تجار: خفض الفائدة البنكية يدعم الطلب على الذهب ويرفع الأسعار

منذ 19 ساعات
تجار: خفض الفائدة البنكية يدعم الطلب على الذهب ويرفع الأسعار

ويتوقع العديد من تجار الذهب زيادة الطلب على المعدن الأصفر خلال الفترة المقبلة، بسبب خفض البنك المركزي المصري لأسعار الفائدة. وهذا من شأنه أن يشجع المستثمرين على النظر إلى الذهب باعتباره ملاذاً آمناً للحفاظ على قيمة أموالهم، وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة.

قرر البنك المركزي المصري، مساء أمس الخميس، خفض سعر الفائدة الرئيسي بنسبة 2.25 بالمئة. وهذا يعني أن سعر الفائدة على الإقراض هو 26 بالمائة وسعر الفائدة على الودائع هو 25 بالمائة. وهذا هو أول خفض لأسعار الفائدة منذ نوفمبر 2020. ويعكس هذا الخفض تحسناً نسبياً في معدلات التضخم، ويأتي استجابة للوضع الاقتصادي الحالي.

توقع سعيد إمبابي، الرئيس التنفيذي لمنصة تداول الذهب عبر الإنترنت “آي ساجا”، أن يشهد سوق الذهب موجة جديدة من ارتفاع الأسعار خلال الفترة المقبلة. ويرجع ذلك إلى زيادة الطلب على المعدن، وخاصة بسبب خفض أسعار الفائدة، فضلاً عن الضغوط العالمية المستمرة على الأسواق.

وأضاف مبابي أن خفض أسعار الفائدة من شأنه أن يقلل من جاذبية شهادات الادخار طويلة الأجل، وهو ما سيدفع شريحة كبيرة من المدخرين إلى تحويل أموالهم إلى الذهب كملاذ آمن، خاصة في ظل الارتفاع المستمر لأسعار السوق العالمية.

وأوضح مبابي أن المستثمرين عادة ما يبحثون عن أدوات بديلة للحفاظ على قيمة أموالهم مع خفض أسعار الفائدة، خاصة في ظل التضخم الحالي، وهو ما يجعل الذهب أحد أهم الأهداف الاستثمارية في هذه الأوقات. وبالتالي فإن الطلب على المعدن الأصفر يتزايد، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، خاصة وأننا لا نزال غير قادرين على استيراد الذهب. ومن المتوقع أن يؤدي هذا إلى زيادة الضغوط على الذهب المتوفر محلياً، مما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار اعتماداً على قوة الطلب.

وارتفع معدل التضخم السنوي إلى 13.6% في مارس/آذار، مقارنة مع 12.8% في فبراير/شباط، في حين انخفض التضخم الأساسي إلى 9.4%. وأشار إلى أن السوق المحلية شهدت بالفعل ارتفاعاً كبيراً في الطلب على الذهب، خاصة بعد قرار خفض أسعار الفائدة. وأشار إلى أن السوق شهد منذ عيد الفطر وحتى الآن انتعاشاً في الطلب مقارنة ببداية شهر رمضان.

وتابع: “نظرًا لارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية، فإن شراء الذهب حاليًا ينطوي على مخاطر عالية، لا سيما في ظل سياسات ترامب المتراخية، التي تُسيطر على سعر الذهب العالمي وتؤثر على الأسعار المحلية. ومع ذلك، يشهد الذهب عمومًا اتجاهًا صعوديًا، وإذا استمرت السياسات الحالية، فقد يصل سعره إلى 5000 جنيه مصري للجرام من الذهب عيار 21 قيراطًا قبل نهاية العام”.

من جانبه، قال نادي نجيب، أمين شعبة الذهب الأسبق، إنه بعد قرار خفض أسعار الفائدة ارتفع سعر المعدن الأصفر محليا بنحو 10 جنيهات ليصل إلى 4770 جنيها.

وتوقع نجيب ارتفاع سعر الذهب نتيجة بيع بعض الشهادات والتوجه نحو الاستثمار في الذهب كملاذ آمن. وسيؤدي هذا إلى ارتفاع السعر إلى 5000 جنيه مصري خلال شهر واحد.

وأوضح لطفي منيب نائب رئيس قطاع الذهب، أن قرار البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة من شأنه أن يدفع أسعار الذهب للارتفاع نتيجة زيادة الطلب على المعدن الأصفر كبديل ادخاري واستثماري عن شهادات البنوك. لكن الوضع مختلف الآن حيث أن سعر الذهب مرتفع بالفعل بسبب التوترات الجيوسياسية والحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة. إذا جرت مفاوضات بين البلدين وتم التوصل إلى حل، فمن المحتمل أن ينخفض سعر الذهب بشكل حاد في جميع أنحاء العالم.

تترقب البنوك العاملة في السوق المحلية، عودة أعياد الفصح وشم النسيم، الثلاثاء المقبل، لمراجعة مستقبل أسعار الفائدة على منتجات الادخار والقروض، بعد قرار البنك المركزي المصري خفض أسعار الفائدة.

وينتظر السوق أيضا تأثير قرار البنك المركزي بشأن عوائد أذون وسندات الخزانة الحكومية ومدى تأثير هذا الخفض على الطلب الأجنبي على هذه الأدوات.

وأكد البنك المركزي المصري في بيانه أمس أنه لن يتردد في استخدام كل الأدوات المتاحة لتحقيق استقرار الأسعار من خلال توجيه التضخم نحو هدفه البالغ 7% ± 2 نقطة مئوية في الربع الرابع من عام 2026.

وقالت لجنة السياسة النقدية في بيان للبنك المركزي إن حالة عدم اليقين بشأن آفاق النمو الاقتصادي والتضخم في جميع أنحاء العالم دفعت البنوك المركزية في بعض الاقتصادات المتقدمة والناشئة إلى تبني نهج حذر تجاه السياسة النقدية المستقبلية.


شارك