توقعات بانتعاش أداء البورصة بعد خفض المركزي سعر الفائدة

يرى خبراء أسواق المال الذين تحدثوا لموقع ايجي برس أن قرار البنك المركزي بخفض سعر الفائدة الرئيسي بنسبة 2.25% سيكون له تأثير إيجابي على سوق الأسهم. ويرجع ذلك إلى أنه سيساهم في عودة بعض السيولة المالية، كما أن انخفاض عائد القروض سيشجع الشركات على الاقتراض لتوسيع استثماراتها. وهذا يزيد من ربحيتهم.
قالت رانيا يعقوب الرئيس التنفيذي لشركة ثري واي للأوراق المالية إن قرار البنك المركزي بخفض سعر الفائدة الرئيسي بنسبة 2.25% سيكون له تأثير إيجابي على سوق الأسهم. ومن شأن هذا أن يساعد على إعادة بعض السيولة إلى الاقتصاد ككل، في حين سيتم إعادة استثمار جزء آخر في سوق الأسهم بحثاً عن عوائد أعلى، خاصة في ظل التوقعات بأن البنوك المملوكة للدولة ستخفض أسعار الفائدة على الودائع بالعملة المحلية في الساعات المقبلة.
وأوضحت أن نسبة الانخفاض جاءت متوافقة مع توقعاتها. ورغم إلغاء دعم الوقود، كانت الحكومة تتوقع انخفاض أسعار الفائدة بنحو 2 إلى 3%. ومع ذلك، فقد انخفضت معدلات التضخم بأقل من المتوقع، وبالتالي لا يزال هناك عائد حقيقي بين سعر الفائدة ومعدل التضخم. وهو ما ساعد البنك المركزي على اتخاذ قرار خفض أسعار الفائدة.
وانخفض معدل التضخم في مصر بشكل حاد في فبراير/شباط، ليصل إلى 12.8% مقارنة بـ24% في يناير/كانون الثاني. لكن في مارس/آذار ارتفع مجددا إلى 13.6% على أساس سنوي.
وأشار يعقوب إلى أن توقعات خفض أسعار الفائدة لم تكن مرتبطة بشكل مباشر ببيع أذون وسندات الخزانة في الأسابيع الأخيرة، بل بسبب تراجع الأسواق العالمية بسبب حالة عدم اليقين، خاصة بعد إعلان الإدارة الأميركية عن رسوم جمركية جديدة.
وأضافت أن المستثمرين الأجانب باعوا مراكزهم المربحة في الدين المصري لتعويض خسائرهم في أسواق أخرى، رغم تحقيق عوائد جيدة العام الماضي.
وأضافت أن هناك مؤشرات على عودة مشتريات الأجانب من أدوات الدين منتصف الأسبوع الجاري، وهو ما أكدته تصريحات رؤساء عدد من البنوك المملوكة للدولة، مثل البنك الأهلي المصري.
وأكد يعقوب أن هذا العائد سيتعزز بفضل التوقعات بخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر. ويظل هذا الأمر يجعل العائد الحقيقي على الأوراق المالية في مصر جذاباً للمستثمرين الأجانب. بررت تصريحها قائلةً: “يُقدَّر سعر الفائدة الحقيقي حاليًا بـ ١٢٪. ويُحسب على أنه الفرق بين سعر الفائدة الحالي ومعدل التضخم السنوي المُعلن عنه للشهر الماضي”.
قالت رشا محسوب، المدير العام لشركة سفير الدولية لتداول الأوراق المالية، إن قرار البنك المركزي المصري بخفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 225 نقطة أساس، يعد خطوة مهمة سيكون لها تأثير مباشر على الأسواق المالية.
وأوضحت أن هذا التخفيض يعني تخفيض تكلفة الائتمان، لافتة إلى أن أسعار الفائدة على القروض التي كانت سابقاً عند 28.25% ستنخفض إلى نحو 26%، بغض النظر عن كونها قروضاً شخصية أو عقارية أو سيارات.
الزيادة المتوقعة في الاستهلاك
وأضاف محسب أن انخفاض أسعار الفائدة سيشجع الناس على الاقتراض، ما سيؤدي إلى زيادة معدلات الاستهلاك خلال الفترة المقبلة بسبب توفر التمويل بعوائد أقل. وهذا من شأنه تشجيع الناس على إنفاق الأموال على شراء السلع والخدمات.
وأكد محسوب أن هذا التغيير سيكون له تأثير إيجابي على أداء الشركات، خاصة المدرجة في البورصة، إذ أن زيادة الاستهلاك ستعزز مبيعاتها، وهو ما قد يسهم بدوره في تحسن نسبي في الاقتصاد الخاص وزيادة معدلات التوظيف ولو بشكل محدود.
وتابعت: “نظرًا لتزايد الطلب على القدرة الشرائية، من الطبيعي أن تتوسع الشركات. وهذا سيشجعها على الاقتراض بتكاليف أقل لتوسيع خطوط إنتاجها”.
وفيما يتعلق بتأثير القرار على الأسعار، قال محساب: “من المرجح أن يؤدي انخفاض تكاليف الائتمان إلى خفض تكاليف الإنتاج، مما قد يُسهم في استقرار الأسعار أو حتى انخفاضها. وإذا لم تنخفض الأسعار، فيجب على الأقل وقف ارتفاعها”.
وأشارت إلى أنه من المتوقع أن يتجه عدد من المواطنين إلى سحب أموالهم من شهادات الادخار المصرفية والاستثمار في أدوات استثمارية مثل الذهب أو الأسهم أو صناديق الاستثمار، خاصة مع استمرار ارتفاع أسعار الذهب محلياً والتي قد ترتفع أكثر بعد خفض الفائدة بالإضافة إلى تأثير الأسواق العالمية.
ورغم هذا التحول، أكد محساب أن سندات الادخار المصرفية تظل خياراً آمناً لمن يبحث عن دخل منتظم، حتى لو تراجع العائد المتوقع نتيجة خفض سعر الفائدة.