تناول الدواء بين قبل الأكل وبعده: متى ولماذا؟.. ونصائح طبية تضمن فاعليته وتجنب مخاطره

عندما ينتهي الطبيب من فحص مريضه ويستعد لكتابة الوصفة الطبية، يطرح السؤال التقليدي: “هل يجب أن أتناول الدواء قبل الأكل أم بعده؟” السؤال مهم، ولكن لا ينبغي أن يقتصر على ربط تأثير الدواء بوقت الطعام فقط، بل يجب أن يتعدى ذلك إلى السؤال عن كيفية عمل الدواء وهل هناك ما يمنع المريض من تناوله، مثل وجود أي نوع من الحساسية أو ظروف من شأنها أن تضعف أو تزيد من تأثيره! الدواء: مركب كيميائي على شكل أقراص أو حقن أو كريمات يتم امتصاصه إلى مجرى الدم وتركيزه في العضو المصاب للقضاء على سبب المرض وبالتالي أعراضه. ويدخل في نهاية المطاف إلى عملية التمثيل الغذائي ويتم إخراجه من الجسم عن طريق الكبد أو الكلى.
إن العلاقة بين الأدوية والغذاء ترتبط في كثير من الأحيان بالأدوية التي يتناولها الإنسان على شكل أقراص أو كبسولات. وتبدأ رحلتها في المعدة بعد ابتلاعها مع الماء، مما يجعلها أسهل في البلع. ثم يتم امتصاصها بعد ذوبانها في العصارة المعدية وتدخل إلى الأمعاء حيث يتم نقلها مع الدم إلى الكبد ومن ثم إلى القلب الذي يضخها مع الدم إلى جميع أعضاء وأنسجة الجسم.
ويبقى السؤال: لماذا قبل الأكل أم بعده؟ إما على معدة فارغة – ساعة قبل الأكل أو ساعتين بعده – أو على معدة ممتلئة، أي تناوله أثناء الأكل أو بعده مباشرة. إن تناول الدواء على معدة فارغة يسمح بامتصاص مثالي وسريع من المعدة والأمعاء. ومع ذلك، إذا تمت النصيحة بتناول الدواء على معدة ممتلئة، فهذا يعني أنه يذوب ببطء ويتم امتصاصه ببطء.
إن الالتزام بمواعيد تناول الطعام أمر مهم، ولكن هناك أيضًا بعض المؤشرات التي تدعم وتساعد عمل الدواء. لقد حاولنا تجميع بعض منها لك:
< اشرب القهوة، وليس الشاي، مباشرة بعد الغداء. يمنع التانين الموجود في الشاي امتصاص الحديد في الأمعاء، بينما يساعد الكافيين على منع الخمول بعد تناول الطعام.
< إذا كنت بحاجة إلى تناول أدوية لتخفيف الدم، فلا تأكل السبانخ أو القرنبيط أو البطاطس أو البيض الصغير، لأنها تحتوي على فيتامين ك، الذي يساعد على تخثر الدم.
< يجب تجنب المضادات الحيوية التي تحتوي على التتراسيكلين، وكذلك منتجات الألبان، لأن محتواها العالي من الكالسيوم يعيق امتصاص المادة الفعالة وبالتالي يقلل من فعاليتها بشكل كبير.
< تسبب مدرات البول فقدان كمية كبيرة من البوتاسيوم عن طريق البول، لذلك يجب تعويض ذلك إما بالبوتاسيوم نفسه على شكل مشروب أو بالأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل الموز والبرتقال والطماطم.
أما بالنسبة لمدرّات البول التي تمنع الكلى من إخراج الكالسيوم والبوتاسيوم والمنجنيز، فيجب الحذر من تناول الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من هذه المواد لتجنب اضطرابات نظم القلب المرتبطة بارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم.
يعتبر الجريب فروت من الفواكه القيمة لأنه غني بالألياف والفيتامينات، ومنخفض السعرات الحرارية وغني بالماء. لذلك، وعلى الرغم من الشعور بالشبع بعد تناولها، فهي دائمًا على رأس قائمة الأنظمة الغذائية منخفضة السعرات الحرارية.
ويحتوي أيضًا على كميات متفاوتة من الكالسيوم والفوسفور والبوتاسيوم وبعض الزنك وكميات كبيرة من فيتامين سي. إلا أنه يتداخل مع عمل بعض الأدوية لأنه يمنع تكسيرها في الكبد، مما يؤدي إلى تراكم الدواء في الدم بجرعات متزايدة، وقد يكون له عواقب وخيمة. لذلك ينصح بتناوله أو شرب عصيره قبل أربع ساعات على الأقل من تناول أدوية ضغط الدم، ومدرات البول، وأدوية خفض الكوليسترول، ومسكنات الألم مثل الإيبوبروفين، والفولتارين، والفيلدين، والأسبرين.
< إذا كنت بحاجة إلى تناول دواء معين كل يوم، تأكد من معرفة أفضل وقت لتناوله وتأكد من تناوله في نفس الوقت كل يوم دون تغييره. إذا نسيت ذلك يومًا ما، فاشطبه من حساباتك ولا تحاول اللحاق به. تأكد من تناوله في الوقت المناسب في اليوم التالي.
< أفضل وقت لتناول الأسبرين يومياً لمرضى القلب وضغط الدم هو عند غروب الشمس كل يوم. وإلى يومنا هذا لا أحد يعرف سبب هذه الملاحظة المعروفة جيداً لدى أطباء القلب… أو البادرة الرومانسية تجاه مرضاه!