أبو الغيط: منظمة العمل العربية ركن أساسي في منظومة العمل العربي المشترك

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، السبت، أن الدفاع عن الحق في العمل أصبح ضرورة ملحة في ظل الثورة التكنولوجية وتغيرات سوق العمل. جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر العمل العربي الحادي والخمسين بالقاهرة، بحضور الدكتور محمد الزعوري وزير الشؤون الاجتماعية والعمل اليمني رئيس الدورة الحالية لمؤتمر العمل العربي، ورؤساء وأعضاء الوفود المشاركة من الأطراف الثلاثة المنتجة في الدول العربية الأعضاء، وجيلبرت هونغبو المدير العام لمنظمة العمل الدولية، وفايز المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية.
وهنأ أبو الغيط منظمة العمل العربية بمناسبة الذكرى الستين لتأسيسها والتي تصادف 12 يناير/كانون الثاني الجاري، مؤكدا أن المنظمة تظل ركيزة أساسية ومحركا هاما للعمل العربي المشترك.
وأشار إلى أن المنظمة منذ تأسيسها عام 1965 شكلت نموذجا مهما لتمثيل كافة الأطراف المشاركة في عملية الإنتاج: العمال وأصحاب العمل والحكومات. كما كان نموذجاً رائداً لتبادل الخبرات في العالم العربي بشأن أفضل الممارسات التنظيمية والمبادئ القانونية للعلاقات الصناعية. وأشاد بجهودهم في تنسيق العمل العربي المشترك في هذا المجال الهام.
وشكر مصر على استضافتها للمنظمة وتوفير كافة التسهيلات التي تحتاجها كمقر لها.
وقال أبو الغيط إن الأهمية المتزايدة لتقنيات الذكاء الاصطناعي تشكل بلا شك مخاطر على معدلات التوظيف، وأن على كل المعنيين بشؤون العمل أن يأخذوا ذلك في الاعتبار، خاصة وأن هذه التقنيات تستخدم على نطاق واسع في مختلف المجالات وتحدث تحولات في عمليات الإنتاج في الصناعة وقطاع الخدمات والرعاية الصحية والتعليم وغيرها من مجالات النشاط البشري.
وأضاف أن الاستعداد لهذه الثورة التي بدأت بالفعل هو التزام فردي لتقليل المخاطر وتحقيق المكاسب المحتملة. وأكد أيضا أن العامل البشري يجب أن يكون في قلب أي سياسة تنموية وأن الدفاع عن الحق في العمل ضرورة ملحة. وأشار إلى أن التخطيط طويل الأمد يجب أن يتضمن عناصر مختلفة للتعامل مع موجة الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك المرونة في إعادة توزيع العمال على الوظائف الجديدة مع جميع برامج التأهيل والتدريب اللازمة.
وتابع: «إذا كانت التغيرات السريعة هي طبيعة العصر فإن التكيف والمرونة يصبحان مبدأين أساسيين في صياغة سياسات سوق العمل»، مؤكداً أن التشريعات والأنظمة النقابية في الدول العربية يجب أن تتكيف مع هذه التغيرات السريعة بانفتاح واستشراف.
وشكر منظمة العمل الدولية ونظيرتها العربية على جهودهما المشتركة التي أدت إلى منح فلسطين صفة مراقب في المنظمة الدولية في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري. وأعرب عن أمله في أن تتواصل الجهود لضمان اعتماد القرار بشكل نهائي في مؤتمر العمل الدولي المقرر في يونيو/حزيران المقبل.
وأشار إلى المواضيع والتقارير المدرجة على جدول أعمال المؤتمر وأشاد بما تضمنته من قضايا مهمة لها تأثير مباشر على أسواق العمل وقضايا العمل في العالم العربي مثل تقرير المدير العام لمنظمة العمل العربية بعنوان “التنويع الاقتصادي كمسار للتنمية: اقتصادات واعدة في الدول العربية”.
وأشار أيضاً إلى الأنشطة والبرامج التي نفذتها المنظمة خلال العام الماضي، وأعرب عن تقديره لمراعاة التوزيع الجغرافي وتنوع الأنشطة، بما في ذلك الدورات التدريبية والندوات والمنتديات والمؤتمرات، فضلاً عن مشاركة المنظمة في العديد من الأنشطة والمؤتمرات العربية والإقليمية والدولية.