رئيس المجلس الوطني الفلسطيني: التهجير أخطر مخطط إسرائيلي ضدنا.. ونحيي الرئيس السيسي والملك عبدالله الرافضين للتهجير

الخطة الأخطر في الوقت الحاضر هي إجبار شعبنا على الهجرة وترك وطنه… لكننا سنواصل صمودنا. في غزة لا يوجد طعام ولا مياه شرب ولا أدوية ولا يوجد مستشفيات تقريبًا. وتستمر إسرائيل، بدعم أميركي، في قصف قطاع غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان واليمن بلا هوادة وبلا رادع. إن صمت المجتمع الدولي على هذه الجرائم أمر مخز. إن الدور الذي يلعبه الرئيس أردوغان على المستويين الإقليمي والدولي عظيم ومقدر. الوحدة الوطنية الفلسطينية بكل مكوناتها هي قانون النصر على هذا العدو.
قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح إن جريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة بدعم أمريكي تهدف إلى تنفيذ أخطر مخطط على الإطلاق وهو إجبار الفلسطينيين على الهجرة من وطنهم في ظل صمت دولي.
جاء ذلك في حديث مع فتوح لوكالة الأناضول على هامش مشاركته في الاجتماع التأسيسي للمجموعة البرلمانية الدولية لدعم فلسطين، الذي عقد الجمعة في إسطنبول بمشاركة ممثلين عن 13 دولة.
وحضر الاجتماع رؤساء برلمانات تركيا وفلسطين وقطر والإمارات العربية المتحدة والبحرين وإندونيسيا والأردن وماليزيا وباكستان والسنغال، بالإضافة إلى نواب رؤساء برلمانات الجزائر وأذربيجان ومصر.
** الوضع في غزة
وأكد فتوح أن “المجزرة المستمرة التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي تقودها حكومة اليمين برئاسة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، أودت بحياة أكثر من 200 ألف شخص، بينهم شهداء وجرحى ومعاقون، فضلاً عن الدمار الواسع للبنية التحتية في قطاع غزة”.
وأضاف: “إسرائيل ترتكب مجازر أمام أعين العالم، وتشن حربًا على شعب أعزل، وتدمر مدينة رفح (جنوب قطاع غزة) تدميرًا كاملًا، وتحولها إلى منطقة عازلة على الحدود مع مصر، سعيًا لعزل غزة”.
وأشار إلى أن “40% من السكان يعيشون في خيام، وأكثر من 80% من المنازل غير صالحة للسكن، فيما تراكم أكثر من 50 مليون طن من الأنقاض. إضافةً إلى ذلك، لم يتبقَّ أي مستشفيات (في إشارة إلى تدميرها على يد إسرائيل)”.
وأكد فتوح أن “صمت المجتمع الدولي على هذه الجرائم هو وصمة عار، فهو عاجز عن إجبار إسرائيل على وقف الحرب”.
بدعم أمريكي كامل، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول. قُتل وجُرح أكثر من 168 ألف شخص، معظمهم من الأطفال والنساء، وما زال أكثر من 11 ألف شخص في عداد المفقودين.
** أزمة إنسانية ساحقة
وحذر فتوح من تدهور الوضع الإنساني، قائلاً: “إن أخطر ما في الوقت الحالي هو الجوع والعطش، إذ لا يوجد طعام ولا مياه شرب ولا أدوية، والمستشفيات شبه معدومة”.
وتابع: “أكثر من 5 آلاف طفل يحتاجون إلى أطراف صناعية ونحو 15 ألف طفل مفقودون تحت الأنقاض”.
وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن “إسرائيل بدعم أميركي تقصف غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان واليمن بلا هوادة ودون رادع”.
** رفض الطرد
وقال: “إن أخطر خطة في الوقت الحاضر هي إجبار شعبنا على الهجرة وترك وطنه، لكنهم صامدون ولن يتنازلوا عن أرضهم”. وأضاف: “إن قوة صمود شعبنا في فلسطين سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية ستجبر نتنياهو في نهاية المطاف على إنهاء هذه الحرب”.
