هل التهنئة برأس السنة الهجرية الجديدة بدعة؟.. دار الإفتاء تجيب‎

منذ 4 شهور
هل التهنئة برأس السنة الهجرية الجديدة بدعة؟.. دار الإفتاء تجيب‎

يحتفل المسلمون غدا الأحد برأس السنة الهجرية 1446. وبحسب التقويم الهجري، تبدأ السنة الهجرية كل عام في شهر محرم الحرام، وتتكون من 12 شهرا، أي 354 يوما تقريبا.

• ولكن هل التهنئة بالعام الهجري الجديد بدعة؟

ردت دار الإفتاء المصرية على هذا السؤال بالقول إن الادعاء بأن أول العام ليس عطلة وبالتالي لا تصح التهنئة به باطل. ولما كانت التهنئة لا تقتصر على الأعياد، فإنها تجوز أيضًا عند حلول النعمة، وتنفيذ الانتقام. وقد أثبت المحامون أنه من المستحسن تهنئتهم بقدوم السنوات والأشهر.

وأكدت أن الهجرة حدث كبير في تاريخ الأمة الإسلامية ويستحق أن يكون بداية التقويم الإسلامي. لما تمثله من معنى سامي وسامي.

وتابعت: “الزعم بأن أول العام ليس عيدا وبالتالي لا يجوز التهنئة به يدحضه أن التهنئة لا تقتصر على الأعياد، بل تجوز عند حلول البركات”. ويسود الانتقام، ولا يخفى على أحد أنه في بداية العام يعطى كل إنسان تجديد نعمة الحياة ثم يتكرر في بداية العام: “إنه عيد بمعناه”.

وأضافت: “وأهل اللغة يسمون كل ما يعود عيدا – كما قال الإمام الأزهري في “تهذيب اللغة” (٣/ ٨٤- ٨٥، ط دار إحياء التراث العربي). وغيرهم من أهل اللغة -: كل يوم صلة واشتقاقه من العود؛ إنها العودة أو عادة التعود عليها. قال ابن الأعرابي: يعود في كل عام بفرح جديد. وقال ابن الأنباري: “العيد هو الحزن والشوق الذي اعتاده”.

وقد تبين أن الفقهاء قرروا استحباب التهنئة بقدوم الأعوام والأشهر، قال ذلك شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي في إسنا المطلب (1/ 283 ط دار المطلب). الكتاب الإسلامي): [(فائدة) قال القمولي: لم أر أحدا من أصحابنا يقول شيئا في التهنئة بالعيد والأعوام والشهور، ولكن نقل الحافظ عن المنذري الحافظ. فأجاب الحافظ المقدسي: “”وما زال الناس فيه مختلفين، والذي أرى أنه حلال وليس فيه سنة ولا بدعة.” انتهى] اهـ، وقال العلامة ابن حجر الهيتمي الشافعي وفي “تحفة المحتاج” (3/ 56 ط المكتبة التجارية الكبرى): [ويسن أن يهنئ الإنسان بالعيد وما أشبهه من أيام السنة والشهر بالمصافحة المؤكدة] اهـ.

قال العلامة القليوبي في تعليقه على “شرح المحلة على المنهاج” (1/359 ط دار الفكر): [(فائدة)، التهنئة بالأعياد والشهور والأعوام، قال ابن حجر: ويستحب ويحث عليه بطلب السجود على البركة وقطع كعب صاحبيه وتهنئة أبا طلحة] اهـ.

وأضافت دار الإفتاء قول العلامة سليمان الجمل في “الحوطية على شرح المحج” (2/105 ط دار الفكر): [وجملة البرماوي: “وهنيئا لك”.” الأعياد والشهور والأعوام مستحبة، ويستحب ذلك بطلب الشكر عند النعمة، وبالنظر إلى قصة كعب وصاحبيه على أنها من الخير له. يتوب عندما فاتته غزوة تبوك وأن يهنئه أبو طلحة، فيكون الجواب على ذلك مثل: “تقبل الله منك”، و”تقبلك الله لأمثال يحييه”، و”سعيد”. ” السنة الجديدة.”

جاء في حاشية العلامة اللبدي الحنبلي في “تحقيق المقاصد شرح دليل الطالب” (1/ 99 ط دار البشائر) ما يلي: [قوله: “ولا بأس في قوله وغيره. : أي أما التهنئة بالعيدين والأعوام والشهور كما اعتاد الناس فلم أر فيهما أحدا من أصحابنا، وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وعلى آله أن يبشر أصحابه بقدوم رمضان. قال بعض أهل العلم: هذا الحديث أصل تهنئة الناس بعضهم بعضًا بشهر رمضان، وكذلك المسلمون يهنئون بعضهم بعضًا بأوقات الخير وأوقات الطاعات.] اهـ.

وختمت الفتوى: “وعليه فإن التهنئة بالعام الهجري الجديد جائزة شرعا، إذ لا تقتصر التهنئة على الأعياد، بل تجوز عند حدوث البركات ودفع النقمة، كما يهنئ المسلمون بعضهم بعضا”. هذه مواسم الخيرات وأوقات الطاعات، ولا يخفى أن في أول العام تجدد لبركات الحياة”.


شارك