محطات بارزة في علاقة البابا فرنسيس بالشرق الأوسط

حافظ البابا الراحل فرنسيس على علاقات وثيقة مع الشرق الأوسط، وركز على الحوار بين الأزهر والفاتيكان. وقد انعكست هذه الروابط في الزيارات العديدة التي قام بها البابا إلى بلدان المنطقة، وكانت موضوعات الشرق الأوسط حاضرة في معظم عظاته وخطاباته. وكانت دعوته إلى وقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة هي الوصية الأخيرة في خطابه بمناسبة عيد الفصح.
• العلاقات بين مصر والفاتيكان
منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والفاتيكان قبل نحو 78 عاماً، حافظت الدولتان على علاقات ودية ومستقرة. ويجمعهما تفاهم مشترك حول مختلف القضايا الإقليمية والعالمية، وخاصة عملية السلام في الشرق الأوسط، والقضاء على أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، وتعزيز الحوار بين الأديان (الإسلامي المسيحي)، والحفاظ على الروابط العائلية، وحظر الإجهاض، وحماية البيئة، ومكافحة الإرهاب.
في 24 نوفمبر 2014، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي بالبابا فرانسيس في الفاتيكان بدعوة من قداسة البابا. وتعد هذه الزيارة الأولى لرئيس مصري إلى المقر البابوي في الفاتيكان منذ ثماني سنوات.
وأكد الجانبان خلال اللقاء، استئناف الحوار بين الأزهر والفاتيكان من خلال إعادة تفعيل لجنة الحوار المشتركة مع الأزهر الشريف، للبناء على القواسم المشتركة بين الديانتين الإسلامية والمسيحية، بما يمكن الاستفادة منه في تعزيز التعايش بين الشعوب وتعزيز جهودها في مكافحة الأفكار المتطرفة، بحسب الموقع الإلكتروني للهيئة العامة للاستعلامات.
في 22 فبراير 2017، انعقدت أول جلسة حوار بين الأزهر والفاتيكان، لمناقشة دور المؤسستين في مكافحة التعصب والتطرف والعنف باسم الدين.
• زيارة البابا التاريخية إلى مصر
قام البابا فرنسيس بزيارة تاريخية إلى مصر في 28 أبريل 2017، تزامناً مع الذكرى السبعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين مصر والفاتيكان. ونظراً لدور مصر المهم في المنطقة العربية، والتأثير الروحي والديني للفاتيكان، فإن هذه العلاقات تتميز بالقوة والمتانة.
وتضمنت زيارة البابا فرنسيس أيضًا المشاركة في احتفال بهذه المناسبة، حيث ألقى الرئيس السيسي والبابا فرنسيس كلمات.
كما التقى البابا فرنسيس مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وألقى كلمة في مؤتمر السلام العالمي الذي نظمه الأزهر الشريف.
كما التقى البابا فرنسيس خلال زيارته مع قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. وعقد الاثنان اجتماعا مغلقا في المقر البابوي حيث وقعا اتفاقا تاريخيا بشأن سر المعمودية.
وفي اليوم الثاني من زيارته، ترأس قداسة البابا فرنسيس قداساً إلهياً في ملعب الدفاع الجوي، حضره ست طوائف كاثوليكية. كما عقد اجتماعا مع رجال الدين الكاثوليك.
• الأزهر الشريف والفاتيكان ووثيقة الأخوة الإنسانية
في 4 فبراير 2019، وقع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وقداسة البابا فرنسيس، وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والتعايش السلمي في أبو ظبي. تم منح جائزة زايد للأخوة الإنسانية تكريماً لفضيلة الإمام الأكبر والبابا فرنسيس.
وبحسب وكالة أنباء الإمارات الرسمية “وام”، تعد هذه الزيارة الأولى للبابا فرنسيس إلى منطقة الخليج العربي، والمرة الأولى التي تتزامن فيها زيارة بابوية إلى أي دولة في العالم مع زيارة أخرى للإمام الأكبر.
ومن أجل تحقيق أهداف وتطلعات وثيقة الأخوة الإنسانية، تم إنشاء اللجنة العليا للأخوة الإنسانية في 15 أغسطس/آب من ذلك العام.
• زيارة البابا فرنسيس إلى الأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة
كانت الأردن المحطة الأولى في زيارة البابا فرنسيس الأولى إلى الشرق الأوسط في 24 مايو/أيار 2014. ووفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، كان هدف الزيارة تعزيز العلاقات مع المسيحيين الأرثوذكس في الشرق الأوسط وإعطاء الأمل للمسيحيين في المنطقة.
كما شملت الجولة الأراضي الفلسطينية المحتلة إحياءً للذكرى الخمسين للقاء التاريخي بين البابا بولس السادس. والبطريرك أثيناغوراس، رئيس الكنيسة الأرثوذكسية، في القدس.
زار البابا فرنسيس كنيسة المهد في بيت لحم وكنيسة القيامة وساحات المسجد الأقصى. البابا فرانسيس هو البابا الكاثوليكي الرابع الذي يزور القدس. وكان البابا بولس السادس والبابا يوحنا بولس الثاني والبابا بنديكتوس السادس عشر قد فعلوا ذلك من قبل. زار القدس المحتلة في عام 2009.
• زيارة المغرب
في مارس/آذار 2019، قام البابا فرانسيس بزيارة قصيرة إلى العاصمة المغربية الرباط لمناقشة الحوار بين الأديان وقضايا المهاجرين. وتأتي هذه الزيارة بعد 34 عاماً من زيارة البابا يوحنا بولس الثاني في عام 1985.
• الزيارة البابوية الأولى للعراق
وكانت زيارة العراق هي أول رحلة للبابا فرانسيس خارج الفاتيكان منذ اندلاع جائحة كوفيد-19 وأول زيارة على الإطلاق يقوم بها بابا للعراق.
وكانت زيارة العراق حلما قديما للبابا يوحنا بولس الثاني، الذي خطط لزيارة مماثلة في عام 2000 كجزء من رحلته إلى مسقط رأس النبي إبراهيم (عليه السلام) ورحلته التي استمرت ألف عام إلى الأرض المقدسة. لكن النظام العراقي السابق أعلن حينها أنه غير قادر على تنظيم الزيارة.
وبعد مرور ما يقرب من عشرين عامًا، نجح مسؤولو الكنيسة العراقية في إحياء الفكرة، وقام الرئيس العراقي آنذاك برهم صالح بدعوة البابا رسميًا لزيارة البلاد.