بعد وفاته.. ماذا جاء في وصية البابا فرانسيس؟

بعد وفاة البابا فرانسيس عن عمر يناهز 88 عامًا، قدم الفاتيكان سلسلة من الإجراءات والطقوس التي يعود تاريخها إلى قرون مضت. وقد تم ذلك وفقًا للدستور الرسولي “Universi Dominici Gregis”، الذي يصف بدقة الخطوات التي يجب اتخاذها بعد وفاة البابا، من مراسم الجنازة إلى انتخاب خليفته.

وتبدأ الفترة الانتقالية بمجرد تأكيد الوفاة رسميًا من قبل رئيس مكتب الصحة في الفاتيكان والكاردينال كاميرلينغو، الكاردينال الأيرلندي الأمريكي كيفن فاريل، الذي سيتولى القيادة المؤقتة للكنيسة. تم إغلاق مكاتب البابا وتم تدمير رموز حبريته، من خاتم الصياد إلى الختم الرسمي، مما يمثل رمزيا نهاية سلطته.

وفاءً لرغبته في تجنب العرض الكبير، سيتم نقل جثمان البابا فرانسيس إلى كنيسة خاصة، حيث سيتم عرضه أولاً على الأصدقاء المقربين قبل نقله إلى كاتدرائية القديس بطرس لإقامة حفل وداع عام يستمر من أربعة إلى ستة أيام.

وعلى النقيض من التوابيت الثلاثية المستخدمة سابقًا، يتم وضع الجثة في تابوت خشبي مطلي بالزنك، مع تغطية الوجه بقطعة قماش من الحرير الأبيض. ويوجد بجانبه كيس من العملات المعدنية التي تم سكها أثناء حبريته، بالإضافة إلى مخطوطة تحتوي على أهم الأحداث في حياته.

وفي خروج رمزي عن التقليد، سيتم دفن البابا في كنيسة سانتا ماريا ماجوري وليس في كنيسة القديس بطرس، وفقًا لرغباته الشخصية.

وتتبع الجنازة تسعة أيام من الحداد الرسمي، وهو ما يسمى بـ “Novendiales”. خلال هذا الوقت، يتم تأجيل جميع القرارات المهمة المتعلقة بالمعتقدات العقائدية. يقتصر دور الكاميرلينجو على الإشراف الإداري حتى انعقاد المجمع لانتخاب البابا الجديد.

ومن المقرر أن يعقد المجمع في كنيسة سيستين بعد مرور 15 إلى 20 يومًا على الوفاة. ويعيش الكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عاما والذين يحق لهم الترشح لمنصب الكاردينال ــ ويبلغ عددهم حاليا 140، بما في ذلك 110 عينهم البابا الراحل ــ في عزلة شبه كاملة ولا يسمح لهم بأي اتصال بالعالم الخارجي.

يتم إجراء أربع جولات من التصويت يوميًا، وفي نهاية اليوم يتم حرق كل صوت. إذا تصاعد الدخان الأسود، فهذا يعني أن الكنيسة لا تزال بلا قائد. عندما يتصاعد الدخان الأبيض، يعرف العالم أنه تم انتخاب بابا جديد، ويتم الإعلان عن ذلك من شرفة كنيسة القديس بطرس.

أجرى البابا فرانسيس، أول بابا من أميركا الجنوبية، تغييرات كبيرة على حكومة الفاتيكان. واختار أن يعيش في مسكن بسيط في سانتا مارتا بدلاً من القصر الرسولي، مخففاً من الجانب الاحتفالي البابوي من خلال التأكيد على رسالته المتمثلة في التواضع والخدمة.