قرار مرتقب من الجيش الأمريكي بشأن قواته في سوريا.. ما هو؟

تستعد الولايات المتحدة لخفض مستويات قواتها في سوريا بنحو النصف خلال الأسابيع المقبلة، حسبما أفادت وكالة رويترز للأنباء نقلا عن مصدرين أمريكيين.
ويقدر عدد القوات الأميركية في سوريا بنحو ألفي جندي، معظمهم في شمال شرق البلاد، حيث يعملون، بحسب واشنطن، على “منع عودة ظهور تنظيم داعش الإرهابي”.
وأكد مسؤول للوكالة أن البنتاغون يستعد لتعزيز قواته في سوريا وتقليصها إلى نحو ألف جندي فقط. ولكن العدد الدقيق غير معروف حتى الآن.
كما أعرب عن شكوكه في أن تكون الخطوة التي تنوي واشنطن اتخاذها وشيكة، خاصة وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتفاوض مع إيران بشأن برنامجها النووي.
يحظى الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط باهتمام وثيق من جانب بعض المسؤولين الأمنيين الأميركيين منذ فترة. ويقوم وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث بإجراء مراجعة شاملة في هذا الصدد.
هناك مخاوف من أن الهجمات الأميركية على اليمن ونشر حاملات الطائرات والطائرات المقاتلة في قواعد عسكرية مختلفة في المنطقة، وآخرها قاذفة بي-2 في دييغو غارسيا، قد تضعف الجيش الأميركي وتؤثر على استعداده لمواجهة محتملة مع الصين.
ولا تعد الشائعات حول رغبة واشنطن في تقليص وجودها العسكري في سوريا جديدة. وفي فبراير/شباط الماضي، نقلت شبكة إن بي سي نيوز عن مصدرين في وزارة الدفاع الأميركية أن واشنطن تعمل على تطوير خطط لسحب جميع قواتها من دمشق.
ولكن إذا تم تنفيذ انسحاب القوات بالفعل، فقد يثير ذلك القلق لدى بعض الأطراف التي لا تزال تشعر بالقلق إزاء أداء الحكام الجدد في سوريا. ويشمل ذلك إسرائيل، التي أعربت مراراً وتكراراً عن مخاوفها من توسع النفوذ التركي.
وفي وقت سابق، كشفت هيئة الإذاعة الإسرائيلية أن مسؤولين كبارا في البيت الأبيض سلموا رسالة إلى تل أبيب تعبر عن رغبة الرئيس ترامب في سحب بعض قواته من سوريا.
وأوضحت اللجنة أن انسحاب القوات الأميركية سيكون له تأثير على قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وتوسع النفوذ التركي. لكن القوات التي يقودها الأكراد وقعت الشهر الماضي اتفاقا مع دمشق ينص على دمج الهيئات الحكومية وقوات الأمن في الحكومة المركزية.
يشار إلى أن الزعيم الجمهوري حافظ خلال فترة ولايته الأولى على علاقات جيدة مع تركيا رغم المناخ السياسي المتوتر المرتبط بتدخل أنقرة في الحرب السورية والاشتباكات مع الأكراد.
وفي عام 2019، قرر ترامب سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا. وأثارت هذه الخطوة غضب الديمقراطيين، الذين اتهموه بإعطاء الضوء الأخضر لغزو تركي للبلاد. ودفع هذا وزير الدفاع جيمس ماتيس إلى الاستقالة احتجاجا، واصفا هذه الخطوة بأنها “خطأ استراتيجي فادح”.