وأشاد فتوح بموقف مصر والأردن الرافض لخطة النقل، وأضاف: “نرحب بموقف الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني، وكذلك موقف شعبنا وقيادتنا الفلسطينية الرافض للنقل”.
وأضاف: “شعبنا عانى من نكبة عام ١٩٤٨، ولن نقبل بتكرارها. ما دام هناك دعم عربي، وموقف واضح من تركيا والمجتمع الدولي، فلن تكون هناك هجرة جديدة”.
وأكد أن “المجتمع الدولي يرفض خطة النقل، وأن لتركيا دوراً مهماً في هذا الصدد”، وشكر الرئيس رجب طيب أردوغان على موقفه الداعم لصمود الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية.
وقال: “لن يكون هناك طرد. ورغم كل ما تشنه آلة الحرب الإسرائيلية الأمريكية ضد شعبنا، سيبقى شعبنا وفياً لوطنه”.
وفي الرابع من مارس/آذار، اعتمدت القمة العربية الطارئة خطة قدمتها مصر لإعادة بناء قطاع غزة دون طرد الفلسطينيين. ومن المتوقع أن يستغرق تنفيذ الخطة خمس سنوات، وأن تبلغ تكلفتها نحو 53 مليار دولار.
لكن إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا الخطة وتمسكتا بمقترح قدمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن. ورفضت الدولتان هذه الخطة، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
** الضفة الغربية
وردًا على سؤال حول نوايا إسرائيل في الضفة الغربية، قال فتوح: “الحرب على شعبنا مستمرة، وقد ازدادت وحشيتها مع اعتداءات المستوطنين وتدنيس المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي. الهدف هو تهويد الأراضي وتحويل الصراع إلى صراع ديني، وهذا مرفوض تمامًا”.
وأضاف: “إسرائيل تسعى لتصفية القضية الفلسطينية في غزة والضفة الغربية والقدس، وخاصة في مخيمات الضفة الغربية، بهدف إنهاء أزمة اللاجئين. وهذا لن يحدث بالتأكيد”.
وأكد فتوح: “إن إخلاء المخيمات لا يعني حل قضية اللاجئين، فهي قضية راسخة في ضمير الشعب الفلسطيني ومعتقداته، ويحظى حق العودة بدعم دولي وعربي واسع، استناداً إلى قرار الأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948”.
وبالتوازي مع الحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، كثف الجيش الإسرائيلي والمستوطنون هجماتهم في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية. وبحسب مصادر فلسطينية، قُتل أكثر من 952 فلسطينياً، وجُرح نحو 7 آلاف آخرين، واعتقل 16400 شخص.
** الحصار المالي والقيود على السلطة
وأعلن فتوح أن إسرائيل تحتجز أكثر من ملياري دولار من أموال الضرائب الفلسطينية، مما يمنع السلطة الفلسطينية من الوفاء بالتزاماتها تجاه الشعب. وأشار إلى أن “بعض الدول توقفت عن دعم السلطة، ما أدى إلى وضع مالي صعب”.
وأضاف: “إسرائيل تعمل على تخريب البنية التحتية بهدف فرض أعباء إضافية على السلطة الفلسطينية، لدرجة أن عائدات الضرائب في الضفة الغربية انخفضت من نحو 500 مليون شيكل إلى 200 مليون شيكل شهريا”.
** الدعم التركي والمبادرة البرلمانية
وأشاد فتوح بدور تركيا، قائلاً: “نشكر الرئيس أردوغان على دعمه لمجموعة البرلمانات الداعمة لفلسطين، كما نود أن نعرب عن امتناننا لرئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش”.
وأوضح أن “المجموعة تضم برلمانات من 13 دولة، ونعمل على توسيعها لتشمل دولاً من مختلف القارات”.
