توقعات بانخفاض مساحة زراعة القطن بنسبة 40% لعدم جدواه الاقتصادية

• وليد: تصدير 27 ألف طن قطن بقيمة 90 مليون دولار.. والهند في المرتبة الأولى بحصة 58.7%. • عمارة: المشاكل المالية للمزارعين كان لها تأثير كبير على قراراتهم الزراعية. • البساطي: تقليص المساحة ضروري لتحقيق التوازن بين العرض والطلب.
وبحسب توقعات بعض خبراء الصناعة، فإن انخفاض أسعار القطن في السوق العالمية يهدد بتقليص المساحة المزروعة بالقطن في مصر بنحو 25 إلى 40% في العام التسويقي المقبل. ويرجعون ذلك إلى عدم جدوى زراعة هذا النبات اقتصاديا نظرا لكثرة المعروض منه. ومن ثم فإن خفض المساحات المزروعة أمر ضروري لتحقيق التوازن بين العرض والطلب.
وبحسب مصادر تحدثت لـ«الشروق» سابقًا، تراجعت أسعار تصدير القطن المصري عالميًا بنسبة 23.5% خلال موسم التصدير 2024-2025، لتصل إلى 130 سنتًا للرطل، مقارنة بـ170 سنتًا في بداية الموسم.
وأعلنت شعبة القطن باتحاد الغرف التجارية المصرية في فبراير/شباط الماضي، أن الصادرات تراجعت بنسبة 33% خلال موسم التصدير الحالي. وفي الموسم الماضي، تم تصدير 20 ألف طن فقط، مقارنة بـ30 ألف طن.
قال الدكتور وليد يحيى وكيل معهد بحوث القطن بوزارة الزراعة، إن كميات القطن المصدر ارتفعت إلى 27 ألف طن بما يعادل 538 ألف قنطار من ألياف القطن منذ بداية موسم التصدير في سبتمبر الماضي وحتى 10 أبريل الجاري.
وأضاف يحيى لـ”الشروق” أن عدد الدول المستوردة للقطن المصري خلال الموسم الحالي ارتفع إلى 16 دولة. وتحتل الهند المرتبة الأولى بنسبة 58.77%، تليها باكستان بنسبة 15.65% ثم الصين بنسبة 10.40%.
وأشار وكيل معهد بحوث القطن بوزارة الزراعة إلى أن إجمالي قيمة التزامات التصدير بالدولار الأمريكي وصلت حتى الآن إلى نحو 90 مليون دولار أمريكي.
أدى انخفاض أسعار القطن عالميا إلى أزمة حادة للمزارعين هذا العام، حيث يواجه نظام تسويق القطن صعوبات كبيرة في بيع المحصول للتجار بالأسعار المضمونة المحددة مسبقا.
وفي منتصف فبراير 2024، حددت الحكومة السعر المضمون للقطن عند 10 آلاف جنيه مصري للقنطار من القطن متوسط التيلة و12 ألف جنيه مصري للقنطار من القطن طويل التيلة. لكن انخفاض الأسعار في الأسواق العالمية دفع التجار إلى الامتناع عن الشراء بهذه الأسعار، ولم يعد المزارعون قادرين على الوفاء بالتزاماتهم المالية.
وأعلنت الحكومة أن صرف 5.3 مليار جنيه لمزارعي القطن سيبدأ الأحد المقبل ويستمر لمدة أسبوعين.
قال مفرح البلتاجي، الرئيس السابق لاتحاد مصدري القطن، إن المساحة المزروعة بالقطن في مصر قد تنخفض إلى ما بين 150 و175 ألف فدان في العام التسويقي المقبل. ويوضح أن السبب الرئيسي لهذا التراجع هو انخفاض أسعار القطن عالميا، مما يجعل زراعته غير مربحة اقتصاديا للمزارعين.
وفيما يتعلق بتكاليف الإنتاج، أضاف البلتاجي أنها لن تمثل عبئا كبيرا على مصانع الغزل والنسيج، كما أن الأسعار لن ترتفع بشكل كبير في المستقبل القريب. وأوضح أن مصر لديها مخزون كبير من القطن يتجاوز المليون قنطار، وبالتالي فإن السوق المحلية لا تحتاج حاليا إلى زيادة الإنتاج. وأكد أن تراجع إنتاج القطن المصري لن يؤثر على الواردات: “نستورد أنواعاً أخرى من القطن، مثل القطن قصير ومتوسط التيلة، من دول مثل اليونان والسودان والبرازيل”. وعن أسباب عزوف المزارعين عن زراعة القطن، قال البلتاجي إن منظومة تسويق القطن شهدت مشاكل كبيرة في الموسم الحالي. وتابع: “هناك مزارعون لم يستلموا مستحقاتهم عن الموسم الماضي حتى قبل أيام قليلة. ورغم أن الحكومة استلمت نحو نصف مليون قنطار قطن قبل أربعة أشهر، إلا أنها لم توفر الأموال اللازمة لسداد مستحقات المزارعين”. توقع الدكتور مصطفى عمارة، نائب مدير الإرشاد والتدريب بمعهد بحوث القطن والمتحدث الإعلامي، أن تنخفض مساحة زراعة القطن في مصر بنسبة تتراوح بين 25 إلى 40 بالمئة في الموسم التسويقي المقبل. وأوضح أن الظروف المناخية المتغيرة والتحديات المالية التي يواجهها المزارعون أثرت بشكل كبير على قراراتهم الزراعية، مؤكدا أن المزارعين الذين تكبدوا خسائر أو تأخرت مستحقاتهم سيتوقفون عن زراعة القطن. وتابع أن تراجع صادرات القطن الخام هذا العام لا يمثل أزمة كبيرة. ومن الأفضل التركيز على الإنتاج المحلي والتصدير كمنتجات نهائية لتعظيم القيمة المضافة ودعم الاقتصاد. وفي قطاع النسيج، يتوقع عمارة أن ترتفع تكاليف الإنتاج بسبب ارتفاع أسعار المدخلات والرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. في 5 أبريل/نيسان، فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية بنسبة 10% على الواردات الأميركية من مصر. وأعلن أن الحكومة تتخذ خطوات لتعديل اتفاقية الكويز لتسهيل دخول المنتجات المصرية إلى السوق الأمريكية. وأضاف أن تأثير الرسوم الجمركية الأميركية على المنتجات النسيجية والقطنية سيكون أكبر من تأثيرها على المنتجات الأخرى.