يوم الأسير الفلسطيني.. أكثر من 16 ألف حالة اعتقال منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة

يحتفل الشعب الفلسطيني بيوم الأسير الفلسطيني كل عام في 17 أبريل. وقد أقر المجلس الوطني الفلسطيني هذا التاريخ عام 1974. ويأتي هذا اليوم هذا العام في وقت يتزايد فيه عدد الأسرى في سجون الاحتلال بمعدل غير مسبوق منذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
تم اختيار هذا التاريخ لإحياء ذكرى يوم الأسير لأنه يصادف هذا اليوم الذي تم فيه إطلاق سراح أول أسير فلسطيني محمود بكر حجازي ضمن أول صفقة تبادل أسرى بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي. وفي القمة العربية التي عقدت في 20 مارس/آذار 2008 في العاصمة السورية دمشق، تم اعتماد هذا اليوم عيداً سنوياً في كافة الدول العربية. تضامنا مع الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال.
أفادت مصلحة السجون الإسرائيلية، أن 63 أسيراً استشهدوا منذ بدء العدوان على قطاع غزة، في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بينهم 40 شهيداً من غزة، فيما يواصل الاحتلال إخفاء هويات عشرات الشهداء واحتجاز جثامينهم. يشار إلى أن عدد الشهداء الموثقين من بين الأسرى منذ عام 1967 يبلغ 300 شهيد، كان آخرهم الفتى وليد أحمد من سلواد، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
وأضافت مؤسسات السجون في بيان مشترك بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، أن الأسباب الرئيسية للاستشهاد في صفوف الأسرى والمعتقلين مقارنة بأي فترة أخرى هي التعذيب على كافة المستويات، والمجاعة، والجرائم الطبية، والاعتداءات الجنسية بما فيها الاغتصاب. بناءً على الرصد التاريخي والتوثيق المتوفر للمؤسسات.
وأشارت مراكز الاعتقال إلى أن شهادات وإفادات الأسرى في سجون الاحتلال التي قدمتها طواقمهم القانونية، إلى جانب الشهادات الموثقة للمفرج عنهم، كشفت عن مستوى صادم ومرعب من أساليب التعذيب الممنهج، وخاصة في روايات أسرى غزة. وبالإضافة إلى التعذيب، تضمنت هذه الشهادات أيضاً أساليب غير مسبوقة من الإذلال والانتهاك للكرامة الإنسانية، والضرب المبرح والمتكرر، والحرمان من أدنى شروط المعيشة في مراكز الاحتجاز. ونحن نعتقد أن القوة المحتلة هدفت إلى ارتكاب الجرائم باستخدام وسائل وأساليب محددة. ولذلك فإن منظومة حقوق الإنسان الدولية يجب أن تنظر إلى هذه القضية باعتبارها مرحلة جديدة تهدد البشرية جمعاء، وليس الفلسطينيين فقط. وينطبق هذا أيضاً على قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.
وأشارت إلى أن حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة كثفت حملات الكراهية والاعتداءات المستهدفة للأسرى حتى قبل حرب الإبادة. ومن الواضح أن ذلك يأتي في إطار تصعيد جرائمهم ضد الأسرى عبر القمع ومحاولة حرمانهم من آخر حقوقهم المتبقية. كانت مرحلة ما قبل الإبادة تتمثل في توضيح نوايا الإبادة، والتي دعت إلى تنفيذها من قبل الوزير المتطرف (بن جفير). وهذا يمثل كامل منظومة الاحتلال التي تحرض على الكراهية ضد الأسرى. ولحل مشكلة الاكتظاظ في السجون، لا بد من قتلهم وإطلاق النار على رؤوسهم.
16400 حالة اعتقال منذ بدء العدوان على قطاع غزة
بلغ عدد المعتقلين منذ بداية الإبادة الجماعية 16400 شخص، بينهم أكثر من 510 امرأة ونحو 1300 طفل. وهذا لا يشمل آلاف الاعتقالات في قطاع غزة، بما في ذلك النساء والأطفال. وكانت ولا تزال جريمة الاختفاء القسري هي الجريمة الأكثر شيوعاً التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الأسرى في قطاع غزة.
