بلبن وكرم الشام وكنافة وبسبوسة.. زلزال الإغلاق يضرب سلاسل محال الحلوى الشهيرة في مصر

منذ 24 ساعات
بلبن وكرم الشام وكنافة وبسبوسة.. زلزال الإغلاق يضرب سلاسل محال الحلوى الشهيرة في مصر

بكتيريا ممرضة وألوان محظورة تؤدي لإغلاق محلات “البلبان” و”كرم الشام” و”الوحمي” و”الكنافة والبسبوسة”.

 

من المفاجئ بالنسبة للمستهلكين المصريين أن السلطات أغلقت عدداً من سلاسل محلات الحلويات والسلع الغذائية الأكثر شهرة في مصر في الأيام الأخيرة. ومن أشهرها البلبان، وكرم الشام، والوحمي، بالإضافة إلى الكنافة والبسبوسة. وقد رصدوا في وقت سابق مخالفات خطيرة تهدد صحة المواطنين.

 

بداية القصة: حملات مكثفة لسلامة الغذاء

بدأت القصة عندما كثفت الهيئة الوطنية لسلامة الغذاء حملاتها التفتيشية على المتاجر الكبرى والمطاعم للتأكد من الاشتراطات الصحية وسلامة المنتجات المتداولة في الأسواق. وفي مطلع أبريل/نيسان الماضي، استهدفت فرق التفتيش عدداً من سلاسل البيع بالتجزئة في القاهرة والجيزة وعدد من المحافظات الأخرى، استجابة لشكاوى عديدة من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكانت النتائج صادمة، إذ تم ضبط مخالفات عديدة في بعض المحلات، تراوحت بين عدم الالتزام باللوائح الصحية وبيع منتجات منتهية الصلاحية واستخدام ألوان صناعية غير مرخصة. كما تم اكتشاف البكتيريا المسببة للأمراض في بعض العينات التي تم فحصها في المختبر.

فروع بالبان مغلقة بالكامل: 25 ألف موظف معرضون للخطر

وجاءت الضربة الأكبر لشركة بالبان عندما أعلنت الشركة إغلاق جميع متاجرها في جميع أنحاء البلاد. وكانت الجهات المختصة قد قررت في وقت سابق إغلاق عدد من فروعها بعد اكتشاف مخالفات جسيمة. وفي بيان رسمي مؤثر، ناشدت إدارة السلسلة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل. وأشارت إلى أنه نتيجة لهذا القرار تم تسريح أكثر من 25 ألف موظف، مما يعرض مستقبل آلاف الأسر التي تعتمد على هذه الوظائف للخطر.

وقالت الشركة في بيانها: “نثق بالدولة وقراراتها، وندعم دور الجهات الرقابية. ومع ذلك، نحثها على مراعاة وضع العمال الأبرياء الذين تضرروا من الإغلاق، مع البقاء على أهبة الاستعداد لتصحيح الوضع والالتزام بجميع الاشتراطات الصحية المفروضة”.

كرم الشام، الكنافة، البسبوسة والوحمي… والقائمة تطول.

ولم تقتصر الحملة على بلبان، بل امتدت إلى سلاسل أخرى معروفة مثل كرم الشام، ووحيمي، وكنافة، وبسبوسة، حيث خضعت فروعها أيضاً لجولات تفتيشية مفاجئة كشفت عن مخالفات صحية مماثلة. وفي بعض الحالات، تمت مصادرة أغذية غير صالحة للاستخدام وتخزين المنتجات في ظروف ضارة بالبيئة.

وأعلنت بعض هذه السلاسل إغلاق عدد من متاجرها “كإجراء احترازي” إلى حين تصحيح أوضاعها والالتزام الكامل بتعليمات الجهات الرقابية. وأصدر آخرون بيانات زعموا فيها أن الحادث كان “حملة منهجية ضد العلامات التجارية الناجحة”، وهو ادعاء نفته إدارة سلامة الغذاء بشكل قاطع.

بيان رسمي من هيئة سلامة الغذاء: صحة المواطن تأتي في المقام الأول.

وفي أول بيان رسمي لها بشأن القضية، أكدت الهيئة القومية لسلامة الغذاء أن الأمر ليس حملة عشوائية، بل هو “إجراء قانوني لحماية المستهلك المصري من أخطر أشكال الإهمال الغذائي”. وأضافت أن “الفحوصات أثبتت وجود بكتيريا مثل الإشريكية القولونية في بعض المنتجات، بالإضافة إلى استخدام ألوان صناعية غير معتمدة دوليا”.

وأكدت الهيئة أن الإغلاق جاء وفقا للقانون بعد أن تم منحها المهلة اللازمة لتصحيح الوضع. كما تم التأكيد على أن لكل مؤسسة الحق في استئناف عملها بعد استيفاء الشروط اللازمة وإزالة أسباب المخالفة.

ردود فعل متباينة على وسائل التواصل الاجتماعي

وأثارت الأزمة جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي. وتختلف الآراء: فمنهم من يؤيد تشديد الرقابة وملاحقة المخالفين (بغض النظر عن أسمائهم)، ومنهم من يتعاطف مع محنة العمال الذين فقدوا مصدر دخلهم فجأة، ومنهم من يدعو إلى فترة سماح لتعديل الوضع بدلا من الإغلاق الكامل.

وأشار بعض المراقبين إلى أن الأزمة كشفت عن “ثغرات كبيرة” في نظام مراقبة الأغذية، ودعوا إلى الرصد الاستباقي بدلاً من السيطرة على الأضرار بأثر رجعي.

القطاع الخاص بين مطرقة الرقابة وسندان التشغيل

وتعكس هذه القضية تحدياً كبيراً يواجه القطاع الخاص في مصر، وهو التوفيق بين توسيع الأعمال والالتزام الكامل بالمعايير الصحية والبيئية. وسلطت جمعيات الأعمال الضوء على هذا الأمر ودعت إلى توسيع الحوار بين الحكومة وأصحاب سلسلة الأغذية لإنشاء آليات الدعم وتنظيم الظروف دون تعريض صحة المستهلك للخطر.

مصير غير مؤكد ومستقبل غير واضح

حتى الآن، تظل جميع الخيارات مفتوحة في الأزمة: تظل بعض السلاسل المتضررة صامتة، وقد أكدت الجهات التنظيمية أنها ستواصل اتخاذ إجراءات صارمة ضد أي مؤسسات غذائية تنتهك القواعد. ورغم مناشدات الشركات والتأكيدات الرسمية، يظل المواطن هو المتضرر الأكبر، وينتظر قرارات قد تعيد التوازن إلى سوق الأغذية الجاهزة في مصر خلال الأيام المقبلة.


شارك