ردا على قرار مماثل.. فرنسا تستدعي سفيرها في الجزائر

أعلنت باريس، الثلاثاء، طرد اثني عشر دبلوماسيا جزائريا واستدعاء سفيرها لدى الجزائر. وكان هذا رد البلاد على قرارها طرد اثني عشر موظفا قنصليا فرنسيا.
ووصف المكتب الرئاسي الفرنسي في بيان قرار الجزائر طرد اثني عشر موظفا فرنسيا بأنه “ظالم وغير مفهوم”.
وحمّل البيان الحكومة الجزائرية مسؤولية تدهور العلاقات بين البلدين، وذكر أن قرار طرد الموظفين الفرنسيين سيتم اتخاذه رداً على ذلك.
وأضاف البيان أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استدعى أيضا سفير بلاده لدى الجزائر ستيفان روماتيه “للتشاور” في هذا الشأن.
ودعا البيان السلطات الجزائرية والرئيس عبد المجيد تبون إلى الحوار، وأكد أن “استئناف الحوار هو في مصلحة البلدين”.
استدعت الجزائر السفير الفرنسي ستيفان روماتيه، السبت، وأعربت له عن احتجاجها الشديد على اعتقال واحتجاز أحد موظفي قنصليتها مؤقتا في إطار تحقيق قضائي في تورطه المزعوم في اختطاف زعيم المعارضة الجزائرية.
وتمثل هذه التطورات انتكاسة بعد الانفراج في العلاقات بين البلدين. أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، يوم 6 أبريل/نيسان، استئناف كافة آليات التعاون بين بلاده والجزائر بعد أشهر من التوترات بين البلدين.
وجاء الإعلان عقب لقاء بارو في الجزائر مع الرئيس عبد المجيد تبون ومحادثاته مع وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف.
وكانت زيارة بارو هي الأولى لمسؤول فرنسي إلى الجزائر بعد انقطاع دام أكثر من ثمانية أشهر. ومن ثم تنشأ أزمة خطيرة للغاية بين البلدين.
في يوليو/تموز 2024، سحبت الجزائر سفيرها من باريس بعد أن وافقت باريس على اقتراح الحكم الذاتي لحل النزاع في منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو.
ويدور نزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو حول السيادة على الصحراء الغربية منذ عقود. في حين تقترح الرباط حكما ذاتيا واسع النطاق للمنطقة تحت سيادتها، تدعو جبهة البوليساريو إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير، وهو الاقتراح الذي تدعمه الجزائر.
تصاعدت الأزمة بين الجزائر وباريس بعد اعتقال السلطات الجزائرية للكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال بسبب تصريحاته التي اعتبرت مساسا بالسيادة الجزائرية.
في هذه الأثناء، شنت السلطات الفرنسية حملة لاعتقال مؤثرين جزائريين في باريس ومحاولة ترحيلهم.
وبعيدا عن قضية الصحراء، نادرا ما تصل العلاقات بين الجزائر وفرنسا إلى انفراجة قبل أن تشهد انتكاسة في مواجهة آثار الاستعمار الفرنسي للبلد العربي الذي استمر 132 عاما (1830-1962).