مشروع قانون في برلمان تونس لتنظيم المحكمة الدستورية المعطلة منذ أكثر من 10 سنوات

قدم نواب في البرلمان التونسي مشروع قانون لتنظيم عمل المحكمة الدستورية التي ظلت معطلة لأكثر من عقد من الزمن منذ الإطاحة بالرئيس الراحل زين العابدين بن علي عام 2011.
قدم أعضاء كتلة “دع الشعب ينتصر” المؤيدة للرئيس قيس سعيد، وكتلة “الوطنية المستقلة” وأعضاء آخرون في البرلمان غير حزبيين، مشروع قانون أساسي لإحداث المحكمة.
وقال رئيس كتلة “دعوا الشعب ينتصر” علي زغدود لوسائل إعلام محلية: “نرى اليوم أن المحكمة الدستورية ضرورة مطلقة لاستكمال وصيانة البناء الدستوري”.
وأضاف زغدود: «إن دستور 25 يوليو لم يمنع تطور هذا البناء».
وبعد سقوط نظام بن علي في عام 2011، لم يتمكن أعضاء أول برلمان بعد ثورة 2014 من الاتفاق على انتخاب أعضاء المحكمة بسبب افتقارهم إلى الأغلبية المطلوبة في عمليات التصويت المتكررة.
وفي وقت لاحق، بعد انتخابه عام 2019، رفض الرئيس الحالي قيس سعيد التوقيع على إنشاء المحكمة، بحجة أن المهلة القانونية قد انقضت. ثم أطاح بالنظام السياسي في عام 2021 وصاغ دستورًا جديدًا في عام 2022.
وقال زغدود إنه يجب تعليق الترتيبات الانتقالية اليوم.
أوضح بسام حمدي، المحلل السياسي العامل في وسائل الإعلام المحلية: “تنظر المعارضة إلى البرلمان كأداة ضغط على السلطة، تقتصر على إقرار القوانين. ومن خلال هذه المبادرة التشريعية، يهدف النواب إلى كسر هذه الصورة النمطية وتأكيد كونهم ممثلين فعالين”.
قال حمدي لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): “لا يبدو أن المحكمة الدستورية تُمثل أولوية للرئيس سعيد في الوقت الحالي. ولكن بعد استكمال مشروعه السياسي وإقرار القوانين ذات الصلة، قد يدفع باتجاه إنشائها. ولا يعتقد أنها ستتمتع بصلاحيات قوية، بما في ذلك الصلاحيات التشريعية، في نظام سياسي يهيمن عليه الرئيس بالكامل”.
ويقول خبراء والمعارضة إن تعليق عمل المحكمة الدستورية أعاق حل النزاعات الدستورية والقضايا القضائية بين المؤسسات الدستورية، بما في ذلك النزاعات الانتخابية المتعلقة بالانتخابات الرئاسية لعام 2024 التي فاز فيها الرئيس قيس سعيد بولاية ثانية.