رئيس المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء لـ الشروق: التخوفات من ارتفاع قيمة البناء الأخضر ستتلاشى خلال السنوات المقبلة

د. محمود مسعود: دليل مواد البناء الصديقة للبيئة سيصدر خلال ستة أشهر وأمر رئيس الوزراء بتعديل فقرة في قانون البناء الموحد تتضمن حوافز للمطورين العقاريين. وترتفع تكاليف البناء الأخضر بنسبة تتراوح بين 8 إلى 10% مقارنة بأسعار المباني التقليدية. لا توجد ثقافة البناء البيئي في مصر. إن الاتجاه نحو البناء الصديق للبيئة ليس ترفا، بل هو قضية مهمة لمعالجة مشاكل المناخ.
قال الدكتور محمد مسعود رئيس المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء، إن المخاوف بشأن ارتفاع تكاليف البناء الأخضر مقارنة بالبناء التقليدي سوف تتضاءل خلال السنوات المقبلة. وأوضح أنه يتم حالياً إعداد دليل يتضمن مواد البناء المستخدمة في العمارة الخضراء وسيتم نشره خلال ستة أشهر إلى جانب دليل البناء الأخضر الذي صدر مؤخراً.
وأضاف مسعود في حواره مع الشروق أن المركز يركز على العمارة الخضراء منذ عام 2008، تماشياً مع متطلبات الدولة للتحضر الأخضر. وأشار إلى أن المركز وضع كافة المواصفات والمعايير اللازمة لتحويل المجتمع المصري إلى مدينة حضارية عالية الجودة في مجالات الإسكان والبناء.
عن نص الحوار:
ما هي المباني الخضراء؟
تتميز المباني الخضراء بأنها صديقة للبيئة وتتميز بكفاءة عالية في استخدام الموارد طوال دورة حياتها. وقد بدأت معظم البلدان بالفعل في تنفيذ مفاهيم البناء الصديقة للبيئة، وسوف تقوم بلدان أخرى بالمثل قريبًا. تشكل المباني الخضراء مستقبل البناء، وقد زاد الاهتمام بالمنازل المستدامة بشكل كبير بين العديد من الأفراد والمستثمرين.
برأيك ما أهمية المباني الصديقة للبيئة اليوم وفي المستقبل؟
لمكافحة تغير المناخ ووقف الدمار البيئي، أصبحت الممارسات المعمارية المستدامة والخضراء ضرورية اليوم وفي المستقبل. وفي ضوء تحديات المناخ العالمية، يمكن اعتبارها أيضًا مبانٍ سكنية مرنة لأنها تظهر كفاءة عالية في استخدام الموارد طوال دورة حياتها وتستخدم الموارد الطبيعية المحيطة بها في بنائها وتشغيلها.
ما هو الدور الذي يلعبه مركز أبحاث الإسكان والبناء في دعم استراتيجية البناء الأخضر؟
ولعب المركز دوراً فعالاً ومحورياً في تطوير استراتيجية البناء الأخضر الجديدة التي قدمها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر بالقاهرة وتحديد أهدافها، وهو ما يمثل إنجازاً كبيراً للدولة في الفترة الحالية.
في أي مراحل يتعامل مركز أبحاث الإسكان والبناء مع فكرة البناء الأخضر؟
منذ عام 2008، يلتزم المركز بتعزيز البناء الصديق للبيئة بما يتماشى مع متطلبات البلاد للتوسع الحضري الأخضر. وضع المركز كافة المواصفات والمعايير لتحويل المجتمع المصري إلى مجتمع متحضر نوعي.
هل يشعر مطورو العقارات بالقلق بشأن التكاليف المرتفعة للبناء الأخضر؟
وأصدر المركز دليلاً للبناء الأخضر وحرص على أن يكون متاحاً لجميع المواطنين وليس فقط لمطوري العقارات. وسيساعد هذا على رفع مستوى الوعي العام بمفهوم التنمية الحضرية، وستختفي المخاوف القائمة بشأن ارتفاع تكاليف البناء الأخضر مقارنة بالبناء التقليدي في السنوات القادمة.
