الأوراق المالية الدين

إذا أثرت تخفيضات أسعار الفائدة التي أجراها البنك المركزي على العائدات على سندات وأذون الخزانة التي تصدرها الحكومة، فإن أرباح المستثمرين الأجانب والمحليين في هذه الأدوات سوف تنخفض. وقد يمثل هذا بداية نهاية حقبة ما بعد القروض ذات العائدات المرتفعة مع تحول البنك المركزي في سياسته نحو التيسير النقدي وخفض أسعار الفائدة.

ومع ذلك، فحتى بعد التخفيض الأخير، من المرجح أن تظل العائدات على السندات الحكومية والسندات السيادية من بين الأكثر جاذبية بين كل البلدان. لكنهم يواجهون خطر قيام الدول الصناعية برفع أسعار الفائدة في الفترة المقبلة، في الوقت الذي تستكمل فيه مصر خفض أسعار الفائدة.


شارك