رأس السنة الهجرية.. ما حكم التشاؤم من شهر صفر وغيره من الأيام أو الشهور؟‎

منذ 2 شهور
رأس السنة الهجرية.. ما حكم التشاؤم من شهر صفر وغيره من الأيام أو الشهور؟‎

يحتفل المسلمون غدا الأحد برأس السنة الهجرية 1446. ووفقا للتقويم الهجري، تبدأ السنة الهجرية كل عام في شهر محرم الحرام، وتتكون من 12 شهرا قمريا، أي ما يعادل 354 يوما تقريبا.

ولكن ما هو مبرر التشاؤم تجاه شهر صفر وغيره من الأيام أو الأشهر؟

وردت دار الإفتاء المصرية على هذا السؤال بقولها إن مما تحرمه العمامة شرعا: التشاؤم ببضعة أشهر؛ فمثلاً يعتقد الشخص أن يوماً أو شهراً معيناً يتميز بالتعب والإجهاد والصعوبات، أو أنه لا يوجد نجاح، وغيرها من الخرافات التي لا أساس لها من الصحة، فيمتنع عن قضاء احتياجاته أو أي مناسبة في ذلك اليوم أو الشهر.

وفي حين أن تحريم الشريعة للتشاؤم والتعصب يوصف عمومًا بأنه عادة ما قبل الإسلام، فقد ورد في بعض الأوقات والأشهر تحريم النبي للتشاؤم بشكل خاص. وذلك كما في «الصحيحين» عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا عدوى بعد». “وطائر أصفر، وهو وحش آخر”، وفي رواية أخرى عن البخاري: “”ليس هناك عدوى، ولا طير، ولا وحش، ولا وحش”.”

يقول الإمام ابن عبد البر القرطبي في “الاستكتار” (8/424 ط دار الكتب العلمية – بيروت): [وأما قوله: “ولا أصفر” لابن وهب. قال: هو من الصفراء التي في الإنسان حتى يقتله، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: والصفار لا يقتل أحداً قال: هو. شهر صفر. فأحلوه في عام وحرموه في عام، وقد ذكر ابن القاسم مثله بتحريض من مالك.] اهـ.

قال الإمام الطيبي في “شرح المشكاة” (٩/٢٩٨٠ ط مكتبة نزار مصطفى الباز): “قال أبو داود في “سننه”: قال بقية: سألت عنه محمد بن راشد فقال: : «تشاؤموا بدخول صفر فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا صفر» قال: «وسمعت أحدهم يقول». وهو ألم يستقر في المعدة. يزعمون أنه معد. قال أبو داود: قال مالك: أهل الجاهلية أجازوا لبس الصفار وحرموا عليه عموما، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا صفر»] آه .

وفي «شرح سنن ابن ماجه» للسيوطي (ص ٢٥٩، ط القديمي كتب خانا) قيل: [قوله: «ولا يصفر» بفتحتين. وكانت العرب تزعم أن في البطن حية وأن لدغة الجائع من لدغتها. وقيل: هو الشهر المعروف. وكانوا متشائمين من دخوله، زاعمين أنه سيتضمن الكثير من الافتراءات والإغراءات. وقيل: كان النسائي جاداً. وقد أباحه أهل الجاهلية عمومًا وحرّموه عمومًا، وجعلوا محرم صفر، وجعلوا صفر من أشهر المسجد الحرام. قال تعالى: (إنما يزداد الكفر) [التوبة: 37] الآية، فردد هذه الدعاوى كلها وكذبها الشرع.] اهـ.

التشاؤم بشهر صفر – وهو أحد أشهر السنة الهجرية كما يزعم أنه شهر تكثر فيه الفتن والفتن – هو من المحرمات في النص النبوي الكريم.

الله وحده يعلم ذلك.


شارك