أردوغان: الدفاع عن قضية فلسطين دفاع عن الإنسانية والسلام والعدالة

إن القضية الفلسطينية تتعلق بكرامة شعب تعرض للقمع والوحشية والمجازر بكل أنواعها لمدة قرن تقريبا. إن النظام العالمي الذي لا يقف إلى جانب المظلومين محكوم عليه بأن يصبح دمية في أيدي الظالمين. ومن المؤسف أن العالم الإسلامي لم يتمكن من تحقيق الأهداف التي طالب بها بشأن غزة. إن الهجمات الإسرائيلية على سوريا ولبنان تظهر بوضوح أن حكومة نتنياهو لا تريد السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الدفاع عن القضية الفلسطينية هو دفاع عن الإنسانية والسلام والعدالة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لدعم فلسطين الذي عقد في إسطنبول الجمعة.
وقال الرئيس أردوغان: “إن الدفاع عن القضية الفلسطينية ليس مجرد دفاع عن شعب مظلوم، بل هو دفاع عن الإنسانية والسلام والعدالة”.
وأكد أن “القضية الفلسطينية هي قضية كرامة لشعب تعرض للقمع والوحشية والمجازر بكل أنواعها منذ ما يقرب من قرن من الزمان”.
وأضاف: “لا فرق بين نضال إخواننا في قطاع غزة ونضال شعبنا من أجل استقلاله قبل قرن من الزمان ضد المحتلين. فحركة المقاومة الفلسطينية، في نظرنا، هي حركة قوى وطنية”.
وأوضح الرئيس التركي أن الشعب الفلسطيني يكافح منذ عقود ضد دولة محتلة تتجاهل القانون الدولي.
وتابع: “إن الحكومة الإسرائيلية تقتل إخواننا الفلسطينيين بجنون، أطفالاً ونساءً ورضعاً وكباراً”.
واستنكر صمت المؤسسات الإعلامية الدولية تجاه جريمة قتل الصحفيين، وصمت نشطاء حقوق الإنسان تجاه جريمة قتل الأطفال في قطاع غزة على يد إسرائيل.
واستنكر عدم اكتراث المدافعين عن الحرية والحقوق والعدالة وحرية الصحافة بسياسة المجازر الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 18 شهرا.
لقد أصبح القانون الدولي أداة لتعزيز قوة الأقوياء.
وأشار الرئيس أردوغان إلى أن النظام العالمي الذي لا يقف إلى جانب المظلومين محكوم عليه بأن يصبح دمية في أيدي الظالمين.
وأكد أن القانون الدولي أصبح أداة لتعزيز سلطة الأقوياء بدلا من خلق العدالة.
كما استنكر أردوغان صمت الدول الغربية تجاه الممارسات الإسرائيلية، في حين تهدد دول أخرى بفرض عقوبات حتى على أصغر الحوادث.
وقال إن الدول التي تلتزم الصمت تجاه قتل الفلسطينيين تسعى لتبرير الإبادة الجماعية من خلال وصف المقاومة في غزة بـ”الإرهاب”.
نقد العالم الإسلامي
من جهة أخرى، أعرب الرئيس أردوغان عن أسفه لعدم استجابة العالم الإسلامي لمطالبه بشأن غزة.
ودعا الرئيس التركي العالم الإسلامي وجميع الشعوب إلى دعم النضال الفلسطيني.
ودعا أيضا جميع أصحاب الضمير وجميع الإسرائيليين إلى “اتخاذ إجراءات ضد الكارثة” التي تسببت بها حكومتهم بقيادة بنيامين نتنياهو.
وقال: “أعتقد أن المجتمع الذي كان ضحية للهولوكوست والإبادة الجماعية قبل 75 عاما يجب عليه، في مواجهة المجازر والإبادة الجماعية والوحشية والجرائم في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية، أن يرفع صوته ويرد ويقول لحكامه: كفى”.
وأشاد الرئيس أردوغان بالشعب الفلسطيني “الذي يجسد مفهوم العزة والكرامة”، وخاصة في غزة.
وتابع: “باسم بلدي وشعبي، أحيي الشعب الفلسطيني وإخواننا في قطاع غزة، الذين يجسدون قيم العزة والكرامة، وأتقدم بأحر التعازي لأبناء فلسطين الأبطال الذين سقطوا شهداء دفاعاً عن وطنهم، ولشهدائنا الأبرار”.
حكومة نتنياهو لا تريد السلام
وأكد الرئيس أردوغان أن الهجمات الإسرائيلية على سوريا ولبنان تظهر بوضوح أن حكومة نتنياهو لا تسعى إلى السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية تحاول القضاء على الأبرياء الذين لم تقتلهم بالقنابل من خلال حجب المساعدات وتجويعهم وحرمانهم من الدواء والمياه.
وأضاف: “سنواصل النضال بلا كلل حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
وأكد أن أي مقترح يهدف إلى طرد الفلسطينيين من الأرض التي عاشوا عليها منذ آلاف السنين لن يكون له أي قيمة بالنسبة لتركيا.
وأضاف أردوغان: “هذه الحالة من الجنون التي تهدد وتقلق دول المنطقة يجب أن تنتهي في أسرع وقت ممكن، وإلا فإن هذه النار ستلتهم محرضيها قريبا”.
وأكد أن تركيا كانت منذ اليوم الأول من بين الدول التي أعربت بصوت عالٍ عن رفضها للإبادة الجماعية في قطاع غزة، واتخذت إجراءات ملموسة ضد إسرائيل من خلال تعليق جميع التجارة معها ومواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.
وتابع: “سنقدم كل الدعم الممكن حتى يتمكن الفلسطينيون من العيش بحرية في وطنهم، وسنستمر في الدفاع عن القضية الفلسطينية حتى لو تُركنا وحدنا”.
وأضاف أن “إسرائيل أظهرت مرة أخرى وجهها القبيح منذ الثاني من مارس/آذار الماضي بمنعها وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة”.
بدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. قُتل أو جُرح أكثر من 167 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وفُقد أكثر من 11 ألف شخص.