“الشورت سيلنج”.. هل يعد أداة فعالة لتنشيط التداول في أوقات الأزمات؟

وشهدت أسواق الأسهم العالمية انخفاضا حادا في بداية هذا الشهر. مع تصاعد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، تحدث ايجي برس مع خبراء أسواق المال لمعرفة المزيد عن إحدى آليات الأسواق العالمية، وهي البيع على المكشوف، وقدرتها على دعم زيادة نشاط التداول في مواجهة تباطؤ الأسواق.
وفي هذا الشهر، زاد ترامب التعريفات الجمركية الأساسية على الواردات الصينية إلى 145 بالمئة. وردت الصين بفرض رسوم جمركية بنسبة 125% على السلع الأميركية.
قال خبير أسواق المال محمد كمال، إن البيع على المكشوف أداة شائعة في أسواق المال العالمية، بينما في السوق المصرية توجد آلية عكسية وهي آلية «T+0». وهذا يسمح للمتداولين بشراء الأسهم في بداية جلسة التداول وبيعها مرة أخرى في نفس اليوم، بغض النظر عما إذا كانوا يحققون ربحًا أم خسارة.
وأوضح كمال أن آلية «T+0» تعتمد بشكل أساسي على تقييم المتداول سواء كان فرداً أو مؤسسة لأداء السهم خلال الجلسة، استناداً إلى التحليل الفني أو الأخبار ذات الصلة، مع توقع أن يشهد السهم ارتفاعات سريعة في سعره خلال الجلسة نتيجة هذه الآلية.
أداة فعالة لتحقيق الربح على المدى القصير
وأضاف أن البيع على المكشوف يعمل أيضا في الاتجاه المعاكس: حيث يبيع المتداول سهما لا ينتمي إليه فعليا بعد اقتراضه من مالكه الأصلي، على أمل أن ينخفض سعره في وقت لاحق. ثم يشتريه مرة أخرى بسعر أقل ويستفيد من فرق السعر قبل إرجاعه إلى مالكه الأصلي. إذا لم يحدث الانخفاض المتوقع وارتفع السعر، فسوف يتكبد المتداول خسائر بسبب فرق السعر عند إعادة شراء السهم في التاريخ المتفق عليه مع المالك الأصلي.
وأشار كمال إلى أن “البيع على المكشوف” يعني ببساطة بيع الأسهم التي لا يملكها الشخص فعليا. وأوضح أن بعض الشركات المدرجة في البورصة لديها أسهم لم يتم تداولها لفترات طويلة. وتشمل هذه، على سبيل المثال، صناديق التقاعد التي تمتلك أسهمًا كبيرة وتعتمد على دخل الأرباح النقدية دون تداول الأسهم.
في هذه الحالة، تقدم الشركات هذه الأموال لتأجير أسهمها للمتداولين لاستخدامها في معاملات “البيع على المكشوف”. وفي المقابل، يحصلون على عائد ثابت، بغض النظر عن أرباح أو خسائر المتداول الذي يستخدم هذه الآلية.
تنشيط السوق
وأوضح كمال أن هذه الآلية ساهمت في تنشيط حركة التداول في الأسواق العالمية، خاصة خلال الانهيارات الأخيرة التي شهدتها الأسواق في ظل تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث استغل المتداولون التوقعات السلبية للاستفادة من انخفاض الأسعار.
وأشار إلى أن آلية «T+0» و«البيع على المكشوف» متاحة في العديد من الأسواق العالمية، بينما تطبق في السوق المصرية آلية «T+0» فقط. أما البيع على المكشوف فقد تم استخدامه حتى الآن بصورة تجريبية وعلى نطاق محدود، حيث تمتلك اثنتان فقط من أصل 122 شركة وساطة ترخيصاً مماثلاً، ويقتصر استخدامه على عدد محدود من أسهم الشركات المدرجة وبنسب صغيرة.
وأكد كمال أن البيع على المكشوف مفهوم مقبول من حيث المبدأ، لكنه يحتاج إلى موافقة شرعية ودينية لأنه يعني بيع أشياء لا تخص أحداً. ويذكر أن الفتوى النهائية في هذا الشأن هي لدى دار الإفتاء المصرية ومشيخة الأزهر.
أشارت رشا محسن، مدير عام شركة سفير الدولية لتداول الأوراق المالية، إلى أن السوق المحلية لا تضم سوى 3 أسهم لشركات خاضعة لآلية البيع على المكشوف، من بينها شركتي المجموعة المالية هيرميس القابضة، وبلتون القابضة.
وأكدت أن نجاح أو فشل تطبيق هذه الآلية في السوق المصرية لا يمكن تقييمه في هذه المرحلة، ولكن قد تظهر تحديات، أبرزها إمكانية محاولة بعض المتعاملين دفع السوق للهبوط لتحقيق أرباح. إن الشرط الأساسي للموافقة على تطبيقه على نطاق واسع هو وجود إطار قانوني وتنظيمي صارم، بشرط ألا تكون هناك اعتراضات دينية على استخدامه.
اقرأ أيضاً:
ومن المتوقع أن تتعافى أسواق الأسهم في أعقاب خفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي.
قسم الملابس: انخفاض أسعار الشراء بنسبة 50% بسبب التقلبات الموسمية