كيف ستتأثر صادرات السلع العربية بتعريفات ترامب الجمركية؟

وتقدر لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) أن صادرات من مختلف الدول العربية بقيمة 22 مليار دولار ستتأثر بالرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي.
وانخفض إجمالي قيمة الصادرات العربية إلى الولايات المتحدة من 91 مليار دولار في عام 2013 إلى 48 مليار دولار في العام الماضي. ويرجع هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى انخفاض واردات الولايات المتحدة من النفط الخام ومنتجات البترول.
ورغم تراجع إجمالي الصادرات، ارتفعت الصادرات العربية (باستثناء النفط) إلى الولايات المتحدة بنحو 8 مليارات دولار بين عامي 2013 و2024، لتصل إلى 22 مليار دولار بنهاية العام الماضي، مقارنة مع 14 مليار دولار في عام 2013.
حققت الولايات المتحدة فائضاً تجارياً بقيمة 20 مليار دولار العام الماضي. ويشير هذا إلى أن الدول العربية تستورد من الولايات المتحدة سلعاً أكثر مما تصدرها، بحسب التقرير. وسلط التقرير الضوء أيضاً على التأثير المباشر للرسوم الجمركية الأميركية على السلع العربية غير النفطية، خاصة وأن النفط ومنتجات البترول معفاة من زيادات الرسوم الجمركية الجديدة.
وتشمل الدول الأكثر تضررا مصر والأردن ولبنان والمغرب.
ووفقا للتقرير، من المرجح أن تتأثر البحرين ومصر والأردن ولبنان والمغرب وتونس بشكل كبير بزيادات الرسوم الجمركية. ومن المرجح أن يكون الأردن هو الأكثر تضررا، حيث يصدر البلاد نحو 25 في المائة من بضائعه إلى الولايات المتحدة.
في المقابل، من المتوقع أن تتأثر صادرات الجزائر وسلطنة عمان وقطر والمملكة العربية السعودية بدرجة أقل. ومن المرجح أن تتأثر سوق إعادة التصدير من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الولايات المتحدة، والتي تقدر قيمتها بنحو 10 مليارات دولار، بالرسوم الجمركية المرتفعة المفروضة على المنتجين الأصليين لهذه السلع.
وأوضح تقرير الإسكوا أن ارتفاع الرسوم الجمركية يؤثر على الدول العربية بشكل أساسي من خلال ثلاثة محاور: أولاً، الخسائر التجارية المباشرة الناجمة عن تقييد الوصول إلى الولايات المتحدة وضعف الطلب من الاتحاد الأوروبي والصين؛ ثانياً، التأثير الكلي للتباطؤ الاقتصادي العالمي على الصادرات والاستثمار؛ وثالثاً، التحولات طويلة الأجل في سلاسل القيمة العالمية، مع تعديل طرق الإمداد لتتناسب مع المخاطر الجيوسياسية.
وستواجه الدول العربية ذات الدخل المتوسط ضغوطاً لسداد فوائد الديون.
ويتوقع التقرير أن تواجه البلدان العربية ذات الدخل المتوسط، والتي يواجه العديد منها بالفعل ضغوطاً لإعادة تمويل ديونها، تكاليف اقتراض أعلى، مما سيزيد من عبء مدفوعات الفائدة.
ومن المتوقع أن تواجه هذه البلدان أيضاً زيادات كبيرة في أسعار الفائدة على الديون القائمة على السوق هذا العام. ومن المتوقع أن تحصل مصر على مدفوعات فائدة إضافية بقيمة 56 مليون دولار، والمغرب على 39 مليون دولار، والأردن على 14 مليون دولار، وتونس على 5 ملايين دولار.
ونصحت الإسكوا مختلف الاقتصادات العربية بتطوير أطر مالية مرنة وموثوقة لمعالجة نقاط الضعف في أنماط التجارة المتطورة والتعديلات الجيوسياسية من خلال جذب الاستثمار الأجنبي المباشر الإنتاجي، وتعبئة الاستثمار الخاص المحلي، وتسريع تنويع الصادرات وإضافة القيمة، وتعميق التكامل في سلاسل القيمة الإقليمية.