رغم بقاء الاحتلال.. نتنياهو يعرقل وقف الإبادة بحجة نزع السلاح

منذ 5 ساعات
رغم بقاء الاحتلال.. نتنياهو يعرقل وقف الإبادة بحجة نزع السلاح

ويواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي عرقلة التوصل إلى اتفاق لإنهاء الإبادة الجماعية من خلال جعل حماس شرطاً لنزع سلاحها. وقال مصدر سياسي إسرائيلي لهيئة الإذاعة الإسرائيلية: “حماس ترفض بشكل قاطع نزع السلاح، وتل أبيب لن تسمح بتقليد نموذج حزب الله”. وأكدت حماس مراراً وتكراراً استعدادها لامتلاك الأسلحة للقوة المحتلة إسرائيل. وأعلنت الحركة استعدادها للبدء فوراً في “مفاوضات الحزمة الشاملة” مقابل إطلاق سراح دفعة واحدة من السجناء مقابل إنهاء الإبادة الجماعية وسحبهم. ويؤكد سموتريتش أن إطلاق سراح الأسرى ليس الهدف الأهم. وتقول عائلات السجناء إن تصريحاته تظهر أن الحكومة فشلت عمداً في مساعدة أحبائهم.

وتستمر حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عرقلة التوصل إلى اتفاق لإنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة من خلال مطالبة حماس بتسليم سلاحها رغم استمرار الاحتلال.

ونقلت هيئة الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، الاثنين، عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله: “حماس ترفض بشكل قاطع نزع السلاح”، مضيفا أن تل أبيب لن تقبل بهذا الوضع.

وردا على مناورات نتنياهو المتشددة والمراوغة، أعلن القيادي في حركة حماس خليل الحية قبل أيام استعداد الحركة للبدء فورا في “مفاوضات الحزمة الشاملة” مع تل أبيب. وتتضمن المفاوضات الإفراج الفوري عن السجناء الإسرائيليين مقابل إنهاء الإبادة الجماعية والانسحاب الكامل من قطاع غزة.

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتكبت إسرائيل، بدعم أمريكي كامل، جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة، حيث قتلت أو جرحت أكثر من 168 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وخلفت أكثر من 11 ألف مفقود.

** نزع السلاح… دولة جديدة

ونقلت هيئة الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر سياسي إسرائيلي لم تكشف هويته قوله: “أعربت حماس عن استعدادها للتخلي عن السيطرة على غزة، لكنها ترفض بشكل قاطع نزع سلاحها، وهي خطوة تعتبرها إسرائيل غير مقبولة”.

وفي مارس/آذار الماضي، قال المتحدث باسم حماس، حازم قاسم، لوكالة الأناضول، إن الحركة لن تشارك في أي ترتيبات إدارية لمستقبل قطاع غزة إذا تم الاتفاق عليها على المستوى الوطني.

وكان أحد أهداف الحرب المعلنة التي شنتها إسرائيل هو إنهاء حكم حماس في قطاع غزة. لكن في الأسابيع الأخيرة، أدخلت تل أبيب شرطا جديدا لأي اتفاق لإنهاء الإبادة الجماعية.

ولم يقدم المصدر الإسرائيلي تفاصيل بشأن متى وأين أوضحت حماس موقفها بشأن التنازل عن السلطة ورفضها نزع السلاح.

وزعم أن “حماس تحاول تقليد نموذج حزب الله في لبنان، أي منظمة مسلحة تمارس نفوذها العسكري دون أن تتمتع بموقع حكومي رسمي”.

وأضاف: “حماس تريد أن تبقى لاعباً قوياً على الأرض، حتى لو تولى طرف آخر السلطة في قطاع غزة. وهي تريد ضمان احتفاظ جناحها العسكري، كتائب القسام، بترسانته وسلطته”.

وأضاف المصدر: “لكن إسرائيل ترفض هذا النهج بشدة، وهي مقتنعة بأنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق طالما أن حماس تملك أسلحتها أو قدراتها العسكرية المستقلة”.

