انطلاق اجتماع مجلس الوزراء العرب المعنيين بشؤون الأرصاد الجوية والمناخ

بدأت للتو أعمال الدورة الرابعة لمجلس الوزراء العرب للأرصاد الجوية والشؤون المناخية. حضر اللقاء سعادة الدكتور سعيد محمد علي نائب وزير البيئة وتغير المناخ بالصومال ورئيس الدورة الثالثة لمجلس الوزراء العرب للأرصاد الجوية والشؤون المناخية، وسعادة السفير علي بن إبراهيم المالكي نائب الأمين العام رئيس القطاع الاقتصادي بجامعة الدول العربية، وسعادة الدكتور سلمان صدام البهادلي مدير عام الأرصاد الجوية والرصد الزلزالي رئيس الخدمات العربية للأرصاد الجوية بمقر الأمانة العامة.
من جانبه قال الدكتور سلمان صدام البهادلي مدير عام الانواء الجوية ان اختيار العراق رئيسا للدورة الرابعة يضع على عاتقه مسؤولية كبيرة تجاه اشقائه العرب. وأشاد بدور الصومال كرئيس للدورة الثالثة، وكذلك دور مصر كدولة مستضيفة للدورة الثالثة.
وأضاف البهادلي في كلمته: “نسعى إلى دراسة مشتركة لمواجهة التغيرات المناخية التي تهدد دولنا العربية وتوحيد المناهج الدراسية في المرحلة الجامعية”.
من جانبه قال الدكتور علي بن إبراهيم المالكي نائب الأمين العام رئيس القطاع الاقتصادي إن أعمال الدورة (الرابعة) لمجلس الوزراء العرب للأرصاد الجوية والشؤون المناخية تأتي في وقت تعاني فيه المنطقة من أضرار بيئية كبيرة بسبب تغير المناخ والظواهر الجوية التي بدأت تهدد أمننا الغذائي والمائي وكذلك استقرار اقتصاداتنا ومجتمعاتنا.
وأضاف: “يتعين علينا معالجة هذه التحديات من خلال تنسيق الجهود الوطنية لتطوير النظام الجوي وتحسين التعاون الإقليمي”.
وأشاد بجهود المجلس في صياغة موقف عربي موحد في المحافل الدولية المعنية بالمناخ، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن المجلس هو مجلس وزراء حديث الإنشاء تحت رعاية الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، فإنه يواجه العديد من المهام والمسؤوليات الهامة، بما في ذلك الاستثمار في بناء القدرات، وتعزيز البحث العلمي في مجال الأرصاد الجوية، وتبادل الخبرات والمعرفة بين الدول الأعضاء. وسيساعد ذلك على تحسين توقعات الطقس، وتقليل آثار الكوارث الطبيعية، وتعزيز قدرة مجتمعاتنا على التكيف والصمود مع الظواهر المناخية التي تواجه منطقتنا العربية.
من جانبه أكد الدكتور عبدالله أحمد المندوس رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن مناقشات اليومين الماضيين أكدت الأهمية الحاسمة للعمل المشترك في مواجهة تحديات الطقس والمناخ التي تواجه منطقتنا العربية. ويتعلق هذا على وجه الخصوص بالاتجاه المتسارع نحو ارتفاع درجات الحرارة فوق المتوسط العالمي، مما يؤدي إلى زيادة وتيرة الأحداث الجوية المتطرفة ونقص حاد في المياه يهدد اقتصاداتنا.
وأشار في كلمته إلى أن تقارير الأمم المتحدة تظهر بوضوح أن منطقتنا تكبدت خسائر اقتصادية تقدر بنحو 60 مليار دولار خلال نصف القرن الماضي بسبب الجفاف والزلازل والفيضانات، بالإضافة إلى خسائر كبيرة في الأرواح. وفي العالم العربي أيضاً تضاعف عدد سكان المناطق الحضرية أربع مرات، ومن المتوقع أن يتضاعف مرة أخرى في العقود المقبلة، مما يفرض ضغوطاً هائلة على البنية الأساسية والموارد.
وأكد أن إعداد خطة استراتيجية شاملة للمنطقة العربية والمتابعة الفعالة لتنفيذها يشكل أهمية قصوى لمنطقتنا العربية. وبينما تبدأ المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في تطوير خطتها الاستراتيجية للفترة 2028-2031، أشار أيضاً إلى أن لدينا فرصة ذهبية لدمج التحديات الفريدة والاحتياجات الأكثر إلحاحاً في المنطقة العربية في خطة المنظمة. وأكد أن هذه لحظة حاسمة بالنسبة للمنطقة العربية لضمان أن أولوياتنا في مجال الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا ليس فقط مسموعة بل ومتكاملة فعليا في الخطط الاستراتيجية والتشغيلية الشاملة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
أشاد السفير عماد الدين مصطفى عدوي سفير السودان لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية بجهود المجلس وآلياته ممثلة في الأمانة الفنية واللجنة الدائمة للأرصاد الجوية لتعزيز مساهمات القطاع في العمل العربي المشترك ولفت الأنظار العربية إلى المشاريع والمبادرات.
وشدد على ضرورة ضمان حصول الدول العربية على نصيبها من الدعم والمساعدة، على سبيل المثال من خلال التركيز على المرافق الأرصاد الجوية، وطرق التنبؤ، والظروف المناخية، وأنظمة الإنذار المبكر. وأكد أن المنطقة العربية وتطلعات شعوبها لم تعد تحتمل إهدار الفرص أو الإمكانات التي يمكن أن تسهم في تحسين البيئة وأداء المنظومة المناخية العربية المؤسسية. وبهذه الطريقة يمكن من جهة تحقيق التطلعات العربية ومن جهة أخرى مواكبة المجتمع الدولي ومساواته والاستفادة من كل الفرص المتاحة.