وأعرب عن تفاؤله بنتائج المبادرة، قائلاً إن “البيان الختامي كان قوياً، ودعا إلى إنهاء الاحتلال، ودعم قيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.
أعلنت المجموعة البرلمانية الدولية لدعم فلسطين، الجمعة، عن نيتها إنشاء مجموعة تهدف إلى ممارسة التأثير السياسي عبر القنوات المناسبة للدفاع عن الحقوق المشروعة للفلسطينيين وحمايتها وضمانها.
وأكد الإعلان “الدعم الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في تقرير المصير، وكذلك استقلال وحرية وسيادة دولة فلسطين داخل حدودها في الرابع من حزيران/يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.
وتهدف المبادرة البرلمانية إلى إنشاء خط تضامن برلماني دولي لدعم فلسطين، وتعزيز الدعم لحل الدولتين، وزيادة عدد الدول التي تعترف بدولة فلسطين، والدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ومنع الكوارث الإنسانية في الأراضي المحتلة، وخاصة في قطاع غزة.
** العلاقة مع تركيا
وفيما يتعلق بالعلاقات مع تركيا ودورها في دعم الفلسطينيين، قال فتوح: “إن الدور الذي لعبه الرئيس أردوغان على المستويين الإقليمي والدولي، قبل الحرب وأثناءها، مهم ومقدر”.
وأضاف: “إن تركيا بقيادة الرئيس أردوغان لعبت دورا مهما في دعم الشعب الفلسطيني، سواء بعلاج الجرحى أو رعاية الطلاب الفلسطينيين أو استضافة مجموعة من الأسرى”.
وأضاف: “نشعر بتأثير الدور البارز لتركيا على شعبنا وأدائنا في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، وهذا أيضا له آثار إيجابية على الشعب الفلسطيني”.
وقال: “إن تركيا تلعب دورا محوريا في هذه المنطقة والعالم وتتحمل عبئا أكبر بكثير من معظم دول المنطقة”.
وأكد أن “تركيا اتخذت موقفًا واضحًا داعمًا للسلطة الفلسطينية والدولة الفلسطينية بقيادة محمود عباس. وكان للعلاقات الثنائية القوية بين أردوغان وعباس، وكذلك اللقاءات التي عُقدت، تأثير كبير”.
وأضاف: “كما دعا مجلس الأمة التركي الكبير (البرلمان) الرئيس الفلسطيني (في العام الماضي)، وألقى كلمة لاقت استحساناً كبيراً من شعبنا”.
** قانون المصالحة الفلسطينية
وفيما يتعلق بالمصالحة، قال: “نرحب بموقف تركيا الداعم للمصالحة الفلسطينية. أجرينا حوارًا مع حماس هناك عام ٢٠٢١، ونحتاج إلى حوار وطني فلسطيني يجمعنا”.
وأضاف: “الوحدة الوطنية الفلسطينية بكل مكوناتها هي قانون النصر على هذا العدو الذي يشن حرباً همجية هدفها اقتلاع القضية الفلسطينية وتصفية جذورها بشكل كامل”.
وتابع: “يجب تغيير قواعد اللعبة، والعودة إلى صناديق الاقتراع، وتوحيد الصف الوطني تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية. ندعو الجميع للمشاركة في الحوار الوطني”.
وأكد: “فلسطين أصبحت معترف بها من قبل 149 دولة، ونتمتع بصفة مراقب في الأمم المتحدة، رغم الفيتو الأمريكي الذي يمنع العضوية الكاملة”.
وعلى مدى سنوات، جرت عدة لقاءات بين الفصائل الفلسطينية لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية. لكن هذه الاجتماعات لم تسفر عن أية خطوات عملية جدية نحو تحقيق أهدافها.
منذ منتصف يونيو/حزيران 2007، تسيطر حركة حماس على قطاع غزة، في حين تحكم السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس الضفة الغربية.