رأس السنة الهجرية.. ما حكم تبادل التهنئة بقدوم العام الهجري الجديد؟
يحتفل المسلمون غدا الأحد برأس السنة الهجرية 1446. ووفقا للتقويم الهجري، تبدأ السنة الهجرية كل عام في شهر محرم الحرام، وتتكون من 12 شهرا قمريا، أي ما يعادل 354 يوما تقريبا.
ولكن ما حكم تبادل التهاني ببداية العام الهجري الجديد؟
وردت دار الإفتاء المصرية على هذا السؤال بالقول إن تبادل التهنئة ببداية العام الهجري الجديد من الأمور المستحبة شرعا. لأنها تذكرنا بأيام الله ونشكر الله على تجدد النعم التي تتجدد مع تجديد الأيام وانتشارها بين الناس.
عند التهنئة بالعام الهجري الجديد، هناك العديد من المعاني التي يجوز التهنئة بها شرعًا؛ مثلا:
– اتباع الأمر القرآني بتذكر أيام الله عز وجل وما فيها من بركات ودروس وآيات؛ قال تعالى: “وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ” [إبراهيم: 5]، والهجرة يوم عظيم من أيام الله عز وجل، ينبغي على جميع الناس أن يتذكروها ويفرحوا بها. لأن الهجرة كانت البداية الحقيقية لإدخال قوانين العدالة الاجتماعية والمساواة بين الناس وإدخال مبدأ المواطنة بين أبناء أمة مختلفة المعتقدات والتعايش والسلام ونبذ العنف.
– ذكرى نصر الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم أثناء الهجرة على المشركين بمكة، وذلك بتسهيل انتقاله إلى المدينة المنورة ليدعو الله هناك ويحميه. من أذى المشركين، وهكذا انتقل من مرحلة الدعوة إلى مرحلة الدولة التي كانت سبباً في نصرة الإسلام وسيادته. قال الله تعالى: “وإن لم تردوا نصره فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا إذ هم في الغار إذ يقول لصاحبه لا تندبه معنا”. ” [التوبة: 40]، وذكر أن التهنئة لا تكون إلا بما يدخل السرور على قلب مسلم، وأنه لا يصنع معنا في يوم نصر الله عز وجل ما يسر مسلما. ، لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
– رأس السنة الهجرية هي بداية عام جديد، وتجديد الأيام وانتشارها بين الناس من النعم التي توجب شكرها؛ لأن الحياة من نعم الله عز وجل على الإنسان، ومرور السنين وتجددها شهادة على هذه النعمة، والتهنئة مأمور بها عند حصول النعم.
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنكم تدرون ما هل حق الجار؟ إذا استعانك ساعدته، وإذا استقرض منك أقرضته، وإذا افتقر عدت إليه، وتحضر عدته، وإذا مات تابعتك عنده. جنازته. وإذا حدث له خير، وإذا أصابته مصيبة أعزيه. رواه الخراطي في “مكارم الأخلاق”. الطبراني في “المعجم الكبير” و”مسند الشاميين” والبيهقي في “شعب الإيمان”.
وقد صنف جماعة من العلماء استحباب التهنئة بقدوم البركات، منهم الحافظ ابن حجر العسقلاني في “جزء في التهنئة بالأعياد”، والحافظ الجلال السيوطي في “وصول التمنيات مع”. “. أصول التهنئة” والعلامة الزرقاني في “رسالة في التهنئة والتعزية والصلح بين الناس”.
ومتى اجتمعت التهنئة بالأوقات والمناسبات السعيدة مع طلب عموم الخير واستمراره والبركة على الأحوال والأوقات، فهو أكثر استحباباً وأجدر وأجدر بربط أواصر المودة بين المسلمين.
وعليه يستحب تبادل التهاني مع بداية العام الهجري. إذ إن التهنئة بهذا ذكرى هجرة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم رضي الله عنهم، وبما يحمله الشرع من معنى سامٍ وتعاليم نافعة يدعونا إليها الشرع أن نتذكرها. من الله وما فيها من العبر والبركات، فهي بداية عام جديد وتجديد أعوام لأشخاص يستحقون التهنئة. الله وحده يعلم ذلك.