وحتى الساعة 10:30 بتوقيت غرينتش، لم تعلق حماس بعد على تقرير هيئة الإذاعة الرسمية، لكن الحركة أكدت مرارا أنها ترفض تسليم سلاحها للقوة المحتلة إسرائيل.

**الإبادة أهم من السجناء

وأكد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، في بيان، الاثنين، أن الهدف الرئيسي لتل أبيب هو مواصلة الإبادة الجماعية والطرد، وليس إطلاق سراح الأسرى.

وقال سموتريتش لإذاعة محلية إن إطلاق سراح الأسرى المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة “ليس الهدف الأكثر أهمية”.

وتشير تقديرات تل أبيب إلى وجود 59 أسيراً إسرائيلياً في قطاع غزة، منهم 24 لا يزالون على قيد الحياة. وفي الوقت نفسه، يقبع أكثر من 9900 فلسطيني في السجون، حيث يعانون من التعذيب والجوع والإهمال الطبي. وقد لقي العديد منهم حتفهم، بحسب تقارير إعلامية وحقوقية فلسطينية وإسرائيلية.

وفي بيان لها، استنكرت عائلات الأسرى تصريحات سموتريتش. ووصفوا ذلك بأنه “مخز” و”يكشف للرأي العام الحقيقة القاسية وهي أن هذه الحكومة قررت عمدا التخلي عن الرهائن”.

وتتهم عائلات الأسرى نتنياهو بتعريض حياتهم للخطر بإصراره على مواصلة الحرب على غزة ومنع صفقة تبادل الأسرى. ويأتي ذلك مراعاةً للوزراء الأكثر تطرفاً في حكومته، ومن بينهم سموتريتش، وحمايةً لمصالحه السياسية.

وتطالب عائلات الأسرى ونحو 142 ألف إسرائيلي آخرين باتفاق شامل لإعادة جميع الأسرى على الفور، حتى لو كان هذا يعني إنهاء حرب الإبادة في قطاع غزة. لكن الحكومة ترفض هذه المطالب.

وبحسب موقع “إسرائيل ريترن” غير الحكومي المتخصص في توقيع الالتماسات عبر الإنترنت، فقد وقع حتى يوم الاثنين نحو 142 ألف إسرائيلي على 56 عريضة، بما في ذلك 21 عريضة من أكثر من 10 آلاف من جنود الاحتياط والمحاربين القدامى.

نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية ووزراءه أعلنوا أنهم سيطردون جميع الموقعين على عرائض إعادة الأسرى، لأنهم يعتبرونهم “يعززون الأعداء في زمن الحرب” ويصفونهم بـ”التمرد” و”العصيان”.

وأكدت حماس مراراً استعدادها للإفراج عن كافة الأسرى فوراً. لكن نتنياهو يتردد، ويسعى إلى اتفاقيات جزئية من شأنها أن تستمر في حرب الإبادة، كما تقول المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى.

بحلول الأول من مارس/آذار 2025، تم الانتهاء من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل. الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني 2025، توسطت فيه مصر وقطر، وبدعم من الولايات المتحدة؛ وقد التزمت الحركة الفلسطينية بهذا.

لكن نتنياهو تراجع عن بداية مرحلته الثانية واستأنف الإبادة الجماعية في غزة في 18 مارس/آذار ردا على الجناح الأكثر تطرفا في حكومته اليمينية، بحسب تقارير إعلامية عبرية.

تحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاماً، وأصبح نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون فلسطيني بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة منازلهم وتسببت في المجاعة في قطاع غزة. وعلى إثر ذلك أغلقت تل أبيب المعابر أمام المساعدات الإنسانية.

لقد احتلت إسرائيل أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان لعقود من الزمن، وترفض الانسحاب من هذه الأراضي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على طول حدود ما قبل عام 1967.


شارك