طلب إحاطة حول التداعيات السلبية لقرار وزير التعليم بشأن تهميش مواد اللغات الأجنبية الثانية في الثانوي العام

منذ 14 ساعات
طلب إحاطة حول التداعيات السلبية لقرار وزير التعليم بشأن تهميش مواد اللغات الأجنبية الثانية في الثانوي العام

تقدمت النائبة ميرال جلال الهريدي بطلب إحاطة لرئيس مجلس الوزراء ووزير التربية والتعليم والتدريب الفني بشأن الأثر السلبي لقرار وزير التربية والتعليم والتدريب الفني بتهميش مواد اللغة الأجنبية الثانية في المرحلة الثانوية وعدم ضمها للصف العام.

وأوضح الحريدي خلال طلب الاستعلام أن القرار شكل صدمة حقيقية لأولياء الأمور والطلبة والمعلمين وأحدث بلبلة كبيرة داخل الوسط التربوي. ويؤدي هذا القرار إلى تهميش مواد اللغة الأجنبية الثانية في التعليم الثانوي العام وعدم إدراجها في الدرجات الإجمالية للمرحلة الثانوية. ويحمل هذا القرار عواقب سلبية خطيرة على مستقبل طلبتنا في الجامعات، وعلى جودة المخرجات التعليمية، وعلى حقوق ومكانة أساتذة هذه المواد. “يتطلب مهارات ثنائية اللغة.”

وأكد عضو مجلس النواب أن اللغة الأجنبية الثانية ليست ترفا معرفيا، بل عنصر أساسي في تنمية الشخصية المعرفية والثقافية للطالب وأداة فعالة لتأهيله لسوق العمل المحلي والدولي وتمكينه من الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي والتخصصات العليا التي تشترط إجادة اللغة المزدوجة، سواء للدراسات العليا في مصر أو في حال رغبته في السفر للخارج للدراسة أو العمل. ولعل تجربة الدول الأوروبية والآسيوية الرائدة تؤكد أن الدول التي شهدت طفرة تعليمية واقتصادية هي التي ركزت مبكراً على تعليم عدة لغات ولم تكتف بلغة واحدة، لأن التنوع اللغوي يفتح آفاقاً للتنافس والابتكار ويعطي الأفراد فرصاً أوسع للتفاعل مع الحضارات المختلفة.

وأشارت إلى أن خطورة القرار الوزاري في هذا الصدد تتفاقم لأنه اتخذ دون أي حوار حقيقي مع المجتمع ودون دراسة شاملة لتأثيره النفسي والتربوي على التلاميذ أو حتى مراجعة الإطار القانوني أو التربوي المرتبط به. تقرر سحب صفة اللغة الأجنبية الثانية كمادة إضافية للمجموع الكلي، رغم أنها إلزامية للطلبة. وهذا يتناقض مع الفلسفة التربوية التي تقيم أداء الطالب بناء على المتطلبات الفعلية للمنهج. في الواقع، يشكل القرار انتهاكاً لمبدأ تكافؤ الفرص، حيث يمنح الطالب الذي يبذل جهداً في اللغة الثانية نفس العلامات التي يمنحها للطالب الذي يهمل تلك اللغة تماماً. وهذا يضعف قيمة العمل الجاد والانضباط، ويساهم في ترسيخ ثقافة الغش والاقتصار على الحد الأدنى.

وأشار النائب إلى أن تهميش مادة اللغة الأجنبية الثانية لا يؤثر على الطلبة فقط بل يمتد إلى المنظومة التعليمية بأكملها. وتشمل هذه العوامل المعلمين الذين سقطوا فجأة من قائمة الأولويات، ومديري المدارس الذين بدأوا في تقليص عدد الدورات المقدمة، والأسر التي لم تعد ترى أي جدوى في إنفاق المال على الدروس الخصوصية في المدرسة أو الدعم في المنزل.

وأشارت إلى أنه بحسب شكاوى موثقة من معلمي هذه اللغات، فإنهم أجبروا على تقليص مناهجهم أو تم استبعادهم تدريجيا من التدريس في تخصصاتهم. كما تم نقل بعضهم إلى وظائف غير متخصصة داخل المدرسة، وهو ما يشكل انتهاكاً واضحاً لمبدأ تكافؤ الفرص الوظيفية والأنظمة التي تحمي حق المعلمين في ممارسة مهنتهم وفقاً لخبراتهم ومؤهلاتهم.

قالت النائبة ميرال الهريدي إن قرار الوزارة يتعارض مع التزامات مصر الدولية في مجالات التعليم والتعاون الثقافي. هناك بروتوكولات واتفاقيات بين وزارة التربية والتعليم وسفارات ومؤسسات ثقافية لدول مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، تنص على دعم هذه الدول لتدريس لغاتها في المدارس المصرية. وتتضمن هذه الاتفاقيات توفير منح لتدريب المعلمين، وتوفير المناهج الحديثة، وتوفير الكتب المعتمدة. وأكدت أن سحب الدعم عن هذه اللغات من شأنه أن يضع مصر في موقف محرج أمام شركائها، ويقوض الثقة والالتزام المتبادلين، بل وقد يؤدي إلى تعطيل أو توقف بعض جوانب التعاون. علاوة على ذلك، فإن هذا يشير إلى انهيار تدريجي لنظام التعدد اللغوي في النظام التعليمي المصري، مما سيؤدي إلى ظهور جيل ذي مهارات لغوية محدودة، وغير قادر على تلبية متطلبات السوق العالمية، وغير قادر على التفاعل مع مختلف سبل العلم والمعرفة. وعلى المستوى الجامعي، سيؤدي هذا القرار إلى فجوة كبيرة في عدد الطلاب المتقدمين إلى المؤسسات التي تشترط لغة أجنبية ثانية، مثل اللغات والأدب والإعلام والعلاقات الدولية والدراسات الأوروبية وغيرها.

ودعا الحريدي إلى اجتماع عاجل لمناقشة هذا القرار، واستجواب وزير التربية والتعليم والتدريب الفني حول الأسس العلمية التي استند إليها، ومناقشة خطط الوزارة لمعالجة الآثار السلبية على الطلبة والمعلمين. كما أطالب بالتراجع الفوري عن هذا القرار وإعادة تدريس اللغة الأجنبية الثانية كمادة إلزامية، على أن تدرج درجاتها في درجة الآبيتور.


شارك