ما الجديد في معايير البناء الأخضر؟
وبالإضافة إلى الدليل الحالي، سيتم نشر دليل يغطي المواد الخضراء المستخدمة في المباني الخضراء خلال ستة أشهر.
ما هي المعايير الأكثر أهمية في دليل البناء الأخضر الجديد؟
زيادة سمك الجدران الخارجية لتوفير الراحة الحرارية في الوحدات السكنية وتقليل استخدام تكييف الهواء في الصيف والشتاء. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي استخدام مواد البناء الصديقة للبيئة لتقليل انبعاثات الكربون أثناء الإنتاج وبعد الاستخدام.
ويتم أيضًا استخدام الأجهزة الرقمية لإعادة تدوير المياه من خلال معالجة المياه الرمادية وإعادة استخدامها لري المساحات الخضراء في المدينة حول المباني الخضراء بدلاً من تركها تتدفق في نظام الصرف الصحي.
بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام وحدات الطاقة الشمسية على واجهات المباني لتوليد الطاقة النظيفة بدلاً من الكهرباء التقليدية من الوقود الأحفوري.
هل المباني الصديقة للبيئة مكلفة مثل المباني التقليدية؟
بالطبع لا. وتبلغ تكاليف البناء الصديق للبيئة أعلى بنسبة تتراوح بين 8 إلى 10% من تكاليف المباني التقليدية. ومع ذلك، فإنها سوف تنخفض بشكل كبير مع مرور الوقت، وربما تصل إلى نفس التكاليف مرة أخرى في المستقبل.
ما هي المزايا التي تقدمها العمارة الخضراء مقارنة بالعمارة التقليدية؟
توفر العمارة الخضراء فوائد بيئية واجتماعية واقتصادية عديدة. تنشأ الفوائد البيئية للهندسة المعمارية الخضراء من استخدام الموارد البيولوجية أو القابلة لإعادة التدوير أو المتجددة في تصميمها. بالإضافة إلى ذلك، يعتمد على استخدام الطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ويزيد من كفاءة الطاقة والمياه، وينفذ تدابير عزل الصوت التي تقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الضارة بالمناخ.
ماذا عن المزايا الاجتماعية؟
وتكمن فائدة هذه التقنيات في تحسين البيئة ونوعية الحياة من خلال تحسين صحة ورفاهية الأشخاص في المنطقة المحيطة. ويرجع السبب في ذلك إلى استخدام تقنيات العزل الصوتي والحراري، فضلاً عن تحسين الإضاءة وإدارة الطاقة.
وماذا عن الفوائد الاقتصادية؟
تتضمن الفوائد الاقتصادية للهندسة المعمارية الخضراء انخفاض تكاليف التشغيل والصيانة طوال فترة عمرها. وتستمر تكاليف صيانة المباني التقليدية حتى بعد اكتمال بنائها، مما يتطلب نفقات مستمرة للصيانة والتشغيل وحتى الهدم.
هل يعني هذا أن العمارة الخضراء لا تحتاج إلى صيانة مقارنة بالمباني التقليدية؟
بالطبع لا. وتتطلب المباني الصديقة للبيئة أيضًا الصيانة أو التجديد، ولكن بدرجة أقل من المباني التقليدية. ولذلك فإن الاستثمار في المباني الخضراء أكثر ربحية بنحو عشرة أضعاف من الاستثمار في المباني التقليدية.
ما هي الشهادات المستخدمة لتقييم المباني الخضراء؟
أصدر المركز نظام تصنيف الهرم الأخضر (GPRS) للمباني الخضراء، والذي يشكل الأساس لتقييم وإصدار شهادة لتحديد ما إذا كان المبنى يلبي متطلبات النظام الأخضر.