وحاولت سلطات الاحتلال إنشاء معسكرات خاصة لإيواء أسرى قطاع غزة والضفة الغربية بالإضافة إلى السجون المركزية، وكان عدد الأسرى يتزايد باستمرار. وكان أشهر هذه السجون معسكر سدي تيمان، الذي كان الموقع الأكثر شهرة لجرائم التعذيب، وسجن ركيفيت، إلى جانب معسكر عناتوت، ومعسكر عوفر، ومعسكر نفتالي، ومعسكر منشيه. وهذه المعسكرات تقع تحت إدارة جيش الاحتلال. وهذه هي المعسكرات الوحيدة التي يمكن للمؤسسات مراقبتها. وقد تكون هناك أيضًا سجون ومعسكرات سرية.
وقد لجأت قوات الاحتلال إلى وسائل متنوعة لترسيخ جريمة الاختفاء القسري. وقد قاموا بتعديل القانون من خلال فرض تغييرات على القانون المتعلق بما يسمى “المقاتلين غير الشرعيين”، ومنع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارة السجناء، ورفض الكشف عن أعدادهم أو أماكنهم أو ظروف احتجازهم أو أي معلومات أخرى عن مصيرهم. لقد تعامل الطاقم معهم عمدًا وكأنهم أرقام. وفي وقت لاحق، وفي ضوء هذه التغييرات، تمكنت الفرق القانونية من الكشف عن مصير آلاف الأسرى في غزة.
9900 أسير في سجون الاحتلال
ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال أكثر من 9900 أسير. ولا يشمل هذا العدد جميع سكان غزة الذين وقعوا ضحايا لجريمة الاختفاء القسري. ويوجد في سجون الاحتلال أيضًا 29 أسيرة، بينهن أسيرة من غزة وطفلة. ويبلغ عدد الأطفال المعتقلين دون سن 18 عاماً نحو 400 طفل، موزعين بين سجني مجدو وعوفر.
وبلغ عدد الأسرى الإداريين أكثر من 3498 أسيراً، بينهم أربع سيدات وأكثر من 100 طفل. غالبية الأسرى الإداريين هم أسرى سابقون قضوا سنوات في سجون الاحتلال. وتشمل هذه الفئات أيضًا التلاميذ والطلبة والصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان والمحامين والمهندسين والأطباء والأكاديميين والبرلمانيين والناشطين والعمال وأقارب الدرجة الأولى للشهداء والأسرى في سجون الاحتلال، بما في ذلك شقيقات الشهداء وزوجات الأسرى.
وبحسب مصلحة السجون فإن عدد السجناء الذين صنفتهم القوة المحتلة كمقاتلين غير شرعيين بلغ 1747 سجيناً.
الجرائم الطبية ضد السجناء
وتلعب الجرائم الطبية دوراً كبيراً في إفادات السجناء، وخاصة فيما يتعلق باستمرار انتشار مرض الجرب، الذي أصبح أداة تعذيب في نظام السجون وأدى إلى وفاة السجناء. وركزت الزيارات الأخيرة للسجناء على انتشار مرض الجرب، وخاصة في سجني النقب ومجيدو، وكذلك في سجن عوفر، حيث يتزايد المرض. ولم يتم اتخاذ أي تدابير لاحتواء انتشار الفيروس، حيث يُحرم السجناء في نظام السجون عمداً من منتجات النظافة والملابس وأشعة الشمس والاستحمام المنتظم، كما أن السجون تعاني أيضاً من اكتظاظ غير مسبوق.
ارتفع عدد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال. ويوجد مئات الأسرى المرضى والجرحى، وأعدادهم في تزايد مستمر بسبب جرائم وسياسات وانتقام سلطات الاحتلال الممنهج ضد الأسرى، وفي مقدمتها التعذيب والجرائم الطبية.