ماذا خسرت إسرائيل من أرواح منذ بداية حربها الأخيرة في قطاع غزة؟

منذ 5 ساعات
ماذا خسرت إسرائيل من أرواح منذ بداية حربها الأخيرة في قطاع غزة؟

منذ اندلاع الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، شهد قطاع غزة والعالم تطورات دامية أسفرت عن خسائر بشرية ومادية فادحة في الجانبين وتداعيات كبيرة على بقية العالم.

في حين تحول قطاع غزة إلى خراب ودمر بالكامل، تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر غير مسبوقة في الأرواح والمعدات. في الوقت نفسه، اعترفت مصادر رسمية بتضارب البيانات والأرقام بشأن عدد القتلى والجرحى. ويقال إن إسرائيل تعاني أيضًا من أزمة اقتصادية مدمرة، مما يجعل هذه الحرب واحدة من أكثر الحروب عنفًا وتكلفة في تاريخ الاحتلال.

نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية إحصائيات حول عدد خسائر الجيش منذ بدء عملية “الجرف الصامد” أو “حرب السيوف الحديدية”، على موقعها الرسمي على محرك البحث جوجل. وتضمنت الإحصائية أسماء 848 من ضحايا جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء العمليات البرية في قطاع غزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتشير الإحصائيات إلى أن عدد الضحايا منذ بداية الحرب بلغ 848 قتيلاً، بالإضافة إلى 5780 جريحاً، وفقاً لأخر تحديث للبيانات على موقع الوزارة بتاريخ 19 أبريل/نيسان 2025.

ماذا خسرت إسرائيل من أرواح منذ بداية حربها الأخيرة في قطاع غزة؟

وفي تصريحات لوسائل إعلام عبرية، كشف رئيس الأركان الإسرائيلي المعين حديثا إيال زامير عن وجود تناقض كبير بين الخسائر الفعلية في الحرب والأرقام التي أعلنها الجيش الإسرائيلي سابقا. وأشار إلى أن عدد القتلى والجرحى من الجنود أكبر بكثير من المعلن رسميا. عانى أكثر من 15 ألف جندي من إصابات جسدية ونفسية نتيجة للحرب وتم إدخالهم إلى نظام إعادة التأهيل.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، ذكرت صحيفة هآرتس العبرية أن هناك تناقضا كبيرا بين عدد الجرحى الذين أبلغ عنهم الجيش الإسرائيلي وسجلات المستشفيات. وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش أعلن في الشهر ذاته عن عدد المصابين بـ1593، في حين أشارت بيانات وزارة الصحة الإسرائيلية إلى أن العدد الحقيقي هو 10548 جندياً.

ماذا خسرت إسرائيل من أرواح منذ بداية حربها الأخيرة في قطاع غزة؟

وأوضح التقرير أن وزارة التأهيل تقدر أنه بحلول عام 2030، سيتم تصنيف حوالي 100 ألف جندي إسرائيلي على أنهم من ذوي الإعاقة، وأكثر من نصفهم سيعانون من شكل من أشكال مشاكل الصحة العقلية.

ونتيجة لهذه الخسائر الفادحة في صفوف قوات الاحتلال، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، حسب وسائل إعلام عبرية، أنه استدعى آلاف الجنود الاحتياطيين للانتشار في حرب غزة، في ظل التصعيد المستمر في قطاع غزة.

وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن الجيش استدعى آلاف الجنود الاحتياطيين، ونقل قوات من جبهات أخرى إلى قطاع غزة. وجاء ذلك ردا على دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقوات المسلحة الإسرائيلية لمواصلة الضغط على حماس.

ماذا خسرت إسرائيل من أرواح منذ بداية حربها الأخيرة في قطاع غزة؟

وفيما يتعلق بالخسائر في المعدات والإمدادات العسكرية، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن الجيش أبلغ المحكمة العليا الإسرائيلية بأن العديد من دباباته تضررت خلال حرب غزة وأن مخزوناته من الذخيرة آخذة في النفاد. وجاء هذا الاعتراف ردا على عريضة طالبت بضم جنديات إلى القوات المدرعة بالجيش.

ونقلت الصحيفة عن وثيقة المحكمة قولها: “إن عدد الدبابات التي يملكها الجيش في الخدمة غير كاف لتلبية احتياجات الحرب والتجارب المتعلقة باستخدام النساء”.

ورغم أن العدد الدقيق للآليات العسكرية الإسرائيلية المدمرة لم يتحدد بعد بسبب تضارب البيانات، إلا أن هناك بعض الأدلة على أن جيش الاحتلال تكبد خسائر فادحة. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي لجأ لأول مرة في تاريخه إلى شركات خاصة لإصلاح المركبات المدرعة التي تضررت جراء هجمات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

وذكر موقع “واي نت” الإخباري الإسرائيلي أن القرار اتخذ “بسبب الحاجة الملحة التي أظهرتها الحرب المستمرة منذ سنوات ضد حزب الله وحماس”.

وأعلنت إسرائيل أن خسائرها جراء الحرب الإبادة الجماعية على غزة بلغت 67 مليار دولار، منها 34 مليار دولار خسائر عسكرية مباشرة، و40 مليار دولار خسائر في الموازنة العامة. وبحسب موقع “ميدل إيست مونيتور”، فإن هذه الخسارة هي الأكبر في تاريخ الاحتلال.

ورغم الخسائر الفادحة التي ألحقتها الحرب في غزة بالجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عازم على مواصلة الحرب في غزة بحجة تدمير حماس. ويعتقد أغلب الخبراء أن دوافع نتنياهو لمواصلة الحرب شخصية بالدرجة الأولى، وأنه يهدف إلى التهرب من المسؤولية.


شارك